الصحة العالمية: ارتفاع حالات التهاب الكبد الحاد لدى الأطفال

ينصح الأطباء بتوخّي الحذر من التهاب الكبد لدى الأطفال دون سبب واضح (غيتي أرشيف)

كشفت منظمة الصحة العالمية عن ارتفاع في عدد الإصابات بالتهاب الكبد الحادّ لدى الأطفال، وقالت إنه تم تسجيل 920 إصابة محتملة بالمرض في 33 دولة حتى الآن، بزيادة 270 حالة مقارنة بشهر مايو/أيار الماضي.

وأشارت المنظمة الدولية، يوم أمس الجمعة، إلى أن نصف الحالات المحتملة سُجلت في المنطقة الأوربية، ومن بينها 267 في بريطانيا، في حين جرى تسجيل ثلث الحالات المحتملة في الولايات المتحدة.

وتحقق السلطات الصحية على مستوى العالم في الارتفاع الغامض في حالات التهاب الكبد الحادّ لدى الأطفال الصغار.

وجرى تسجيل تفشّي المرض لأول مرة في أبريل/نيسان في بريطانيا وبعد ذلك أصاب عشرات من الدول.

 التهاب الكبد الحاد

ويتسبب التهاب الكبد في مشكلات صحية عديدة قد تصل في بعض الحالات إلى الإصابة بالسرطان. وتعد الفيروسات أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بالتهاب الكبد، وكذلك تناول الخمور وبعض الأدوية واضطرابات الجهاز المناعي.

ولوحظ في حالات الأطفال المُعلن عنها عدم وجود سبب محدد للإصابة بالتهاب الكبد، وهو ما أثار قلق الأطباء، إذ لم يتم اكتشاف الفيروسات الشائعة المسببة لالتهاب الكبد في أي من الأطفال المصابين.

وقالت منظمة الصحة العالمية عند ظهور المرض إن التهاب الكبد الغامض لدى الأطفال “حادّ للغاية”، لافتة إلى أن جميعهم كانوا يتمتعون بصحة جيدة قبل ظهور علامات المرض عليهم.

وتبدأ الأعراض بمشاكل في الجهاز الهضمي مثل آلام البطن والإسهال والقيء قبل التشخيص مباشرة، وأصيب الكثيرون باليرقان حيث اصفرّ لون الجلد والعينين، وهو أمر قد يكون مرتبطا بتلف الكبد.

ويرجح مسؤولون في المراكز الأمريكية لمراقبة الأمراض أن تكون الإصابات مرتبطة بنوع من الفيروسات الغدانية، وهي فيروسات شائعة لكن لم يُنسب إليها سابقا التسبب في التهاب الكبد لدى أطفال أصحاء.

وجرى التأكيد على أن أكثر من نصف الأطفال المصابين في الولايات المتحدة ثبتت إصابتهم بفيروس غداني يُسمى “النوع 41” ويُعرف بالتسبب أكثر في التهاب المعدة والأمعاء، ورُصد هذا الفيروس الغداني أيضا لدى أطفال كثيرين أصيبوا خارج الولايات المتحدة.

ومن الفرضيات المطروحة أن الرد المناعي على هذا الفيروس الغداني قد يتعطل جراء عوامل أخرى مثل الإصابة بكوفيد-19 أو عوامل بيئية مثل الاحتكاك بحيوانات أو التعرض لسموم.

واكتشف الأطباء بعض الفيروسات الغدية، وهي فيروسات تسبب الزكام وأعراضًا مثل التهاب الحلق والحمى والإسهال لدى أكثر من 70 طفلًا مصابًا، كما تم اكتشاف فيروس كورونا أيضًا في 20 حالة أخرى.

ويجري الباحثون المزيد من البحوث لمعرفة ما إذا كانت العوامل البيئية أو الفيروسات أو الكائنات الحية الأخرى لها علاقة بالمرض.

وينصح الأطباء بضرورة توخّي الحذر من أي التهاب في الكبد لدى الأطفال دون سبب واضح، وتوصي منظمة الصحة بأخذ عينات من الدم والبول والبراز والجهاز التنفسي، وعينات الكبد من الأطفال الذين تظهر عليهم أي أعراض مرتبطة بالتهاب الكبد.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز