11 شهيدا.. المواجهات في الضفة المحتلة تفتح على الإسرائيليين جبهة ثالثة

متظاهر فلسطيني مصاب- حاجز حوارة قرب نابلس (رويترز)

دارت مواجهات عنيفة في الضفة الغربية، الجمعة، بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي قتل فيها 11 فلسطينيًا، في جبهة ثالثة بات يقاتل عليها الإسرائيليون، إلى جانب التصعيد الدامي منذ خمسة أيام في غزة والصدامات غير المسبوقة بين العرب والإسرائيليين في مدن وبلدات مختلطة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 11 وإصابة أكثر من 1700 بينهم 150 بالرصاص الحي خلال مواجهات أمس بالضفة. ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، استشهد 139 فلسطينيا بينهم 39 طفلا و22 سيدة وأكثر من ألف جريح، وفي المقابل قُتل في إسرائيل تسعة أشخاص وأصيب أكثر من 560 بجروح.

وبدأت المواجهات في عدد من بلدات ومدن الضفة الغربية المحتلة بتظاهرات غاضبة تضامنًا مع الفلسطينيين في كل من قطاع غزة والقدس الشرقية المحتلة التي انطلق منها التوتّر قبل أسابيع.

وما لبثت أن تطورت هذه التظاهرات إلى صدامات عنيفة مع الجيش قُتل فيها 11 فلسطينيًا وأصيب أكثر من 150 آخرين بجروح، وفق وزارة الصحة الفلسطينية والهلال الأحمر الفلسطيني.

وعلى الرغم من المساعي الدولية للتهدئة، استمرت إسرائيل في شن الغارات على قطاع غزة، وواصلت قصفه بالطائرات والمدفعية.

وقال مسؤول فلسطيني “لم نشهد صدامات وتظاهرات بهذا الحجم منذ الانتفاضة الثانية” التي اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى في عام 1987 واستمرت حتى 1991 وقتل فيها مئات الفلسطينيين، بينما اندلعت الانتفاضة الثانية في 2000 واستمرت حتى 2005 وعُرفت بانتفاضة الأقصى.

الاحتلال استهدف غزة بسلسلة غارات عنيفة (رويترز)

وفي الوقت ذاته، واصلت الفصائل الفلسطينية في غزّة إطلاق دفعات متتالية من الصواريخ من القطاع المحاصر باتجاه المدن والبلدات الإسرائيلية.

وتواصلت الرشقات الصاروخية ليل الجمعة واستهدفت خصوصاً بلدات ومدنًا تقع في جنوب إسرائيل، في حين قال جيش الاحتلال إنه نفذ غارات بالطائرات المقاتلة وقصف بالدبابات أهدافا في غزة.

وأضاءت ليل سماء غزة كرات كبيرة من اللهب البرتقالي، ودمرت منازل عديدة، أو لحقت أضرار جسيمة بها في القطاع المكتظ بالسكان، ووصف أحد السكان القصف بأنه فيلم رعب.

وتمّت تسوية ثلاثة أبراج سكنية في غزة بالأرض، بينما دفع القصف العنيف عائلات كثيرة الى مغادرة منازلها ومحاولة البحث عن مكان أكثر أمنًا، وقد وجد حوالي 10 آلاف من هؤلاء ملجأً في منشآت تابعة للأمم المتحدة، وفقاً لمنسق أممي ميداني.

الجبهة الداخلية

وفي الداخل المحتل، تواصل قوات الأمن محاولة احتواء المواجهات وأعمال الشغب الدامية بين الإسرائيليين والعرب في البلدات المختلطة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن واشنطن “قلقة للغاية بشأن العنف في شوارع إسرائيل” وحثت وزارة الخارجية رعاياها على تجنب السفر إلى إسرائيل.

وقالت شرطة الاحتلال، إنها اعتقلت أكثر من 750 من “مثيري الشغب” هذا الأسبوع، بينهم أكثر من 100 شخص الليلة الماضية.

وأوضحت أن الاعتقالات شملت يهودًا إسرائيليين كانوا يتجولون بحثًا عن المشاكل في مدينتي نتانيا وبئر السبع.

مئات الإصابات

من ناحية أخرى ارتفع عدد الإصابات المسجلة بين الفلسطينيين، في مواجهات أمس الجمعة، مع قوات الاحتلال الإسرائيلية إلى ألف و757 إصابة.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان إن طواقمها تعاملت في الضفة الغربية منذ صباح الجمعة مع ألف و757 إصابة، منها 250 بالرصاص الحي، و325 بالرصاص المطاطي، وألف 122 إصابة بالاختناق إضافة إلى 60 اعتداء بالضرب وحروق وسقوط خلال المواجهات.

واندلعت عقب صلاة الجمعة، مواجهات بين فلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي في عشرات النقاط بالضفة الغربية، إثر فض مسيرات منددة بممارسات الاحتلال في مدينة القدس، وجرائمه في قطاع غزة، أسفرت عن 11 شهيدا، إضافة إلى الجرحى.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن عددا من المتظاهرين الفلسطينيين أصيبوا خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم السبت في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة.

وكان مئات الفلسطينيين خرجوا صباح اليوم السبت في مسيرة في شوارع مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، تنديدا بالجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، ودعما للمقاومة الفلسطينية.

وقالت وكالة شهاب الفلسطينية إن عددا من المتظاهرين أصيبوا فجر اليوم السبت خلال مواجهات مع قوات الاحتلال على حاجز حوارة جنوب نابلس.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية