هل جفاف الحلق في الصيام يؤدي إلى الإصابة بفيروس كورونا؟

شارك البعض عبر مواقع التواصل مخاوفهم من قابلية الإصابة بفيروس كورونا بسبب جفاف الحلق أثناء الصيام
شارك البعض عبر مواقع التواصل مخاوفهم من قابلية الإصابة بفيروس كورونا بسبب جفاف الحلق أثناء الصيام

ينصح الأطباء بشرب الماء للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا. ومع اقتراب شهر رمضان؛ أثيرت بعض المخاوف من أن يؤدي جفاف الحلق أثناء الصيام إلى الإصابة بالعدوى. فما الرد العلمي على ذلك؟

يقول الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الأمراض الصدرية بكلية طب المنصورة بمصر في لقاء خاص لموقع الجزيرة مباشر، إنه لم يثبت علميا إلى الآن أن جفاف الحلق يؤدي إلى الإصابة بفيروس كورونا، بل على العكس فإن الدراسات العلمية تؤكد أن الصيام يساعد على تجدد خلايا الجهاز المناعي، والخلايا الجذعية التي تنتج كرات دم بيضاء جديدة تستطيع أن تقاوم الميكروبات، كما أن الصيام يوفر الطاقة للجهاز المناعي لكي يستعيد قوته، ويحسن كفاءة الخلايا الليمفاوية لعشرة أضعاف كما في بعض الدراسات.

الصيام والمناعة

وبيَّن أن الصيام يحسن كفاءة جهاز المناعة لدى كبار السن لأنه يخلصهم من بعض المواد الضارة بجهاز المناعة، كما أن بعض الدراسات العلمية قد كشفت عن دور الصيام في تحفيز جهاز المناعة ضد السرطان، وبعض الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي.

أما عن التأثير غير المباشر للصيام، فيوضح الدسوقي أنه يساعد على ضبط الوزن، والتخلص من السمنة في حال الصيام بصورة صحيحة، ومن المعروف أن السمنة تثبط جهاز المناعة، كما أن الصوم يحسن من باقي العمليات الحيوية بالجسم التي تساهم بدورها في تحسين جهاز المناعة.

وأشار إلى دور الصيام في تحسين الحالة النفسية بدرجة كبيرة حيث تسمو روح الإنسان بفضل العبادة، وتؤثر الحالة النفسية إيجابيا على فعالية جهاز المناعة، كما أن الصيام فرصة للتوقف عن التدخين أو تقليله، وهو الذي يعد من أكبر الأسباب التي تضعف جهاز المناعة.

ومن جانب آخر، قال الدسوقي “بالدليل المنطقي: هناك أكثر من مليار مسلم يصومون كل عام، ولم يلحظ العلماء في تاريخ الطب، أنهم أصيبوا بفيروسات بعد الصيام الذي فيه جفاف الحلق حتى في الدول الحارة جدا؛ بل على العكس تتحسن صحتهم بفضل الصيام”.

وأوضح أن صيام المرضى له وضع خاص، يحدده الطبيب المختص بكل حالة.

أكد العلماء والفقهاء على أن صيام المرضى له وضع خاص يحدده الطبيب المختص (غيتي)
كورونا وجفاف الحلق

وأكد د. مجد روفائيل أخصائي الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والعنق لموقع الجزيرة مباشر؛ أنه يجب الفصل بين الصيام والإصابة بفيروس كورونا، فالصيام يحفز على تجديد الخلايا المناعية، خاصة إذا صاحبه نظام غذائي قليل السكر، لأنه الجسم يعتمد أثناء الصيام على الأجسام الكيتونية التي تحث على تجديد الخلايا المناعية لدى الإنسان.

وأوضح أن جفاف الحلق الناتج عن الصيام يؤدي إلى خلل في إفراز الفلورا الطبيعية الموجودة بالفم، ويخفف من الإفراز اللعابي الذي يحتوي على مواد تقي الفم من الالتهابات، ولذلك تتغير رائحة الفم، والحرمان من الماء يضعف صحة الفم بالمجمل، وليس معنى ذلك أن الإنسان يكون عرضة للإصابة بفيروس كورونا، لأن الإصابة تحدث عند وصول الفيروس إلى الحلق بغض النظر عن الجفاف من عدمه، لذلك ينبغي الوقاية من الإصابة.

وفي حال كان الصائم يعاني من مشاكل صحية، يفضل ألا يجهد نفسه أثناء الصيام، ويحاول أن يقلل من توتره، لأن القلق والتوتر يزيدان من إفراز مواد قد تؤثر سلبيا على المناعة.

الدراسات العلمية تؤكد أن الصيام يعزز المناعة ويفيد الجسم (غيتي)
الرأي الفقهي 

هل يجوز الإفطار في رمضان لتجنب الإصابة بفيروس كورونا؟.. يجيب على هذا السؤال د. مسعود صبري أستاذ مشارك في الفقه والأصول بالكويت في تصريحات خاصة لموقع الجزيرة مباشر.

أفتى صبري بأن “الإفطار بسبب التخوف من فيروس كورونا لا يجوز شرعا، لأنه يخالف عموم قوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، واستثنى الله تعالى أصحاب الأعذار وعلى رأسهم المرضى الذين يصعب عليهم الصيام، أما من كان مريضا مرضا لا يؤثر الصيام فيه، فلا يجوز له الفطر، لأنه قوله تعالى (فمن كان منكم مريضا) يعني مرضا يمنع من الصيام، ومجرد التخوف من المرض لا يبيح الفطر”.

وأضاف “القول بالإفطار نقض لأصل العبادة بلا عذر، كما أن الادعاء بجواز الفطر قائم على أن الإنسان بحاجة إلى كثرة شرب المياه للمناعة من المرض، وهو ما نفته منظمة الصحة العالمية، فشرب المياه ليس مانعا من الإصابة من المرض.  بل يشير الأطباء إلى أن الصيام يقوي جهاز المناعة عند الإنسان، وهو ما يحتاجه الإنسان للوقاية من فيروس كورونا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الصوم جنة”، فهو وقاية للإنسان من الإصابة من الأمراض في الدنيا، ووقاية له من عذاب الله يوم القيامة.

وفي حال المرض، يوضح صبري “إذا كان المرء مريضا بالفعل، سواء كان كورونا أو غيره، ويحتاج إلى تناول الدواء – وليس تناول الماء- فله الفطر، وعليه القضاء بنص القرآن الكريم. كما يمكن لأصحاب الأعذار أن يفطروا، وإن كانوا قادرين على الصيام، ويكون التخوف من كورونا عاملا مساعدا وسببا ثانويا وليس سببا رئيسا في الفطر، لأنه يجوز لهم الفطر ابتداء، كالمسافر، والحامل والمرض وكبار السن جدا وأصحاب الأعمال الشاقة التي لا يقدرون على الصيام معها”.

اقرأ أيضا:

ما الفرق بين الفيروسات والبكتيريا.. وهل كلها ضارة للإنسان؟

مفهومان مختلفان.. ما الفرق بين الوباء والجائحة؟

“رمضان جانا”.. ما سر نجاح الأغنية حتى الآن؟

شاهد: أطعمة ومشروبات تساعد في مقاومة فيروس كورونا

المصدر : الجزيرة مباشر