وزيرا خارجية الإمارات وإسرائيل يكتبان مقالا مشتركا في صحيفة إسرائيلية

وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد (يسار) يستقبل وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد (يمين) (الأناضول)

شارك وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد نظيره الإسرائيلي يائير لابيد كتابة مقال في صحيفة يديعوت أحرونوت بعنوان “اخترنا بشكل مختلف- اخترنا السلام”.

وفيما يلي ترجمة المقال من اللغة العبرية:

توقّع العالم أن تُحددنا الاختلافات بيننا، أحدنا يهودي والآخر مسلم، أحدنا إسرائيلي والآخر عربي. لقد شكلتنا هذه الصفات كبشر، ولكن السؤال الذي يُطرح مرارًا وتكرارًا: هل الماضي يحدد المستقبل، أم أننا سادة مصيرنا؟

في الأسبوع الذي جرت فيه أول زيارة رسمية لوزير إسرائيلي إلى الإمارات، افتتحنا خلاله سفارة وقنصلية إسرائيلية تتشكل فرصة لطرح السؤال مرة أخرى ونقرر الآن الإجابة عليه. فعندما وقعت الإمارات وإسرائيل اتفاقيات أبراهام التاريخية في عام 2020 قررت الدولتان اتخاذ مسار مختلف.

إن إقامة العلاقات الدبلوماسية هو جهد مشترك بين البلدين لتحديد نظرة عالمية جديدة من شأنها أن تؤثر على المنطقة بأكملها: نظرة عالمية تتمحور حول السعي لتحقيق السلام والاستقرار والأمن والازدهار والتعايش بين شعبينا.

وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد ووزيرة الثقافة والشباب الإماراتية نورة الكعبي في افتتاح سفارة إسرائيل في أبو ظبي (الأناضول)

ينبع تصميمنا على تنفيذ الاتفاقيات من إدراكنا بأن لدينا العديد من الأهداف المشتركة أبرزها التزامنا بخلق مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وإذا أتيحت لنا الفرصة لبناء عالم يسوده السلام لهم فلا يجب أن نفوتها.

لا شك أننا نواجه تحديات كبيرة: فالسلام الذي اختاره بلدانا موجود على خلفية اندلاع العنف والتطرف في منطقة تتميز بقوة دبلوماسية معقدة ومصالح اقتصادية ثقيلة.

نهجنا هو العمل أولاً وقبل كل شيء من أجل حوار مفتوح بين الشعبين، لكن سيتعين علينا التغلب على القوى التي ستحاول تقويضنا، ومع ذلك فإننا نؤمن بشدة بقوة القرارات الشجاعة التي تضع رفاهية مواطنينا في المقام الأول، ونأمل في مواصلة تشجيع المزيد من دول المنطقة على اختيار الطريق الذي يؤدي للسلام.

إن فوائد إقامة سلام مستقر واضحة للجميع، كما أن إقامة العلاقات بين دولة الإمارات وإسرائيل إلى ازدهار كبير منها: نمو اقتصادي وتبادل ثقافي وتعاون سياسي بين البلدين. كما نشهد وفودًا من رجال الأعمال تبحث عن الفرص الواعدة للاستثمار والتجارة في مجموعة متنوعة من الصناعات مثل الرعاية الصحية والطيران والزراعة والتعليم والطاقة والتكنولوجيا والسياحة وغيرها.

نشهد تعاونًا وثيقًا بيننا في مجال بحث وتطوير لقاحات فيروس كورونا، والنتائج هي أن إسرائيل والإمارات مكافحة كورونا، وأن معدلات التطعيم بينهما من أعلى المعدلات في العالم، كما أن كلا البلدين ملتزم الآن بتبادل المعرفة والخبرة مع الدول الأخرى للمساهمة في الجهد الدولي لهزيمة وباء كورونا.

علاوة على ذلك، يسعد بلدانا مشاركة مواردهما في مجالات: التحول الرقمي والمدن الذكية والذكاء الإلكتروني والاصطناعي، وسيفيد النمو في هذه الصناعات الشباب بشكل كبير، ويعزز رفاهية المواطنين، ويزيد من المنافسة في السوق، ويجهز بلدينا للمستقبل.

افتتاح سفارة إسرائيل في أبو ظبي (الأناضول)

وبموجب اتفاقات السلام أعلنت الإمارات والولايات المتحدة وإسرائيل عن إنشاء صندوق أبراهام، الذي سيمكن الولايات المتحدة (من خلال مؤسسة التنمية الدولية DFC) والإمارات وإسرائيل من تحويل أكثر من 3 مليارات دولار للاستثمار في السوق الخاص وتطوير مبادرات من شأنها تعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي والازدهار في الشرق الأوسط وخارجه.

في هذه الأيام بدأت اثنتان من أكثر الثقافات تقدمًا وديناميكية في العالم في بناء محرك قوي للتقدم وفرص جديدة، ليس فقط للإمارات وإسرائيل، ولكن لصالح المنطقة بأكملها. هذه الرؤية مشتركة من قبلنا، كما أنها ذات أهمية قصوى فمواطنو الإمارات وإسرائيل يريدون العيش في عالم يسوده السلام.

ولتحقيق هذه الرؤية، ينبغي أن نعمل بجد ونخلق فرصًا للاتصالات المشتركة ونشجع الآخرين على الانضمام إلينا. ولا يمكن تعزيز هذا الجهد إلا من خلال التعاون متعدد الأطراف بين البلدان التي تشاركنا التزامنا بالاستثمار في التعاون بدلاً من الصراع.

ورغم أن اتفاقات إبراهام هي الأولى من نوعها في المنطقة، فإننا نعتقد أنها تمهد الطريق لمزيد من الاتفاقات، من أجل مستقبل لا تشكل فيه الخلافات عقبة في طريق الحوار. وعندما يكتسب العمل زخمًا نتذكر أنه في بعض الأحيان تكون القرارات الأكثر أهمية هي تلك التي تبدو صعبة بالنسبة لنا -وربما مستحيلة- فكلانا يريد أن يعيش في عالم يكون فيه السلام ممكنًا.

يجب أن نعمل بجد ونعمل معًا -مع مواطنينا ومع بعضنا البعض- من أجل الوصول إلى حلول طويلة الأجل ومستدامة للمشكلات في منطقتنا. سنواصل قيادة رؤية السلام في جميع جهودنا لبناء عالم أفضل لأطفالنا، فالسلام ليس اتفاقية موقعة ولكن أسلوب حياة. والاحتفالات التي أجريناها هذا الأسبوع ليست نهاية الطريق، إنها مجرد البداية.

المصدر : الجزيرة مباشر + يديعوت أحرونوت