اعتقال ضباط واتهامات “للفلول”.. حمدوك: محاولة الانقلاب رتبتها جهات من داخل وخارج الجيش

جنود سودانيون يغلقون الطريق لاتخاذ احتياطات بعد محاولة انقلاب فاشلة في الخرطوم (الأناضول)

قال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك اليوم الثلاثاء إن “ما حدث انقلاب مدبر من جهات داخل وخارج القوات المسلحة، وهو امتداد لمحاولات الفلول منذ سقوط النظام البائد لإجهاض الانتقال المدني الديموقراطي في البلاد”.

وأوضح حمدوك في بيان “سبقت المحاولة تحضيرات واسعة تمثلت في الانفلات الأمني في المدن واستغلال الأوضاع في شرق البلاد ومحاولات قطع الطرق القومية وإغلاق الموانئ وتعطيل إنتاج النفط”.

وكشف حمدوك أنه اجتمع بقيادة قوى الحرية والتغيير، وقال “أجريت اتصالات مستمرة مع رئيس مجلس السيادة، وسأوالي متابعة هذا الوضع الهام، ووضع الحقائق أمام شعبنا”.

وقال إن “الانقلاب هو مظهر من مظاهر الأزمة الوطنية التي أشرنا إليها في مبادرة رئيس الوزراء (الطريق إلى الأمام) وهو يؤشر بوضوح إلى ضرورة إصلاح الأجهزة الأمنية والعسكرية”.

وأشار حمدوك إلى أن “الانقلاب يستدعي مراجعة كاملة لتجربة الانتقال بكل الشفافية والوضوح والوصول إلى شراكة مبنية على شعارات ومبادئ الثورة، وطريق يؤدي إلى الانتقال المدني الديموقراطي لا غيره”.

وأضاف “لأول مرة هناك أشخاص تم القبض عليهم في خلال تنفيذهم للانقلاب”.

وأوضح بيان مكتب رئيس الوزراء “أن المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جرت فجر اليوم تستهدف الثورة وكل ما حققه شعبنا العظيم من إنجازات، لتقويض الانتقال المدني الديموقراطي وغلق الباب أمام حركة التاريخ”.

وأكدت الحكومة السودانية اليوم الثلاثاء إحباط ما قالت إنه محاولة انقلاب نفذتها مجموعة من الضباط من فلول النظام البائد- في إشارة الى نظام الرئيس المخلوع عمر البشير.

وقال حمزة بلول وزير الإعلام والثقافة السوداني والمتحدث باسم الحكومة في كلمة مقتضبة بثها التلفزيون الرسمي “تمت السيطرة فجر اليوم على محاولة انقلابية فاشلة قامت بها مجموعة من الضباط في القوات المسلحة من فلول النظام البائد”.

وأشار إلى اعتقال المنفذين والسيطرة على الوضع، وقال “نطمئن أن الأوضاع تحت السيطرة التامة وتم القبض على قادة محاولة الانقلاب”.

وقال البيان “تمت السيطرة فجر اليوم الثلاثاء 21 سبتمبر 2021 على محاولة انقلابية فاشلة قام بها مجموعة من ضباط القوات المسلحة من فلول النظام البائد”.

وأضاف البيان “نؤكد في الحكومة الانتقالية والأجهزة النظامية بأننا نعمل بتنسيق تام ونطمئن الشعب السوداني أن الأوضاع تحت السيطرة التامة حيث تم القبض على قادة المحاولة الانقلابية من العسكريين والمدنيين ويتم التحري معهم حاليًا”.

وقال إنه تمت تصفية آخر جيوب الانقلاب في معسكر الشجرة بالخرطوم، وتواصل الأجهزة المختصة ملاحقة فلول النظام البائد المشاركين في المحاولة الفاشلة، بحسب بيان الحكومة.

وأوضح قائلا “سنوافيكم لاحقا بالتفاصيل الكاملة لمخطط الانقلاب الفاشل الذي حاول عبثا إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، بحسب المتحدث الرسمي باسم الحكومة.

تنديد

من جانبه أدان حزب (الأمة القومي) أكبر أحزاب الائتلاف الحاكم في السودان بمحاولة الانقلاب واعتبرها “استمرارا لمحاولات بائسة لإجهاض ثورة ديسمبر من قبل ضباط جيش يناصرون النظام السابق”.

