عربات “كارو” تبيع المياه في أحياء الخرطوم الراقية.. ماذا يجري في السودان؟ (فيديو)

أزمة مياه في أحياء من العاصمة السودانية (مواقع التواصل)

تسببت أزمة المياه الحادة التي تشهدها بعض الأحياء بجنوب العاصمة السودانية الخرطوم في لجوء المواطنين إلى شراء الماء من عربات الكارو التي تجرها الحمير، بينما شكا المواطنون من تقاعس حكومة الولاية عن حل المشكلة.

وكاد مشهد حركة “عربة الكارو” داخل بعض أحياء الخرطوم أن يكون مألوفًا، بفعل أزمة عدم توفر مياه الشرب، إضافة للمعاناة التي تواجه السكان وخاصة في شهر رمضان.

وأظهرت مقاطع فيديو انتشار عربات الكارو بحي النزهة جنوبي الخرطوم، لبيع المياه لسكان المنطقة خلال أيام شهر رمضان المبارك.

وتمتد هذه الأزمة لأحياء ومربعات عديدة، بمحليتي أمدرمان والخرطوم، التي يصل فيها انقطاع المياه لمدة قد تمتد لأسابيع.

وتظهر معاناة الناس من خلال ما يتم طرحه على وسائل الإعلام المحلية التي يتحدثون عبرها، من أنهم يدفعون للجهات الرسمية رسوم المياه مقدمًا ورغم ذلك لا يحصلون عليها حتى بعد زيادة التعرفة الشهرية لمياه الخرطوم بنسبة 350% مؤخرًا.

قطوعات الكهرباء

كانت هيئة مياه ولاية الخرطوم، قد أصدرت منتصف مارس/آذار الماضي منشورا، أرجعت فيه أسباب شح ونقص الإمداد المائي في  عدد من مدن وأحياء الولاية، إلى قطوعات الكهرباء لفترات تمتد لأكثر من 10 ساعات خلال اليوم.

وأوضح مدير عام الهيئة أن قطوعات الكهرباء تؤثر بشكل مباشر على المحطات النيلية والآبار الجوفية، مشيرًا إلى تأثر عدد من الحارات مثل الجريف غرب، بانقطاع الكهرباء ما أدى إلى توقف الآبار الجوفية.

وكشف المسؤول عن نقص الإمداد المائي في مربعات (الأزهري، عد حسين، الكلاكلة، جبرة، الفتيحاب، مناطق غرب أمدرمان، وعدد من قري جبل أولياء).

وتشهد العاصمة السودانية العديد من الأزمات تتمثل في شح المشتقات البترولية وانعدام غاز الطهي إضافة إلى غلاء متصاعد يتجاوز دخل الأفراد.

أزمة حادة

وكشفت مواقع سودانية، عن وجود أزمة مياه حادة بجنوب العاصمة بينما شكا المواطنون من تقاعس حكومة الولاية عن حل المشكلة.

وواجه سكان أحياء (العُشرة والنُزهة وجبرة والكلاكلة ويثرب بجنوب الخرطوم) أزمة حادة في مياه الشرب أجبرتهم على الاستعانة بالشاحنات. ويشكو السكان من عدم تحرك حاكم الولاية أيمن نمر، لإصلاح هذه الخدمة الضرورية.

وقال أحد السكان، إن سكان الحي استنجدوا بحكومة ولاية الخرطوم، وهيئة المياه، وحتى مجلس الوزراء لحل مشكلة المياه، لكن الأزمة لم تجد الاستجابة اللازمة، مشيرًا إلى أن هيئة مياه ولاية الخرطوم لا تكترث بتوقف الخدمة.

وذكر أن الطلب ارتفع على المياه التي تجلبها العربات التقليدية “الكارو” في مناطق جبرة ويثرب والكلاكلة والعشرة، بينما يضطر ملاك السيارات للذهاب إلى الأحياء المجاورة للتزود بالمياه وتخزينها في المنازل.

وقالت أماني حسين -موظفة تقطن بالكلاكلة شرق- لـ”الترا سودان” إن عائلتها تضطر لشراء برميلين من المياه يوميًا من العربات التقليدية “الكارو”، بمبلغ كبير من المال رغم أنها تدفع قيمة المياه للحكومة مقدمًا.

وأوضحت “إذا لم نشترِ المياه يوميًا، لا يمكن أن نحصل عليه لأن الحي بأكمله يعاني من شح الإمداد والمحلية لا تملك إجابات.. أما حاكم الولاية، فلا يملك إجابات لأننا لا نجده لنطرح عليه الأسئلة والشكاوى، ونشعر بالخذلان من حكومة الولاية التي جاءت نتيجة ثورة شعبية”.

المصدر : الجزيرة مباشر