دموع امرأة فلسطينية تختصر معاناة آلاف يعيشون بلا هوية (فيديو)

لم تتمالك الفلسطينية أنوار دموعها وهي تروي معاناتها مع قضية “لم الشمل” وكيف انعكس ذلك على حياتها الشخصية اليومية في ظل عدم امتلاكها بطاقة هوية تثبت أنها فلسطينية ومواطنة تعيش في الضفة الغربية.

أنوار محمد صبحي العبهري، فلسطينية تعيش في الضفة الغربية لم تتمكن من رؤية ولا من زيارة أهلها الموجودين في الأردن منذ 6 سنوات، حيث تعاني إلى جانب عشرات الآلاف من الفلسطينيين من أزمة بطاقات الهوية التي رفضت حكومة الاحتلال الإسرائيلي منحها لهم، ما يعوق تنقلهم ويحرمهم من الخدمات.

وتقول أنوار “قدمت على لم الشمل في عام 2014 وحتى اليوم ما طلع، جئت هنا عبر تأشيرة وتزوجت وأنجبت ولليوم ما طلع لنا لم الشمل”.

وبصوت تخنقه الدموع أضافت أنها تعيش في معاناة كبرى وأنها تزداد ببعدها عن أهلها الذين حُرمت من حقها الطبيعي في السفر لرؤيتهم.

ويعيش الفلسطينيون في الضفة وضواحي القدس بلا هوية في حالة أشبه بالسُجناء داخل أحيائهم ومدنهم، حيث يرفض الاحتلال المصادقة على منح أبنائهم بطاقة هوية فلسطينية أو المصادقة على طلبات لم شملهم بعائلاتهم.

وتواجه المعاناة نفسها زوجات أجنبيات وعربيات قدمن إلى البلاد بتأشيرة دخول وتزوجن من فلسطينيين منذ سنوات طويلة. وازدادت المعاناة مع وقف التنسيق المدني بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي العام الماضي.

وتزيد إسرائيل هذا الملف تعقيدًا كعقوبة بحق الفلسطينيين -وفق ناشطين- لاسيما بعد إعلان الرئيس محمود عباس في 20 من مايو/أيار الماضي أن السلطة الفلسطينية أصبحت في حِلّ من جميع الاتفاقات والتفاهمات مع الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية بما في ذلك اتفاقات التنسيق الأمني والمدني.

وجاء إعلان الرئيس الفلسطيني آنذاك ردًا على إعلان حكومة رئيس الوزارء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المضي قدمًا في تطبيق مخطط ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية وفقًا لـ “صفقة القرن” التي اعتبرها الفلسطينيون تقويضًا لجهود السلام ونسفًا لإمكانية التوصل لاتفاق وفق حل الدولتين.

وكانت الاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل تنص على أن توافق حكومة الاحتلال على عدد من طلبات لم الشمل سنويا، لكن إسرائيل بدأت بتعطيل هذا الملف منذ عام 2000، وفق تصريحات سابقة لوزير الشؤون المدنية بالسلطة الفلسطينية حسين الشيخ.

وفي العام 2008، وافق الاحتلال على منح لم شمل نحو 50 ألف فلسطيني، لكن نتنياهو عندما تسلم رئاسة الحكومة في 2009، أوقف بالكامل جميع المصادقات على منح بطاقات هوية لطالبي لم الشمل، وفق تصريح سابق لمسؤول العلاقات العامة بهيئة الشؤون المدنية عماد قراقرة.

المصدر : الجزيرة مباشر