من هو عثمان كفالا الذي سبب توترا في العلاقات بين تركيا والغرب؟

رجل الأعمال التركي عثمان كافالا (الأناضول- أرشيف)

يخشى البعض أن يصبح عثمان كافالا شرارة لأزمة سياسية بين تركيا والغرب هي الأكبر منذ سنوات.

جاء ذلك بعدما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، أنه أمر وزارة خارجيته بإعلان سفراء 10 دول بينها الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا “أشخاصا غير مرغوب فيهم”.

ويؤدي إعلان الشخص غير مرغوب فيه إلى نزع الصفة الدبلوماسية عنه وغالبا ما يؤدي إلى طرد المبعوثين أو سحب الاعتراف بهم.

وكشف الرئيس التركي عن موقفه في أعقاب بيان لدول غربية يدعو إلى الإفراج عن الناشط ورجل الأعمال التركي المعارض عثمان كافالا المحتجز منذ أعوام.

وصدر البيان، الإثنين الماضي، عن سفارات الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وفنلندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا والنرويج والسويد.

ودعا البيان إلى حل عادل وسريع لقضية كافالا بعد أربع سنوات من احتجازه في قضية اعتبرها البيان المذكور “تلقي ظلالا من الشك على احترام الديمقراطية وحكم القانون والشفافية في نظام القضاء التركي”.

 كافلا رجل أعمال أم خصم لأردوغان؟

سجن كافالا أواخر عام 2017 بتهمة تمويل الاحتجاجات التي وقعت في عام 2013 والتي تعرف باسم (احتجاجات منتزه غيزي في ميدان تقسيم).

وفي فبراير/ شباط 2020، اتهمت محكمة تركية كافالا بالمساعدة في التخطيط لمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا عام 2016 بعد تبرئته من تهمة تمويل احتجاجات غيزي.

 

تعقد جلسة لمحاكمة عثمان كافالا في نوفمبرالمقبل (مواقع إلكترونية)

وجاء في ملف الدعوى الثانية ضد كافالا قبل أن تدمج مع الأولى أنه قام بأنشطة تجسس سياسي وعسكري وخرق الدستور بالتعاون مع المسؤول السابق في الخارجية الأمريكية الباحث هنري باركي عبر الحصول على معلومات سرية تتعلق بمصالح تركيا الأمنية والسياسية.

وجاء في لائحة الإتهام  “ليس من باب الصدفة تزامن زيارة هنري باركي إلى تركيا مع ما شهدته البلاد من أحداث عصيبة حسب ما تؤكد تصريحات المشتبه به” في إشارة إلى وجود باركي في تركيا عند وقوع محاولة الانقلاب.

وحتى الآن لم تتم إدانة كافالا في التهم الموجهة إليه والمتعلقة بمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا.

ويعرّف كافالا عن نفسه بأنه  يناضل “من أجل حرية التعبير والديمقراطية”.

هذا، وينفي كافالا ارتكاب أي مخالفات حسبما نقلت وسائل إعلام تركية ودولية.

وقال في تصريحات صحفية سابقة “أعتقد أن السبب الحقيقي وراء اعتقالي المستمر هو حاجة الحكومة إلى الإبقاء على رواية ارتباط احتجاجات غيزي  بمؤامرة أجنبية حية”.

واحتجاجات (غيزي) مظاهرات انطلقت “بشكل عفوي” ـ وفق روايات حقوقيين ـ ضد مخطط لإزالة حديقة عامة صغيرة قرب ميدان تقسيم في مدينة إسطنبول لكنها اتسعت وتحولت إلى مظاهرات عارمة ضد حكم أردوغان طالبت بإطاحة الحكومة.

يشار إلى أنه في حالة إدانة كافالا في التهم المرتبطة بمحاولة الانقلاب في تركيا سيواجه عقوبة السجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط.

ومن المقرر عقد جلسة لمحاكمة كافالا في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

نشأته وأصوله

تعود أصول عثمان كافالا مدينة كافالا اليونانية وكانت المدينة ضمن الإمبراطورية العثمانية لقرون.

وهاجرت أسرة كافالا التي كانت تعمل في تجارة التبغ إلى تركيا في عشرينيات القرن الماضي ضمن ما بات يعرف بالتبادل السكاني بين المواطنين اليونانيين في غرب تركيا والمسلمين الذين كانوا يعيشون في اليونان في أعقاب انهيار الإبراطورية العثمانية.

درس كافالا الاقتصاد في جامعة (الشرق الأوسط التقنية) في العاصمة التركية أنقرة وأكمل دراسته في جامعة مانشستر البريطانية.

وكان يدرس في إحدى الجامعات الأمريكية للحصول على درجة الدكتوراه عندما توفي والده فترك الدراسة وعاد 1982 إلى إسطنبول ليتولى إدارة أعمال الأسرة.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحف ومواقع أجنبية