وقال الحزب في بيان “استمرارًا للمحاولات البائسة لإجهاض ثورتنا العظيمة أقدم فجر اليوم عدد من ضباط القوات المسلحة من فلول النظام البائد على محاولة انقلابية فاشلة من أجل العودة بنا إلى عهد النظام البائد”.

وأكد الحزب الذي كان يتزعمه الصادق المهدي آخر رئيس وزراء منتخب في السودان، أنه سيعمل على حماية الثورة والحكومة الانتقالية بكل قوة، وقال إن الجماهير التي ضحت من أجل التحول الديمقراطي ستقف سدا منيعا لحمايته.

وأعلنت وسائل إعلام رسمية سودانية عن “محاولة انقلابية فاشلة” جرت فجر الثلاثاء في السودان بينما أكد مصدر عسكري اعتقال ضباط متورطين دون أن تحدد الجهة التي تقف خلفها.

وأفاد الإعلام الرسمي “هنالك محاولة انقلابية فاشلة، على الجماهير التصدي لها” في حين قال مصدر حكومي رفيع أن منفّذي العملية حاولوا السيطرة على مقر الإعلام الرسمي لكنهم فشلوا.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر في مجلس الوزراء تأكيده أنه “تم اعتقال المتورطين ويجري التحقيق معهم” كما أكد المستشار الإعلامي لقائد العام للقوات المسلحة السيطرة على المحاولة الانقلابية.

المؤسسة العسكرية

وتتولى السلطة في السودان حكومة انتقالية تضم مدنيين وعسكريين تم تشكيلها عقب الاطاحة بالرئيس السابق عمر البشير على بعد احتجاجات شعبية تواصلت لشهور.

وترتفع المطالبات داخل السودان وخارجه بتوحيد الجيش السوداني ووضع مؤسساته الاقتصادية تحت إشراف المدنيين، وكثيرا ما دعا مسؤولون غربيون إلى ضرورة دمج كل القوات في جيش وطني واحد.

وأشار رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك في يونيو/حزيران الماضي إلى وجود حالة من “التشظي” داخل المؤسسة العسكرية، وأضاف أن “التشظي العسكري وداخل المؤسسة العسكرية امر مقلق جدا”.

وقال إن “التحديات التي تواجه البلاد هي مظهر من مظاهر أزمة أعمق هي في الأساس وبامتياز أزمة سياسية”.

وقالت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية (سمانثا باور) خلال زيارتها الخرطوم في أغسطس/آب الماضي “الولايات المتحدة تؤكد أن السودان يجب أن يكون لديه جيش واحد وتحت قيادة واحدة”.

وأوضحت المسؤولة الأمريكية “سندعم جهود المدنيين لإصلاح المنظومة الأمنية ودمج قوات الدعم السريع والمجموعات المسلحة للمعارضين السابقين”.

ووقع عسكريون ومدنيون في أغسطس/آب عام 2019 اتفاقًا لتقاسم السلطة نص على فترة انتقالية من ثلاث سنوات تم تمديدها لاحقا بعد أن أبرمت الحكومة السودانية اتفاق سلام مع عدد من حركات التمرد المسلحة في أكتوبر/تشرين الأول.

وبموجب الاتفاق، يتولى الجيش السلطة على المستوى السيادي بينما تقود حكومة مدنية ومجلس تشريعي الفترة الانتقالية.

ولا يعتبر هذا أول تحد تواجهه السلطات الانتقالية التي قالت إنها أحبطت أو رصدت محاولات سابقة للانقلاب مرتبطة بفصائل موالية للبشير الذي أطاح به الجيش بعد احتجاجات على حكمه دامت عدة أشهر.

وفي 2020، نجا رئيس الوزراء عبد الله حمدوك من محاولة اغتيال في الخرطوم.

وعاد السودان إلى الساحة الدولية تدريجيا منذ الإطاحة بالبشير الذي حكم البلاد لما يقرب من 30 عاما وهو مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية فيما يتعلق “بفظائع” ارتكبت في إقليم دارفور بغرب البلاد.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات