مقال بفايننشال تايمز: صعود عملة بيتكوين يعكس تراجع أمريكا

ارتفاع قيمة عملة البيتكوين
البيتكوين عملة نظام دفع عالمي (رويترز)

نشرت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية مقالا للمحللة المالية رنا فوروهار تقول فيه إن العملات المشفرة مثل البيتكوين وغيرها ستحتل مكانا مهما في نظام عالمي جديد لن يلعب الدولار فيه دور البطولة.

وشبهت المحللة عملة البيتكوين بالعملة الذهبية في ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى حين ارتفع سعرها وانخفض بشكل مطرد على مدى عقد من الزمان، فالأشخاص الذين احتفظوا بها خسروا 100% من أموالهم في خمس مناسبات مختلفة، ولكن في مراحل ما حققوا ثروات كبيرة أو دمر التضخم المفرط قيمة أصولهم، إلا أن المقال يؤكد أن عملة بيتكوين ليست فقاعة بقدر ما هي “آخر إنذار حريق” لتحذيرنا قبل وقوع تغييرات جيوسياسية كبيرة في المستقبل.

ويضيف المقال  أن ارتفاع شعبية العملات المشفرة شديدة التقلب مثل بيتكوين يمكن النظر إليه ببساطة باعتباره “إشارة مبكرة لنظام عالمي جديد تلعب فيه الولايات المتحدة والدولار دورًا أقل أهمية”.

ووفقا للمجلة فإن السنوات الأربع الماضية من رئاسة دونالد ترمب وسياساته التي وصفتها “بالسامة” أثرت على ثقة العالم في الولايات المتحدة ما أدى إلى تضاؤل ​​الثقة في بعض الأوساط بشأن استقرار الدولار كعملة احتياطية عالمية.

وتؤكد المحللة أن ترمب قلل من قيمة الولايات المتحدة باعتبارها “علامة تجارية”. لكن هذا يمثل أحد أعراض المشكلات الاقتصادية طويلة الأجل هناك.

وتوضح قائلة “هناك ثلاث طرق فقط للخروج من الديون بعد أزمة كورونا: النمو أو التقشف أو طباعة النقود، فإذا باعت الحكومة الأمريكية الكثير من ديونها بحيث بدأ الدولار يفقد قيمته، فمن الممكن أن تمثل بيتكوين ملاذًا آمنًا”.

وتتساءل في النهاية “هل ستصبح العملة المشفرة الذهب الجديد في مواجهة عالم متغير؟ وهل ستثبت شركات التكنولوجيا العملاقة أنها من واشنطن أو بيجين؟ ربما سيحدث ذلك. ولكن من الممكن أيضًا أن تتحرك الدول ذات السيادة لتنظيم هذا التهديد الوجودي”.

وتقول “لا شيء من هذا يجعلني أرغب في شراء بيتكوين، لكنني لا أراها باعتبارها فقاعة مالية عادية. ففي بداية القرن العشرين لم يكن واضحا أي من مئات صانعي السيارات سيفوز في سباق استبدال الحصان والعربة. والآن من يدري ما إذا كانت عملة البيتكوين أو الإيثيريوم أو الدييم أو عملات رقمية أخرى لم يتم اختراعها بعد ستفوز على المدى الطويل”.

المصدر : فايننشال تايمز