لبنان.. أزمة الدواء حديث منصات التواصل والجيش يوثّق عمليّات دهم مستودعات (فيديو)

لبنان يعاني نقصا حادا في الأدوية بالتزامن مع الوضع الاقتصادي الراهن
لبنان يعاني نقصا حادا في الأدوية بالتزامن مع الوضع الاقتصادي الراهن (غيتي)

مع استمرار الأزمة اللبنانية، أصبح البحث عن الأدوية عادة يومية لآلاف المواطنين اللبنانيين لا سيما مع ندرة عدد منها، وعلى رأسها أدوية الأمراض المزمنة، وما زاد الأمور تعقيدًا شح النقد الأجنبي المطلوب لاستيراد تلك العلاجات المهمة.

وعبّر رواد منصات مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان عن غضبهم واستيائهم من سوء الأحوال التي وصل إليها القطاع الطبّي، في ظلّ تخزين بعض المحتكرين للأدوية بغرض بيعها بأسعار مرتفعة دون مراعاة الظروف الصحية للمرضى.

وغردت إحدى الناشطات عبر تويتر ” كل صيدلي بدافع عن أصحاب كارتيلات الأدوية المحتكرين بكون خايف على مصالحه ومشارك معهم أو مستفيد منهم وخايف يجي الدور”.

بينما تساءلت أخرى “لماذا أنتم صامتون يا شعب لبنان وعن ماذا أنتم صامتون عن حالة العذاب التي تعيشونها بينما زعماؤكم لديهم الدواء والغذاء والمحروقات والكهرباء ولقد عملوا منكم عبيد”.

وغرّد رئيس لجنة الصحة النيابية عصام عراجي “الظاهر عملية تشكيل الحكومة طلعت طبخة بحص، مكانك راوح. انقطاع كبير بالأدوية والمستلزمات الطبية وعلى سعر دولار السوق، ومرضى مش قادرين يدفعوا التكاليف الخيالية لفاتورة الاستشفاء وحرب المحطات والخبز. وطوابير المهاجرين بالمطار. وغلاء فاحش. قلة مسؤولية موصوفة هدفها تدمير البلد ونظامه”.

ومنذ 2020، بدأت ملامح أزمة نقص أدوية في السوق المحلية بسبب عدم توافر الدولار اللازم للاستيراد، حالها حال القمح والوقود بأنواعه.

وفي الآونة الأخيرة، يداهم الجيش اللبناني مستودعات تخزّن فيها كميات كبيرة من الأدوية لبيعها على سعر سوق السوداء.

ونشر الجيش اللبناني عبر تويتر مقاطع مصوّرة توثّق عمليّة الدهم التي ينفذها.

والشهر الماضي، أعلن وزير الصحة اللبناني حمد حسن ضبط أطنان من أدوية مخبأة في مستودعات وسط وجنوب البلاد، في وقت تعاني فيه بيروت من نقص حاد في الأدوية.

وأمر حسن ببيع الأدوية الموجودة للمواطنين والصيدليات ولا سيما حليب الأطفال والأدوية الضرورية بحضور جهاز التفتيش الصيدلي التابع لوزارة الصحة العامة.

وفي السياق، أعربت مسؤولة أممية، اليوم السبت، عن استغرابها من “عدم مبالاة” المسؤولين اللبنانيين بحالة الشعب في البلاد الذي يعاني أوضاعاً معيشية صعبة.

جاء ذلك وفق الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا خلال لقائها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي الصيفي في بلدة الديمان (شمال) بحسب ما نقلت عنها وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.

وقالت فرونتسكا إنها “تستغرب من عدم مبالاة المسؤولين بحالة الشعب الذي يعاني جراء الوضع المعيشي الصعب”.

ونقلت الوكالة عن الراعي إشادته “بالمبادرات التي تقوم بها الأمم المتحدة تجاه لبنان”، معربا عن أمله “بالمزيد من الدعم ليتمكن المواطن اللبناني من الصمود في وجه الازمات التي يعيشها”.

وبعد اللقاء أشارت فرونتسكا في تصريح للصحفيين إلى “حاجة لبنان لحلول عاجلة وخاصة تشكيل الحكومة”، مؤكدة أن الأمم المتحدة “ستواصل دعم لبنان”، وفق المصدر ذاته.

وجراء خلافات سياسية يعجز المسؤولون اللبنانيون عن تشكيل حكومة جديدة منذ أكثر من عام، لتضع حداً للانهيار الاقتصادي، وتخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة التي استقالت عقب 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ بيروت وقع في 4 من أغسطس/آب 2020.

ويعاني لبنان منذ أواخر 2019 أزمة اقتصادية طاحنة أدت إلى انهيار مالي وفقدان الوقود والأدوية وسلع أساسية أخرى فضلاً عن ارتفاع قياسي في معدلات الفقر والبطالة.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل + وكالات