عصام حجي يكشف للجزيرة مباشر مخاطر الملء الثاني لسد النهضة (فيديو)

قال عالم الفضاء المصري عصام حجي إن الملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي -الذي تصل طاقته الاستيعابية لنحو 74 مليار متر مكعب- يشكل خطرا حقيقيا على مصر، وإن جميع السيناريوهات المستقبلية الخاصة بعمليات ملء السد ستقود إلى عجز مائي حقيقي سيؤثرعلى القطاع الزراعي والصناعي وباقي القطاعات الاقتصادية الأخرى.

وأضاف حجي -خلال مشاركته في برنامج “المسائية”، أمس الأربعاء، على قناة الجزيرة مباشر- أن سيناريوهات الملء الثاني الذي قد يمتد من السنة الجارية وعلى مدى السنوات المقبلة، قد يتسبب في عجز مائي لمصر يصل إلى 31 مليار متر مكعب، وهو ما يعادل 40% من الموازنة المائية السنوية ويساوي ثلث الموازنة المصرية السنوية.

وتابع قائلا “إن أي نقص في الموارد المائية لنهر النيل بالنسبة لمصر يعني تقلص المساحة الزراعية ونقص عدد المزارعين، ولأن الزراعة هي أكبر مشغل لليد العاملة المصرية فإن نسبة البطالة في البلاد ستصل 25%”.

وكان العالم المصري عصام حجي قد أشرف على بحث علمي محكّم حول التأثيرات السلبية لملء سد النهضة على مستقبل مصر والمصريين، نشرته مجلة الأبحاث البيئية البريطانية المعروفة.

وقدمت الدراسة جملة من التفسيرات العلمية المدعمة بالأرقام التي أكدت أن مصر سوف تعاني حال الملء الثاني للسد من تراجع الرقعة الزراعية بنسبة 72% وانخفاض الناتج القومي للفرد بنسبة قد تصل إلى 8%.

وحذر حجي من أن الأزمة المائية  في مصر قد تتضاعف خلال سنوات الجفاف، وأن المصريين قد يواجهون وضعا شبيها بما وقع خلال ثمانينيات القرن الماضي عندما عرفت البلاد تسع سنوات متواصلة من الجفاف المتواصل وتراجع خلالها منسوب ومخزون السد العالي.

وأردف الخبير المصري أن مصر تظل عاجزة عن التنبؤ بفترات الجفاف وليس لديها الأدوات الضرورية القادرة على استشراف مستقبلها المائي والتنموي .

وكشف حجي أن مصر يمكنها أن تتجاوز تبعات الملء الثاني لسد النهضة من خلال الاستعانة بالمخزون الاستراتيجي للسد العالي، لكن هذا الاختيار ستكون فاتورته كبيرة من خلال ضرورة تغيير السياسية الزراعية في مصر وطرق الري.

وتابع “إن مصر ستتمكن من الخروج من أزمة العجز المائي في حالة الملء الثاني لسد النهضة، لكن الكلفة ستكون هي مخزونها الاستراتيجي من مياه السد العالي”.

واعتبر الخبير المصري أن مصر وإثيوبيا مسؤولتان معا عما يقع الآن، مبرزا أن “الحرب الحقيقية اليوم هي الحرب ضد العطش وليس البحث عن الحصص”.

وعن دور الفريق التفاوضي المصري في ملف النهضة، أبرز العالم المصري أن الباحثين المصريين يعانون من وجود فجوة كبيرة بينهم وبين صناع القرار السياسي وأن هناك عجزا حقيقيا في إدراك الساسة لحجم وتداعيات أزمة سد النهضة على مستقبل مصر خلال السنوات المقبلة.

المصدر : الجزيرة مباشر