أزيز الرصاص يعلو صوت الترانيم.. كنائس فلسطين تحيي “عيد الفصح” بلا احتفالات (فيديو)

ضرب واعتقال حارس قنصل اليونان داخل كنيسة القيامة في القدس

تحتفل الكنائس المسيحية الفلسطينية التي تسير حسب التقويم الشرقي، اليوم الأحد، بأول أيام عيد الفصح، وسط غياب مظاهر الاحتفال والمسيرات الكشفية التي تجري سنويًّا، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وعلى وقع أصوات القصف الإسرائيلي وأزيز طائرات الاحتلال الحربية، يحيي مسيحيو مدينة غزة -الذين يسيرون حسب التقويم الشرقي- عيد الفصح دون أي مظاهر احتفالية، مع استمرار العدوان والحصار حيث أقيمت الصلوات في كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس، بمشاركة عدد من النازحين الموجودين هناك.

رئيس أساقفة بطريركية الروم الأرثوذكس يحضر قداس عيد الفصح- مدينة غزة 5 مايو (رويترز)

قداس كنيسة القيامة

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن صلوات وقداسًا سيقام في كنيسة القيامة بالقدس المحتلة، وفي سائر الكنائس الأرثوذكسية في المدينة المقدسة ومدن بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا وأريحا.

وأوضحت أن جميع الكنائس في محافظات رام الله وجنين ونابلس ستحتفل بعيد الفصح، مشيرة إلى أن الكنائس المسيحية، التي تسير حسب التقويم الشرقي، أحيت أمس “سبت النور” الذي يسبق أحد القيامة، بحضور عدد من المطارنة والكهنة والمواطنين.

وكشفت أن بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن للروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث، ترأس صلاة في كنيسة القيامة بالقدس، بحضور عدد من المصلين تمكنوا من الوصول رغم القيود التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي في محيط البلدة القديمة.

“غزة في القلب” لافتة خارج كنيسة المهد في بيت لحم (رويترز)

أزيز الرصاص يعلو ترانيم الكنائس

وفي مدينة غزة، اقتصرت احتفالات نحو 100 عائلة مسيحية في كنيسة الروم الأرثوذكس على إقامة الصلوات والطقوس الدينية، دون أي مظاهر أخرى.

وقال رئيس مجلس إدارة جمعية اتحاد الكنائس في غزة عماد الصايغ للأناضول “الحزن يخيم على الأجواء داخل الكنيسة كما الحال خارجها، فلا مجال للفرح والاحتفال، في ظل الدمار الهائل والقصف المتواصل وسقوط الضحايا”.

وأوضح الصايغ -الذي نزح إلى كنيسة الروم الأرثوذكس شرقي مدينة غزة بحثًا عن الأمن- أن حرب الإبادة الجماعية جعلت مراسم العيد هذا العام تختلف عن الأعوام السابقة، فلا مظاهر فرح وابتهاج في الكنيسة.

ويعيش في غزة نحو 1200 مسيحي من مجموع سكان القطاع البالغ تعدادهم نحو 2.3 مليون نسمة، في أوضاع صعبة ومعقدة، وخاصة بعد الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ السابع من أكتوبر.

ولم يسلم المسيحيون في قطاع غزة من الحرب الإسرائيلية المدمرة والغارات العنيفة والمكثفة، فقد تعرضت كنيسة القديس برفيريوس لقصف إسرائيلي في 19 من أكتوبر الماضي، أسفر عن استشهاد 18 مواطنًا كانوا داخلها معظمهم من الأطفال والنساء.

كنيسة القديس برفيريوس في حي الزيتون شرق مدينة غزة (غيتي-أرشيفية)

وحسب بيان للمكتب الإعلامي الحكومي بمدينة غزة، فإن 3 كنائس تضررت بشكل كبير جراء الحرب المستمرة، كما استهدف الجيش الإسرائيلي المركز الثقافي الأرثوذكسي في حي الرمال الجنوبي غربي مدينة غزة، مما أدى إلى تدمير أجزاء واسعة منه.

ووفق بيانات مؤسسات مسيحية في غزة قبل بدء الحرب، فإن عدد المسيحيين تناقص بفعل الهجرة من القطاع، ولا يزيد على نحو ألفي شخص.

ويتبع نحو 70% من مسيحيي قطاع غزة لطائفة الروم الأرثوذكس، بينما يتبع البقية لطائفة اللاتين الكاثوليك.

ضرب واعتقال حارس قنصل اليونان

وفي إطار سياسة التضييق التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية حارس القنصل اليوناني في القدس، بعد الاعتداء عليه أثناء وجوده داخل كنيسة القيامة وسط المدينة.

ودخلت الشرطة الإسرائيلية كنيسة القيامة بالقدس، واعتقلت الحارس الشخصي للقنصل اليوناني بعد الاعتداء عليه، ولم يتسن معرفة سبب الاعتقال، إلا أن مناوشات حدثت بين حارس القنصل والشرطة الإسرائيلية.

دعوات “للشعوب المتألمة”

وفي مصر، شهد الاحتفال بعيد القيامة، مساء أمس السبت، دعوات لفلسطين والسودان و”الشعوب المتألمة” في العالم بأن ينعموا بالسلام.

جاء ذلك خلال عظات تلت قداس عيد القيامة الذي يُعَد المناسبة الأبرز كنسيًّا مع عيد الميلاد، وشهدت العظة الرئيسية بالكاتدرائية وسط القاهرة حضور بابا أقباط مصر، تواضروس الثاني، بابا الكنيسة الأرثوذكسية الأكبر في البلاد.

وترأس سامي فوزي، رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية بمصر، قداس عيد القيامة بالكاتدرائية التابعة للكنيسة في القاهرة.

وقال “نصلي من أجل مصر، ونرفع صلواتنا من أجل شعبَي فلسطين والسودان الشقيقين لأجل أحداث الحرب الدائرة الآن في غزة والسودان، فليرفع الله عنهم كل آثار الحرب، ويعم بسلامه على بلادهم الحبيبة، ويحفظ الله شعبهم وأرضهم من كل شر”.

ويشهد العالم حروبًا وصراعات، بينها الحرب الروسية الأوكرانية، والصراع المسلح في السودان، وكان أكثرها فداحة حرب مدمرة تشنها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي على غزة، خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين معظمهم أطفال ونساء، ودمارًا هائلًا، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات