لماذا لم يتمكن الحريري من تشكيل الحكومة؟ وإلى أين يتجه لبنان؟ (فيديو)

أكد وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني السابق ريشار قيومجيان أن الأمر كان واضحًا منذ البداية بأن الرئيس ميشال عون لم يكن يريد سعد الحريري رئيسًا للحكومة ثم أخذت الأمور 9 أشهر كي تصل إلى ما وصل لبنان إليه الآن.

وقال الوزير السابق خلال لقاء على الجزيرة مباشر، إنه ليس من المُجدي على الإطلاق تجربة شيء أثبت فشله مرات عديدة، موضحًا أنه مع استمرار الطبقة الحاكمة الموجودة لن يصل لبنان لأي نتيجة.

وتابع “طرحنا منذ سنتين تشكيل حكومة من الإخصائيين المستقلين عن الأحزاب والفرقاء السياسيين، فحجم الكارثة الاقتصادية والاجتماعية التي يواجها اللبنانيون اليوم تتطلب مجموعة من الأشخاص المستقلين الأكفاء تكون باستطاعتهم الحصول على الثقة خارجيًا وداخليًا”.

وأردف “أما العودة لحكومة محاصصة وتقاسم مغانم، سيؤدي بنا مرة أخرى لما وصلنا إليه اليوم، وللأسف الحريري كان يرى في نفسه أنه يستطيع لعب دور المنقذ”.

واستطرد “أمامنا خارطة طريق اليوم نرى أنها هي الطريق الوحيد للخلاص. علينا أن نذهب لانتخابات برلمانية مبكرة ونسعى لتشكيل حكومة إنقاذ ثم ننتخب رئيسًا جديدًا علنًا بهذا المسار نصل إلى حلول تزيل عن كاهل اللبنانيين معاناتهم اليومية”.

بدورها، فسرت وزيرة الإعلام السابقة منال عبد الصمد فشل سعد الحريري في تشكيل الحكومة قائلة “للأسف هناك خلاف سياسي كبير يتضمن العديد من الحسابات الشخصية والحزبية وانعكس ذلك على المشهد الوطني وعطل البلاد بالكامل”.

وأضافت “طالما أن كل سياسي موجود لديه اعتبارات تتعارض مع الاعتبارات السياسية للأطراف الأخرى فلا يمكن تشكيل حكومة وهذا الأمر كان واضحًا في اجتماع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بالأمس”.

وتابعت “واقع الحال الآن يقول بأن البلد ينزف والكل يراهن على أن الشعب اللبناني قادر على الصمود ومعتاد على النهوض بعد الأزمات، ولكن هذه المرة غير كل المرات، إذ إن هناك أيادي خفيّة تتلاعب بسعر الصرف وسوق المحروقات والأدوية والغذاء وكل مقومات العيش الكريم”.

وأردفت ” لم نشهد هكذا أزمة حتى بأيام الحروب، فنحن نشهد اليوم حربًا اقتصادية واجتماعية ومعيشية نشنها من الداخل على أنفسنا بتدمير مقومات شعبنا وهذه أصعب من حروب الأسلحة”.

وكانت قد تجدد الاشتباكات بين محتجين والجيش اللبناني في طرابلس مما أدى لسقوط جرحى بين المتظاهرين، إذ استمرت الاحتجاجات والمظاهرات وقطع الطرق في أنحاء مختلفة من لبنان إثر اعتذار سعد الحريري عن تشكيل الحكومة.

ويعيش اللبنانيون في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية حادة إذ انخفضت الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكي لمستويات قياسية وبلغ سعر الصرف 22 ألف ليرة مقابل دولار واحد في السوق السوداء.

وصنف البنك الدولي الوضع الاقتصادي في لبنان ضمن أسوأ عشرة أزمات على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي لا يزال المغردون يتفاعلون من اعتذار الحريري، وكتب الدكتور نصير العمري “لبنان هو مستقبل كل الدول العربية. فساد النخبة الحاكمة التي تمتص التنمية من جسد الاقتصاد وقمع وإقصاء يبشر بالعنف والفوضى. ما بين الفساد والقمع تعيش الدول العربية على حافة الهاوية التي سقط لبنان فيها”.

وكتب المحامي صلاح العلاج “لبنان بلد مديون وفي نفس الوقت السياسيون هناك يمتلكون المليارات، وإذا فكرت دولة بمساعدة النظام هناك فسوف تحول المساعدات لجيوب السياسيين فيزدادوا ثراء ويزداد اللبنانيون فقرا”.

وكتب أحمد حبيب “يبدو أن الساحة فُتحت على مصراعيها للانفلات الأمني. صح الناس موجوعة وتعاني الأمرين ولديها كل الحق في التعبير عن رأيها، ولكن ما ذنب المواطن لتقطع عليه الطريق؟ ما ذنب الجيش اللبناني لترشقه بالحجارة وتهين عسكره وهو يعاني مثلك وأكثر؟”.

المصدر : الجزيرة مباشر