لماذا تعصف الفطريات القاتلة بمرضى كورونا في الهند؟ مع الحكيم يجيب(فيديو)

تستقبل مستشفى غاندي للعلوم الطبية بالهند، المصابين بفيروس كورونا منذ مايو/أيار 2020، لكن برز في الآونة الأخيرة أمر آخر إذ وصل المرضى إلى المستشفى وهم يعانون من مشاكل لم يسبق للأطباء أن رأوا مثلها.

ولم يكن المرضى الذين وصلوا المستشفى يعانون من أعراض كورونا المعروفة -ضيق التنفس والحمى وغيره من الأعراض، بل كان المرضى يعانون من الألم والضغط خلف عظام الوجنتين وحول العيون.

ورصد برنامج (مع الحكيم) على شاشة الجزيرة مباشر، الوضع الصحي حول العالم وآخر التطورات الخاصة بالفطر الأسود.

وأصيب نحو عشرة آلاف شخص من مرضى فيروس كورونا في الهند بعدوى الفطر الأسود، لتتفاقم الأعباء الصحية في البلاد التي تواجه موجة عالية من وباء كورونا.

مريض بالفطر الأسود-الهند تكافح تداعيات فيروس كورونا(غيتي)

ثلاثة أنواع

وقد تم الإبلاغ عن ثلاثة أنواع من حالات الفطر في الهند، وهي الفطر الأسود والفطر الأبيض والفطر الأصفر.

والفطر الأسود ويعرف بفطر الغشاء المخاطي الذي يحدث بسبب عفن موجود في التربة والمواد المتحللة، وفقا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض.

ويصيب الأشخاص باستنشاق الخلايا الفطرية التي يمكن أن تنتشر في المستشفيات والمنازل عن طريق التكيفات أو قوارير الأكسجين التي تحتوي على مياه ملوثة.

أمّا الفطر الأبيض الذي يسمى أيضا (داء المُبيضَات) فإنه أكثر فتكا ويلحق أضرارا بالغة بالرئتين، ويمكن رؤية تأثيرات شديدة له على الكلى والفم والجلد والدماغ.

وبالنسبة للفطر الأصفر فهو مرض فطري داخلي ويتسبب في تسرب القيح ويؤدي لإبطاء التئام الجروح وأحيانا يسبب فشل بعض الأعضاء.

وعلى الرغم من عدم معرفة الكثير عن الفطريات البيضاء والصفراء، فقد صرح الخبراء بأن الأمر يعتمد على مكان نمو الفطريات وسرعتها ومن الأفضل عدم التعرف عليها باللون حيث أن تسمية الفطر بأسماء ألوان مختلفة يمكن أن يحدث ارتباكًا.

 

فحص مريض بأحد المشافي في الهند(غيي)

أسباب انتشار الفطر الأسود

قال أستاذ الطب في معهد غاندي للعلوم الطبية والمشرف الطبي في المستشفى (كالانتري) إنه لم يكن هناك فطر في الموجة الأولى لكن الفطر الأسود رسم البلد باللون الأحمر في الموجة الثانية.

ويظهر الفطر الأسود مع انخفاض المناعة واستخدام المضادات الحيوية واستخدام الكورتيزون بكميات كبيرة واستخدام المنشطات، وتعاطي الجرعات العالية من الكورتيكوستيرويدات، والأدوية المضادة للالتهابات التي تثبط رد فعل الجهاز المناعي المفرط للعدوى.

والستيرويدات تنقذ الأرواح، لكنها في الوقت نفسه تجعل المريض أكثر عرضة للهجوم من قبل أي بكتيريا أو فطريات موجودة بالفعل في الجسم أو في البيئة المحيطة.

ويعد انتشار فطر الغشاء المخاطي أو الفطر الأسود أحد تداعيات جائحة كورونا ويمكن للعدوى التي تسببها، إصابة الجيوب الأنفية وعظام الوجه أو تغزو الدماغ أو تسبب فقدان عين المريض، عندما لا يتم علاجها ويكون العلاج طويلًا وصعبًا ويمكن أن يقتل ما يصل إلى نصف أولئك الذين يصابون به.

وبدأ الأطباء بالفعل في تطوير خوارزميات علاجية لتخفيف هجوم الفطريات وقال (كيرين مار) من جامعة جونز هوبكنز والمدير الطبي لبرنامج الأمراض المعدية للزراعة والأورام “يمكن أن نقول إن جميع عوامل الخطر تبرر احتمال إعطاء دواء مضاد للفطريات بشكل وقائي”.

وقد يكون تحديد حالة الإصابة بالفطريات مبكرا أمرا صعبا فعلى عكس بعض أنواع العدوى الفطرية الأخرى، لا توجد اختبارات للدم تتمكن من اكتشافه مبكرا حيث يتطلب التشخيص إجراء خزعة وفحص العينة والمتابعة أحيانًا بالأشعة المقطعية.

الدول العربية

وفيما يخص الدول العربية فقد أعلنت وزارة الصحة المصرية تخصيص غرف لعزل مصابي الفطر الأسود وبالرغم من عدم إعلان مصر رسميا وجودَ إصابات تتداول أنباء عن تشخيص حالتين بالمرض، وأنه كان سببا في وفاة الفنان سمير غانم.

كما انتشرت حالة من القلق والجدل في السعودية والبحرين من وصول الفطر الأسود إلى بلادهم، مقابل نفي رسمي من السلطات الصحية.

ولا يمكن في هذه المرحلة التنبؤ بنهاية وباء الفطر الأسود، وعلى الرغم من أن زيادة الوعي بضعف المرضى قد يسمح للأطباء بالتعرف على الحالات في وقت مبكر، لا تزال الجائحة تفاجئ العالم وتوضح تأثير الوباء على البلدان الأقل قدرة على تحمل تكاليف الرعاية الصحية.

المصدر : الجزيرة مباشر