شركاء “جو بايدن” في صناعة السياسة الخارجية الأمريكية

بايدن

تعهد الرئيس الأمريكي “جو بايدن” بأن أمريكا ستكون مختلفة وستتبنى مواقف بعيدة عن شعار “أمريكا أولا” الذي الذي تبناه سلفه دونالد ترمب.

فقد أعلن أن أمريكا في المرحلة القادمة ستفعل الدبلوماسية بشكل كبير، وهو ما أشار إليه بقوله: فهذه هي الرسالة التي أريد أن يسمعها العالم اليوم. لقد عادت أمريكا. عادت أمريكا. وعادت الدبلوماسية إلى صميم سياستنا الخارجية.

وقد اختار بايدن مقولة “إدارة تشبه أمريكا” عند حديثه عن الوزراء والمستشارين الذين ينوي تشكيل إدارته منهم، في إشارة إلى تنوع إدارته.

وهنا لا بد أن نستعرض هذا الفريق الرئيسي الذي اختاره لمساعدته في صناعة السياسة الخارجية الأمريكية، و لكي نتعرف على التوجهات الأمريكية في المرحلة المقبلة، وذلك على النحو التالي:

كامالا هاريس:  نائب الرئيس 

– شغلت منصب مدعي عام وعضو في الكونغرس .

– تدعم الاتفاق النووي مع طهران، ووبخت ترمب عام 2018 لانسحابه من الاتفاق.

–  تعد هاريس أحد أبرز المؤيدين لإسرائيل، وقالت: “ينبغي ألا تكون إسرائيل قضية حزبية على الإطلاق”.

– انتقدت هاريس في أكثر من مناسبة علاقة ترمب بالرياض، وفي العام 2019 صوتت لمصلحة قرارات لإنهاء الحرب في اليمن”.

أنطوني بلينكين :  وزير الخارجية 

– تخصص في القانون بجامعة كولومبيا، ودرس بجامعة هارفارد .

– يعتبر انسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا “خطأ كبيرا”، وأن التخلي عن الأكراد السوريين إحدى نقاط الضعف الكبرى في سياسة إدارة ترمب نحو سوريا.

– يعلن الدعم المطلق لإسرائيل، لكن ليس على حساب حل الدولتين.

– هو من أتباع انتهاج سياسة أكثر صرامة مع توجهات الرئيس التركي ” أردوغان” بسبب خططه التوسعية في شرق المتوسط .

– يعتقد بانه إذا تمت العودة للاتفاق النووي وتعليق العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، فستواصل بلاده العقوبات غير النووية كنوع من التحوط القوي ضد السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار.

وليام بيرنز:  مدير وكالة الاستخبارات (سي أي إيه)

– تولى منصب نائب وزير الخارجية في فترة الرئيس أوباما، وكان سفيراً لدى روسيا والأردن، ثم مساعداً لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى . وأخيرا تولى منصب رئيس مركز “كارنيغي” لأبحاث السلام .

– كان رئيساً لفريق المفاوضين الأمريكيين في المحادثات السرية التي مهدت الطريق في النهاية للاتفاق النووي الإيراني عام 2015.

– شارك في مؤتمر مدريد للسلام، وله عدد من المؤلفات والكتب التي تناولت قضايا ودول المنطقة.

جايك سوليفان : مستشار الأمن القومي

–  لعب دوراً في المفاوضات السرية بين واشنطن وطهران، والتي قادت للاتفاق النووي في 2015

– يرى سوليفان أن التخلي عن مسار تصادمي في شأن الملف النووي أمر ملحّ، لكن ليس العمل الدبلوماسي الوحيد الذي يجب على الولايات المتحدة القيام به، وأنه في حال توافر الظروف مع التشجيع الخارجي، فقد يكون هناك مجال لإجراء محادثات أكبر حول اليمن وسوريا ودول الخليج وحول الأمن البحري، عبر استخدام الدبلوماسية لتحقيق نتائج أكثر استدامة .

– تقول “واشنطن بوست” إن سوليفان يدعم انتهاج موقف أمريكي أكثر صرامة تجاه “انتهاكات حقوق الإنسان” في الشرق الأوسط .

لويد أوستين : وزير الدفاع

– أول رجل أسود يتولى هذا المنصب .

– لقد تولى أوستن إدارة القيادة المركزية الوسطى بين عامي 2013 و2016. وتولى عمليات الحرب ضد تنظيم “داعش” في سوريا والعراق .

– برز اسم أوستن بعد أحداث الـ 11 من سبتمبر، ففي الفترة من يوليو/تموز 2001 إلى يونيو 2003، عمل أوستن مساعداً لقائد فرقة المشاة الثالثة بالجيش الأمريكي، مما ساعد في قيادة الغزو على العراق في مارس/آذار 2003 . كما شارك في الحرب الأمريكية على أفغانستان .

– ينتمي أوستن إلى مدرسة قادة البنتاغون العسكريين المعروفين باعتدالهم إزاء النزاعات الدولية .

بريت ماكغورك : مبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا

– هو محام سابق ودبلوماسي أمرييكي .

– في العام 2005، عمل مديراً لشؤون العراق، ثم عمل مستشاراً خاصاً للرئيس الأمريكي “اوباما” ومديرا لشؤون العراق وأفغانستان .

– عين في 23 أكتوبر 2015 ليكون المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش” .

– يؤيد “ماكغورك” تسليح ودعم الفصائل الكردية الموالية لواشنطن في الشمال السوري، ومنتقداً في الوقت ذاته بشدة المساعي التركية لمواجهة تلك الفصائل .

الخلاصة

لقد تعهد بايدن بعقد قمة دولية، يناقش مع القادة الديمقراطيين سبل صد الفساد والممارسات الاستبدادية، فضلا عن توسيع نطاق حقوق الإنسان.

وتعهد أيضا بالعمل على عودة بلاده للاتفاق النووي مع إيران من خلال التفاوض على إطار جديد، يشمل قضايا أوسع، خاصة فيما يتعلق بسياسة إيران الإقليمية وبرامجها الصاروخية، إضافة للملف النووي.

كما سيقدم على إعادة الحديث مع السلطة الفلسطينية، وإعادة فتح البعثة الدبلوماسية لمنظمة التحرير الفلسطينية داخل واشنطن.

وقد اعلن “بايدن”عن الدبلوماسية النشطة بكل أبعادها، وأن الولايات المتحدة ستكون حاضرة دوما في كل المحافل، وأنها لن تكون غائبة عن مسرح العالم بعد الآن، وأن إدارة بايدن مستعدة لتحمل المهمة على عاتقها في قيادة العالم، وحل معظم القضايا مع الشركاء الدوليين.