كورونا.. 75% من سكان بريطانيا في العزل والصين ترخص أول لقاح محلي “بشروط”

سيارات الإسعاف تنقل المرضى أمام أحد مستشفيات لندن (غيتي)
سيارات الإسعاف تنقل المرضى أمام أحد مستشفيات لندن (غيتي)

يخضع 75 في المئة من سكان إنجلترا للعزل اعتبارا من اليوم الخميس بعدما وسّعت الحكومة البريطانية نطاق المناطق الخاضعة للتدابير الأكثر صرامة التي فُرضت لاحتواء طفرة في أعداد المصابين بكوفيد-19 الناجمة عن السلالة المتحوّرة من الفيروس.

وأكد وزير الصحة البريطاني “ضرورة” إخضاع مناطق عدة في وسط إنجلترا وجنوبها وشمالها لدرجة التأهب الرابعة التي كان يخضع لها نحو 40 في المئة من السكان، في محاولة لكبح تفشي الوباء.

ويعني ذلك، على وجه الخصوص، إغلاق الحانات والمطاعم واقتصار عملها على خدمة التسلّم والمغادرة (تيك أواي)، وكذلك إغلاق دور السينما وقاعات العروض المسرحية الفنادق، كما يتعين على سكان المناطق الخاضعة لدرجة التأهب الرابعة ملازمة منازلهم.

وحاليا يخضع سكان بقية أنحاء المملكة المتحدة أي اسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية للعزل.

ومدّدت السلطات الإنجليزية العطلة المدرسية لطلبة الصفوف المتوسطة والثانوية الذين سيجرون امتحانات نهاية السنة أسبوعا واحدا، وأسبوعين للبقية وفق ما أعلن وزير التعليم غافين وليامسون أمام البرلمان.

وأوضح الوزير أن التدابير ستشمل تلامذة الصفوف الابتدائية “في عدد قليل من المناطق حيث تسجّل أعلى معدّلات الإصابة”، لكنّه أكد أن “غالبية المدارس الابتدائية ستعيد فتح أبوابها في الرابع من يناير/ كانون الثاني”.

وتلقي التدابير الجديدة بظلالها على الأجواء الإيجابية التي أشاعها إعطاء السلطات البريطانية الضوء الأخضر للقاح أسترازينيكا/أكسفورد، وهو ما سيتيح تلقيح مئات آلاف البريطانيين اعتبارا من الأسبوع المقبل.

ترخيص لقاح أوكسفورد-أسترازينيكا

وكانت قد أجازت بريطانيا أمس الأربعاء استخدام لقاح فيروس كورونا الذي أنتجته جامعة أكسفورد وشركة أسترازينيكا على أمل أن يساعد هذا الإجراء السريع في الحد من الارتفاع القياسي في حالات الإصابة الناجم عن سلالة الفيروس شديدة العدوى.

(الاناضول)

وسعت حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون، التي طلبت 100 مليون جرعة من اللقاح، بالفعل إلى تسريع إصدار الموافقة على لقاح فايزر-بيونتيك ووفرت مئات الآلاف من جرعاته قبل أسابيع من دول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة.

ومع أن لقاح أسترازينيكا وأكسفورد أرخص ثمنا وأسهل في توزيعه من اللقاحات المنافسة، فإنه يواجه تساؤلات بشأن جرعته الأكثر فعالية.

و قال جيريمي فيرار، وهو أحد أبرز خبراء الصحة العامة في بريطانيا، إن الموافقة على اللقاح أمر يستحق الاحتفال، لكنه حث على مواصلة الفحوص وأوصى مطوريه بإجراء تجارب عشوائية لاختبار موعد الجرعة الثانية.

وقالت الحكومة إنها لن توصي بتفضيل لقاح على غيره لفئات مختلفة من السكان، رغم أن البيانات المتاحة عن فعالية لقاح أسترازينيكا وأكسفورد بالنسبة لفئة كبار السن لا تزال محدودة.

