لتلك الأسباب.. عشرات النواب الأمريكيين يطالبون بايدن بإغلاق سجن غوانتانامو “فورا”

أحد المعتقلين في سجن غوانتانامو (غيتي أرشيف)

دعا عشرات من الأعضاء الديمقراطيين بمجلس النواب الأمريكي بينهم رؤساء لجان القوات المسلحة والشؤون الخارجية والمخابرات الرئيس الأمريكي جو بايدن لإغلاق السجن العسكري في خليج غوانتانامو بكوبا فورا.

النواب الديمقراطيون في الكونغرس دعوا بايدن، أمس الخميس، إلى إغلاق المعتقل وإنهاء ملفات المعتقلين الـ39 المحتجزين فيه في إطار “الحرب على الإرهاب” إما بالإفراج عنهم أو تقديمهم للمحاكمة أمام المحاكم الفدرالية.

وقبل أسابيع من الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر/أيلول التي أدت إلى فتح السجن، أرسل 75 عضوًا رسالة تصف استمرار العمل بالسجن بأنها “بقعة تلطخ سمعة البلاد وتقوض قدرتها على الدفاع عن حقوق الإنسان وحكم القانون”.

وكتب الأعضاء في الرسالة “نطلب منك، وأنت تتخذ الخطوات الضرورية لإغلاق السجن في نهاية المطاف، أن تتحرك على الفور لخفض عدد نزلائه وضمان أن يلقى المحتجزون معاملة إنسانية مع زيادة الشفافية في إجراءات اللجنة العسكرية الخاصة بغوانتانامو”.

وجاء في الرسالة “سجن غوانتانامو احتجز نحو 800 سجين على مدار تاريخه لكنه حاليًا لا يضم سوى 39 رجلًا، العديد منهم أصبحوا مسنين وعاجزين بشكل متزايد”.

وأوضح النواب في رسالتهم “وفقًا للتقارير يكلف تشغيل السجن أكثر من 500 مليون دولار سنويًا، بكلفة سنوية صادمة لكل سجين تبلغ 13 مليون دولار في العام”.

ناشطون أمام البيت الأبيض يطالبون بإغلاق سجن غوانتانامو-يناير 2020- رويترز

اعتقال دون محاكمة

وأصبح المعتقل رمزًا للتجاوزات في “الحرب على الإرهاب” التي شنتها واشنطن بعد هجمات سبتمبر 2001، وكان عدد المحتجزين في السجن الذي افتتح في عهد الرئيس الجمهوري جورج بوش قد بلغ في ذروته نحو 800 سجين.

وخفض الرئيس الديمقراطي باراك أوباما العدد لكن جهوده لإغلاق السجن أخفقت بسبب المعارضة في الكونغرس من جانب بعض أنصاره الديمقراطيين والأعضاء الجمهوريين.

وأعلنت إدارة بايدن، في 19 يوليو/تموز الماضي، أنها قامت بترحيل أول سجين، وخفض هذا الترحيل عدد المحتجزين بالسجن إلى 39 معظمهم ما زالوا معتقلين لنحو عقدين دون محاكمة أو حتى توجيه اتهامات.

معتقل غوانتانامو

افتتحت السلطات الأمريكية المعتقل أواخر 2001 مع قيامها بحملة دولية للقبض على عناصر تنظيم القاعدة والمتواطئين معه في هجمات 11 سبتمبر وغيرها من الهجمات ضد منشآت أمريكية.

لكن نقل المعتقلين سرًا إلى غوانتانامو واحتجازهم هناك دون توجيه اتهامات لهم وتعريضهم للتعذيب وعدم إخضاعهم للإجراءات القانونية أضر بشدة بمطلب واشنطن تحقيق العدالة بعد هجمات سبتمبر.

ولم توجه اتهامات إلا لقلة من المعتقلين بموجب نظام المحاكم العسكرية الذي أنشئ في غوانتانامو، لكن قضاياهم توقفت في الغالب.

معتقل في سجن غوانتانامو برفقة الحراس (غيتي أرشيفية)

ومع تولي بايدن الرئاسة كان 40 رجلًا لا يزالون داخل المعتقل، قبل أن يفرج عن أحدهم ويتم ترحيله إلى المغرب في يوليو المنقضي، كما تمت الموافقة على إطلاق سراح 10 آخرين وإعادتهم إلى بلادهم أو نقلهم لبلد ثالث.

ويخضع 12 معتقلًا بينهم خالد شيخ محمد الذي يوصف بأنه “مهندس هجمات سبتمبر” لمحاكمة عسكرية بطيئة، وتمت إدانة اثنين على مدى عقدين، أمّا الـ19 الآخرين فلم يتم توجيه تهم إليهم أو الإفراج عنهم.

وبعد مماطلة خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترمب، بدأت المحاكم العسكرية في عقد جلسات استماع مرة أخرى الشهر الماضي، من المقرر استئناف قضية خالد شيخ محمد بجلسة استماع تمهيدية في سبتمبر المقبل.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات