حزب الله يهدد إسرائيل بـ”قطع” يدها إذا امتدت إلى نفط لبنان

الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله (رويترز)

هدّد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في ذكرى عاشوراء اليوم الثلاثاء، بقطع يد إسرائيل إذا امتدت إلى نفط لبنان وغازه، مؤكدًا ترقّب الردّ الإسرائيلي فيما يتعلق بترسيم الحدود البحرية بين البلدين.

وقال حسن نصر الله في كلمة مخاطبًا آلافًا من مناصريه احتشدوا في الضاحية الجنوبية من بيروت، إن اليد التي ستمتد إلى ثروات لبنان “ستقطع” مشددا على وجوب أن يبقى “نفط لبنان وغازه وماؤه له وألا يسمح لأحد بأن يسلب منه خيراته وثرواته”.

وأوضح حسن نصر الله في كلمته أنهم ينتظرون ما تسفر عنه الأجوبة على مطالب الدولة اللبنانية، مؤكدا أنهم سيبنون على مقتضاه، لكنه دعا إلى الجاهزية والاستعداد لكل الاحتمالات.

وشدّد نصر الله على أن لبنان لا يمكن بعد اليوم أن يتسامح في نهب ثرواته وقال “نحن وصلنا إلى آخر الخط وسنذهب إلى آخر الطريق فلا يجربنا أحد” محذرًا من أن أي اعتداء محتمل “لن يبقى بدون ردّ”.

سفينة تطوير حقل لإسرائيل على مقربة من حقل كاريش المتنازع عليه مع لبنان (رويترز)

ترسيم الحدود

وتسارعت منذ بداية يوليو/تموز التطورات المرتبطة بملف ترسيم الحدود البحرية بين البلدين بعد أن توقّفت عدة أشهر، إثر وصول سفينة إنتاج وتخزين إسرائيلية إلى مكان قريب من حقل كاريش الذي تعتبر بيروت أنه يقع في منطقة متنازع عليها، تمهيدًا لبدء استخراج الغاز منه.

ودفعت الخطوة لبنان للمطالبة باستئناف المفاوضات بوساطة أمريكية، في وقت أعرب فيه الوسيط الأمريكي (آموس هوكستين) مطلع الشهر الجاري من بيروت عن تفاؤله بإحراز تقدم قد يمهّد للتوصّل إلى اتفاق في الفترة المقبلة.

وكان حسن نصر الله قد حذّر إسرائيل مرارًا خلال الأسابيع الماضية من مغبة أي خطوة في كاريش، محذرا من نشوب حرب في حال منع لبنان من استخراج النفط والغاز من مياهه.

ونشر حزب الله شريط فيديو تزامنًا مع زيارة الوسيط الأمريكي هوكستين، قال إنه يرصد فيه المنصة وسفنا أخرى مرتبطة بقطاع النفط والغاز في إسرائيل.

وتوقّفت المفاوضات في مايو/أيار عام 2021 بسبب خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها، وكان من المفترض أن تقتصر المحادثات لدى انطلاقها على مساحة بحرية تقدّر بنحو 860 كيلومترا مربعا تُعرف حدودها بالخط 23، بناءً على خريطة أرسلها لبنان عام 2011 إلى الأمم المتحدة.

الوسيط الأمريكي (آموس هوكستين) عبر عن تفاؤله بإحراز تقدم (رويترز)

لكن لبنان اعتبر لاحقاً أن الخريطة استندت إلى تقديرات خاطئة، وطالب بالبحث في مساحة 1430 كيلومتراً مربعا إضافية تشمل أجزاء من حقل “كاريش” وتُعرف بالخط 29.

وقال هوكستين في مقابلة تلفزيونية في بيروت الشهر الحالي إن حقل كاريش شهد خلال السنوات التسع الماضية “قدرًا هائلًا من النشاط من دون أي انتباه له” موضحًا أنّ “ما نركز عليه هو كيف نصل إلى حلّ يسمح لإسرائيل بالاستمرار في كاريش وللبنان بالبدء والدخول إلى سوق الطاقة”.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه أن الوسيط الأمريكي حمل عرضًا “يتيح للبنان تطوير حقل قانا في المنطقة المتنازع عليها مع الحفاظ على مصالح إسرائيل الاقتصادية”.

ويقع حقل قانا في منطقة يتقاطع فيها الخط 23 مع الخط واحد، وهو الخط الذي أودعته إسرائيل لدى الأمم المتحدة، ويمتد أبعد من الخط 23.

ويعتبر لبنان وإسرائيل في حالة حرب رسميًّا، وفي 2006 خاض حزب الله حربًا دامية مع إسرائيل استمرت 33 يومًا.

المصدر : الفرنسية