“مزقوا القرآن أمامي”.. معتقل سابق في غوانتانامو: هكذا انتصرت على جورج بوش (فيديو)

قال لخضر بومدين، المواطن البوسني من أصول جزائرية والذي اعتقلته الولايات المتحدة بمعتقل غوانتانامو الكوبي على مدى سبعة أعوام دون أن توجه له تهمة رسمية، إن المحققين الأمريكيين “اعتقلوني من البوسنة وهم مقتنعون بأنني بريء”.

وقال بومدين خلال مقابلة في برنامج “المسائية “على قناة الجزيرة مباشر، أمس الأربعاء، “أنا السجين رقم 1005 لا أعلم لماذا انتقلت لسجن غوانتانامو مع العلم أنني كنت اشتغل في الهلال الأحمر الإماراتي من البوسنة، وكنت مكلفا برعاية الأيتام”.

واعتقل بومدين للاشتباه في تورطه بالتخطيط لتفجير السفارة الأمريكية في البوسنة، وهي القضية المعروفة إعلاميا بـ”الجزائريين الستة”، وتم إطلاق سراحه مع أربعة آخرين في 15 مايو/أيار 2009 بعد أن قال القاضي إن إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش اعتمدت على أدلة غير كافية لسجنهم إلى أجل غير مسمى.

وأضاف أن التهمة الموجهة له كانت “نية التفكير في تفجير السفارة الأمريكية في البوسنة” لكن المحققين الأمريكيين لم يحصلوا على أي دليل يؤكد ذلك حتى أنهم صادروا اثنين من حواسيبه ولم يجدوا غير إحصائيات وملفات خاصة برعاية الأيتام في البوسنة.

وقال إنه خلال ساعات التحقيق الطويلة “كان يطلب منه الاعتراف بانتمائه للقاعدة فقط، وأنه التقى بأسامة بن لادن ولو من بعيد”، لكنه رفض ذلك وتحمل تبعات سبع سنوات من “العذاب النفسي”.

وكشف بومدين أن المحققين الأمريكيين وموظفو المعتقل كانوا موجهين من قبل الحكومة الأمريكية لإثبات أنه إرهابي ينتمي لتنظيم القاعدة، لكنهم رغم سنوات العذاب لم يتوصلوا إلى إثباتات لتأكيد هذه التهم.

وتابع بومدين “سنوات الحبس الانفرادي والإهانة اليومية من قبل السجانين الأمريكيين وتمزيق القرآن أمامه، شكلت أصعب اللحظات التي عاشها في سجن غوانتانامو”، مضيفا أن أهم شيء في حياته اليوم أنه خرج سليما معافى.

وقال “الكثير ممن كانوا معنا في المعتقل خرجوا وهم مصابين بعاهات مستديمة ومنهم من فقد عقله كليا”.

وعن تجربة الإضراب عن الطعام التي خاضها داخل المعتقل، قال بومدين إن ذلك شكل ردة فعل ضد الظلم وغياب العدالة عند أناس يتبجحون بالحرية والديمقراطية، مضيفا أنه خلال السنتين الأخيرتين من الاعتقال كان يتلقى التغذية بشكل قسري.

وشدد بومدين على أنه في 2009 اقتنع المحامي الذي عينه الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن ببراءته وأطلق سراحه، مضيفا أن الإفراج لم يكن متوقعا بالنسبة له كسجين معتقل في غوانتانامو وهو “ما اعتبره تحولا جذريا في قضيتي وانتصارا على الرئيس جورج بوش”.

وأضاف “أنا فخور لأنني أصبحت اليوم موضوعا للدراسة في الجامعات الأمريكية واسمي يوضع جنبا إلى جانب مع الرئيس جورج بوش”، مضيفا أن الأمر المهم هو “أن الجامعات الأمريكية تؤكد أنني انتصرت على رئيس أكبر دولة في العالم”.

المصدر : الجزيرة مباشر