وقد يُحدث لقاح أسترا زينيكا تغييرا كبيرا على صعيد التحصين العالمي، إذ تأمل دول لديها أنظمة صحية بسيطة نسبيا في لقاح يمكن تخزينه ونقله في درجات تبريد عادية وليس في برودة بالغة تصل إلى سالب 70 درجة مئوية مثل لقاح فايزر.

وسجّلت بريطانيا الأربعاء 981 وفاة بفيروس كورونا، وهي حصيلة يومية قياسية مقارنة بموجة التفشي الأولى التي شهدتها البلاد، علما أنها أكثر الدول الأوروية تضررا من الجائحة وقد سجّلت أكثر من71 ألفا و500 وفاة منذ بدء الجائحة.

خبراء في بريطانيا يوصون باستمرار إغلاق المدارس الثانوية خلال يناير (غيتي)

ولليوم الثاني على التوالي تخطّت بريطانيا الأربعاء حصيلة الإصابات الجديدة  بكوفيد-19 عتبة 50 ألفا.

وقال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك الثلاثاء “سُجّلت 53 ألفا و135 إصابة جديدة بكوفيد-19غالبيتها ناجمة عن السلالة المتحوّرة الجديدة”.

وأكد الوزير على أن الأجهزة الصحية ترزح تحت وطأة ضغوط “كبرى” مع وجود “أكثر من 21 ألف شخص يتلقون العلاج حاليا في المستشفيات”، في حصيلة تتخطى ذروة موجة التفشي الأولى التي شهدتها البلاد في الربيع.

بيجين ترخص أول لقاح محلي “بشروط”

وأعلنت الصين الخميس أنها رخصت “بشروط” لتسويق أول لقاح محلي لفيروس كورونا المستجد موضحة أن نحو خمسة ملايين شخص ينتمون إلى فئات معرضة سبق وحقنوا بلقاحات مختلفة منذ الصيف.

وتبلغ فاعلية هذا اللقاح من انتاج “سينوفارم” بالتعاون مع معهد المنتجات البيولوجية في بكين، أكثر من 79 بالمئة بحسب ما أعلنت مجموعة الصيدلة هذه.

تطعيم أحد الأشخاص في مقاطعة آنهوي بالصين
تطعيم أحد الأشخاص في مقاطعة آنهوي بالصين (رويترز)

وبناء على هذه النتائج “وافقت الإدارة الوطنية للمنتجات الطبية في 30 ديسمبر/ كانون الأول (..) على طلب تسجيل لقاح سيناوفارم (…) بشروط” بجسب المسؤول الكبير في هذه الهيئة شين شيفاي، لكنه أكد أن على المختبر مواصلة تجاربه السريرية.

و قال مساعد وزير الصحة زينغ يكسين أن الموافقة على تسويق القاح ستسمح بتحصين المجموعات المعرضة أكثر من غيرها، لاسيما المسنون والأشخاص الذين يعانون من أمراض أخرى، على أن تشمل المرحلة المقبلة تطعيم جميع السكان.

وأشار إلى أن ثلاثة ملايين شخص حصلوا على لقاح منذ 15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري دون أن يذكر أي لقاح استخدم على وجه التحديد.

وفي الصين حيث ظهر الفيروس في نهاية 2019، جرى اختبار حوالى 15 لقاحا على البشر حسب منظمة الصحة العالمية.

وتحاول الدولة الآسيوية العملاقة منذ مطلع العام 2020 أن تكون في الطليعة بمجال تطوير اللقاحات، وبفضل موارد مالية هائلة، لديها حاليا خمسة لقاحات في المرحلة الأخيرة من التجارب البشرية، اي أكثر من أي بلد آخر.

ويوصف لقاح مجموعة “سينوفارم” بأنه “غير نشط” أي أنه يستخدم طريقة تقليدية تقضي باستخدام فيروس “قُتل” لإثارة رد فعل مناعي لدى الشخص.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات