إسرائيل وأوربا تبحثان خط سكة حديد بين “المتوسط” والخليج.. ما أثره على مصر؟

رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد (الجزيرة)

بحث مسؤولون إسرائيليون وأوربيون، إمكانية إقامة خط “سكة حديد”، يربط البحر المتوسط مع دول الخليج العربي عبر إسرائيل.

وقال البنك المركزي الإسرائيلي في بيان، الثلاثاء، إنه تم بحث المشروع، أمس الإثنين، بمشاركة مسؤولين من وزارة المالية الإسرائيلية والمفوضية الأوربية، في اجتماع عُقد عبر تقنية التواصل عن بُعد.

وأضاف: “جرى بحث مشروع سكة حديد السلام الإقليمية، لربط البحر المتوسط ​​ودول الخليج، عبر إسرائيل كجسر بري والأردن كمحور نقل إقليمي”.

وتابع: “المبادرة التي طرحها وزير المالية (يسرائيل كاتس)، ستخلق طريقا تجاريا أقصر وأسرع وأرخص، وأكثر أمانا، بين الشرق والغرب، وستساهم في اقتصادات الأردن والسلطة الفلسطينية وإسرائيل والسعودية ودول الخليج”.

وفي 15 من سبتمبر/أيلول الماضي، وقعت كل من الإمارات والبحرين اتفاقين لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، خلال أقيم في البيت الأبيض بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

وقوبل اتفاقا التطبيع بتنديد فلسطيني واسع، حيث اعتبرته الفصائل والقيادة الفلسطينية، خيانة من الإمارات وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني.

ولم يوضح البنك المركزي الإسرائيلي، مسار هذه السكة الحديدية وتكلفتها المالية، والمدة الزمنية لتنفيذها، في حال إقرارها بالفعل.

لكن الخارجية الإسرائيلية، أشارت في أغسطس/آب 2019 إلى أن خطة وزير المالية، تقضي بإقامة سكة حديد تمتد من ميناء حيفا شمالي إسرائيل، إلى خط سكة الحديد بالأردن، ومنه إلى السعودية ودول الخليج الأخرى.

وتتضمن الخطة مسارا فرعيا إلى مدينة جنين في شمالي الضفة الغربية، بحيث يتم نقل البضائع من خلال ميناء حيفا إلى الدول الأوربية.

وأشار البنك المركزي الإسرائيلي، إلى أن اللقاء هدف إلى “بحث تعميق التعاون الاقتصادي ومناقشة المشاريع الاستراتيجية الإقليمية”.

وقال: “ناقش الطرفان هذا العام، الآثار الاقتصادية الكلية لأزمة كورونا والخطط الاقتصادية المتخذة لمواجهة التحدي الاقتصادي”.

وأبدى العديد من المُتخصصين الاقتصاديين في مصر تخوفهم من اتفاق التطبيع الخليجي الإسرائيلي، وما سيتبعه من اتفاقيات اقتصادية قد تكون على حساب الاقتصاد المصري.

حيث ستواجه مصر تحديا وهو إعلان الإمارات المتحدة، عن مشاركة موانئ دبي العالمية في جهودها للاستحواذ على إدارة ميناء حيفا.

وتشكل هذه الخطوة انهيارا كاملا بحسب خبراء لعمل قناة السويس، ويصبح ميناء حيفا بوابة دول الخليج العربي على البحر المتوسط.

ولا يتوقف الأمر عند ذلك، فقد يصبح ميناء حيفا بديلاً كاملاً عن مرفأ بيروت اللبناني أيضاً، بحيث أن ميناء حيفا سيحظى بتلك الامتيازات الاقتصادية.

ووفق خبراء فإن الاتفاق الذي وقعته شركة أوربا آسيا بايبلاين الحكومية الإسرائيلية (إي أيه بي سي) وشركة ميد ريد لاند بريدج الإماراتية، الشهر الماضي، يهدف إلى استخدام خط أنابيب إيلات-عسقلان القائم منذ نحو 50 عاما، والذي يربط بين إيلات بالبحر الأحمر بعسقلان على البحر المتوسط، لنقل النفط الإماراتي إلى أوربا، وفق ما ذكرته “إي أيه بي سي” المالكة للخط.

وحذر رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع آنذاك من عواقب الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي قائلا: إن إنشاء خط أنابيب النفط “إيلات-عسقلان” الإسرائيلي إلى الخليج يهدد الأمن القومي المصري وقناة السويس.

جاء ذلك خلال مداخلة على قناة فضائية خاصة، حذر فيها ربيع من العواقب المحتملة لإمكانية مد خط أنابيب “إيلات-عسقلان” الإسرائيلي إلى الخليج، بغرض تصدير النفط منه إلى أوربا، وتأثيره على الأمن القومي المصري، وعلى عائدات قناة السويس.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات