مزيلات العرق.. هل تسبب الأورام السرطانية وألزهايمر؟ “مع الحكيم” يجيب (فيديو)

هل مزيلات العرق تسبب الأورام السرطانية وألزهايمر؟ سؤال يمثل إشكالية كبرى ومخاوف لكثرة تردده من دون إجابات علمية وطبية حقيقية وواضحة.

ولكن بعد طرح السؤال على العديد من الخبراء، يمكن القول إن الشائعات حول مضادات التعرق لا تصمد أمام العلم، وأفادت دراسة جديدة وردت في برنامج (مع الحكيم) على الجزيرة مباشر، بعدم دقة الأبحاث التي ربطت بين مضادات التعرق وأمراض سرطان الثدي أو ألزهايمر.

وتركز معظم مخاوف مضادات التعرق على العنصر النشط وهو مركب قائم على الألومنيوم الذي يعمل على سد قنوات العرق مؤقتًا ويمنع التعرق، ويؤكد البحث أن مادة الألومنيوم التي تسبب سرطان الثدي نسبتها لا تذكر في مزيلات العرق.

كما أن ألزهايمر ليس من الأعراض الجانبية لمزيلات العرق، وكذلك انسداد المسام لا يحبس السموم في الجسم لأنها تخرج عن طريق الكبد أو الكلى، وفق الدراسة.

وعلّق الدكتور رائد الصمادي استشاري الأمراض الجلدية بالمستشفى الأهلي في الدوحة، بالقول إن العرق مادة حمضية ودرجة حموضتها ما بين 4 و6 ويتألف بشكل رئيسي من 99% من الماء وبعض الأملاح المعدنية (كلوريد الصوديوم والبوتاسيوم).

ويحتوي العرق أيضًا على المركبات غير العضوية مثل حمض اللاكتيك واليوريا والأمونيا وفيتامين سي كما أشار إلى وجود فرق كبير بين مضادات العرق ومضادات الرائحة على النحو التالي:

  1. مضادات العرق: تمنع التعرق لفترات طويلة وتحتوي على مركبات الألومنيوم التي تنتشر على سطح الجلد وتعمل على إغلاق غدد العرق وبالتالي حبس العرق.
  2. مضادات الرائحة: والتي تحتوي على مادة بكتيرية تعمل على إنتاج بيئة حمضية تقلل من وجود البكتريا وبالتالي لا يحدث رائحة كريهة.

وأضاف الصمادي أن المخاوف جاءت من الاعتقاد الخاطئ بأن معظم سرطانات الثدي تتطور في الجزء الخارجي العلوي من الثدي وهي المنطقة الأقرب إلى الإبط، حيث يتم استخدام مضادات التعرق وتشير الدراسات إلى أن المواد الكيميائية الموجودة في مضادات التعرق، بما في ذلك الألومنيوم، يتم امتصاصها في الجلد.

وتدعي هذه الدراسات أن تلك المواد الكيميائية قد تتفاعل بعد ذلك مع الحمض النووي وتؤدي إلى تغيرات سرطانية في الخلايا، أو تتداخل مع عمل هرمون الأستروجين الأنثوي، المعروف بتأثيره على نمو خلايا سرطان الثدي، ولكن الدكتور الصمادي أوضح أن مادة الألمونيوم لا توجد في مزيلات العرق فقط.

وأوضح أنها موجودة في كثير من الأطعمة والصودا ومعجون الأسنان لذلك لا يوجد خطر كبير في استخدم مضادات التعرق ومضادات الرائحة كما أنه لا يوجد دليل مقنع على أن استخدام مضادات التعرق يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان.

وبالعودة إلى الستينيات من القرن الماضي، وجدت بعض الدراسات مستويات عالية من الألومنيوم في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر ما دعا إلى التساؤل عن سلامة الأدوات المنزلية اليومية مثل علب الألومنيوم ومضادات الحموضة ومضادات التعرق.

لكن نتائج هذه الدراسات المبكرة لم يتم تكرارها في الأبحاث اللاحقة، واستبعد الخبراء الألومنيوم كسبب محتمل لمرض ألزهايمر، ووفقًا للخبراء فإن الألومنيوم الموجود في مضادات التعرق لا يشق طريقه عادةً إلى الجسم.

وأخيرًا يكاد يكون من المستحيل امتصاص ما يكفي من الألومنيوم عبر الجلد لإلحاق الضرر بالجسم ما لم تشرب مضادات التعرق أو ترشها في فمك، ولا يستطيع جسمك امتصاص هذا القدر من الألومنيوم.

وباختصار لا يوجد دليل علمي حقيقي على أن الألومنيوم أو أي من المكونات الأخرى في منتجات مضادات التعرق أو مضادات الرائحة تشكل أي خطر على صحة الإنسان.

المصدر : الجزيرة مباشر + ويبمد