تركيا.. بنية دولة قوية قاومت أشد العواصف

أردوغان

المتابع للمسيرة التركية الحديثة التي بدأت مع حزب العدالة والتنمية بزعامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ نحو عقدين من الزمن، يستطيع أن يرى بوضوح أن تركيا تسير بخطى ثابتة نحو أهدافها التطويرية التي وضعتها لنفسها، وذلك رغم كل العواصف والعوائق والصعوبات.

وهل توجد مسيرة ناجحة من دون صعوبات؟ كلا بكل تأكيد، وهذا ما يجعل التجربة التركية الحديثة مثلا يحتذى به لمن يريد التطور والتقدم والاستقلالية، فالمركب التركي لم يغرق رغم العواصف والأمواج والرياح الشديدة، بل قاوم ويقاوم ويكاد يصل لبر الأمان، ليعود لاحقا وينطلق نحو أهداف أخرى.

هذه الصعوبات الاقتصادية والأمنية والعسكرية والتكنولوجيا والسياسية والدينية، جعلت تركيا اليوم بعد عقدين من “الثورة الصامتة” تتمتع ببنية قوية متينة..

متانة تمكنت تركيا من خلالها أولا: من مواجهة الأزمات والصعوبات، وثانيا: عملت بثبات على حل الكثير من الأزمات والمشكلات، في سبيل الوصول للدولة للأقوى والأشد ثباتا في المراحل المقبلة.

تركيا اليوم

نعم، عندما يبدأ بلد ما بالنهوض بشكل جماعي، واتخاذ خطوات حازمة وجدية في العديد من المجالات والقطاعات بدءا من الاقتصاد وحتى الصناعات العسكرية والتكنولوجية الدفاعية، وصولا للتعليم والثقافة والسياسة الخارجية والأمن، فمن الطبيعي أن تصادفه مثل هذه العقبات.

وهذا هو الحال مع تركيا اليوم، التي تريد أن تخرج من التبعية الغربية وأن تكون دولة ذات استقلال تام بالقرار، وليس فقط استقلال بالحدود الجغرافية، الأمر الذي أزعج القوى الغربية وبعض المتعاونين معها، ولكن وبفضل المتانة في الدولة التركية وصوابية قراراتها في الأعوام القليلة الماضية، ها هي الكثير من القوى الإقليمية والدولية بدأت تعترف بقوة تركيا، وأنه لا يمكن حل أي ملف بمعزل عن تركيا، فبدأوا بالتوافد إلى أنقرة أفواجا وأفواحا.

بعد افشال محاولة الانقلاب

ما كانت تركيا لتكسب هذه الصورة لولا متانة دولتها خاصة بعد أن طُهّرت من الكيان الموازي (فتح الله غولن) الإرهابي، والمتابع أكثر للمسيرة التركية يدرك أنها أًصبحت أكثر قوة ومتانة بعيد إفشال المحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا في 15 يوليو/تموز 2016.

ها هي تركيا نجحت في المناطق السورية التي توجد فيها، نجحت في ليبيا، نجحت في كل من: أذربيجان، الصومال، قطر، تتقدم في أفغانستان، تناصر القضية الفلسطينية بقوة وثبات، تتقدم بسرعة في أفريقيا، وأخيرا أعلنت عن تشكل منظمة الدول التركية، وكل هذا إلى جانب نجاحاتها الباهرة بالصناعات العسكرية الدفاعية.

لذلك، اليوم نحن أمام تركيا تتمتع بدولة قوية وليس مجرد هيكل متهالك ضعيف تستطيع القوى الخارجية اللعب به كيفما تشاء ووقت ما تشاء.