مع مرور 200 عام على فك رموزه.. حملة شعبية مصرية لاسترداد حجر رشيد

حجر رشيد في المتحف البريطاني بالعاصمة لندن
حجر رشيد في المتحف البريطاني بالعاصمة لندن (غيتي)

أطلق أكاديميون مصريون وطلاب بكلية “الآثار والتراث الحضاري” عريضة شعبية إلكترونية موجهة إلى رئيس الوزراء المصري، طالبوه فيها بتقديم طلب رسمي لاسترداد “حجر رشيد” والقطع الأخرى التي خرجت معه بطرق غير قانونية.

ورأى المشاركون أن وجود القطع بالمتحف البريطاني حتى اليوم يعد دعمًا لمساعي “العنف الاستعماري الثقافي” -على حد قولهم- ويحرم مصر من الإعادة المادية للقطع الأثرية التي تعد جزءًا مهمًا من تراث ثقافتها الممتدة لآلاف السنين.

وتأتي هذه الحملة الشعبية بالتزامن مع مرور 200 عام على فك رموز حجر رشيد لطلاسم اللغة المصرية القديمة.

ونشرت مونيكا حنا -عميدة كلية الآثار والتراث الحضاري فى الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، والمشاركة في الحملة الأخيرة مع طلابها- تغريدة قالت فيها “طلبة كلية الآثار والتراث الحضاري أطلقوا حملة شعبية لاستعادة حجر رشيد، ليتنا نساعدهم بالمشاركة وتوقيع العريضة”.

وأشارت العريضة إلى أن حجر رشيد خرج من مصر استنادًا إلى المادة السادسة عشرة من وثيقة استسلام الإسكندرية، سنة 1801، التي تفاوضت عليها ووقعتها القوات العثمانية والفرنسية والإنجليزية، ولم يوقع عليها مصري واحد، وسلّمه الفرنسيون مع 16 قطعة أخرى إلى الجيش المشترك الذي تكون من القوات الأنجلوعثمانية.

وتضمّنت العريضة أن الجيش الإنجليزي استولى دون تنازل عثماني موثّق على هذه القطع وأرسلها إلى المتحف البريطاني، لتُعرض بشكل غير أخلاقي وغير قانوني منذ ذلك الحين.

وأشار الطلاب إلى أن السطو على حجر رشيد يعد بمثابة “غنيمة حرب وعمل نهب تم حظره بالفعل” في القرنين السابع عشر والتاسع عشر.

وعلى الرغم من وجود تفاعل شعبي مع العريضة التي طرحها أكاديميون و17 طالبًا، إلا أن هناك تباينًا في الآراء حول عودة “حجر رشيد” وتخوفًا عليه، فيما قال مغردون إن وجوده في متاحف بالخارج أكثر أمانًا للحفاظ عليه من التلف أو السرقة.

وقال أحد المغردين “لو عاد حجر رشيد إلى مصر وحدثت به تغيرات، بالبيع أو السرقة أو الإتلاف، فإن كل المشاركين في رجوعه إلى مصر مسؤولون عن ذلك”.

وعلق مغرّد آخر “فُكّت رموز حجر رشيد سنة 1822 وحينها عرف الغرب قيمة الآثار المصرية، وما زلنا -شعبًا وحكومة- لم نعرف قيمتها إلى الآن، هذا الفرق الزمني بين العقلية الغربية والشرقية، 200 سنة وأكثر، أتكلم عن العقل والإدراك البشري، فما بالك بالتقدم والتكنولوجيا”.

وردت الأكاديمية مونيكا حنا في تصريحات لصحيفة محلية على ادعاء أن المتاحف الأوربية أكثر أمانًا، قائلة إنها ليست حقيقة، مشيرة إلى أن تلك الادعاءات يُصدّرها الغرب، وأن الإهمال يحدث في كل مكان لكنه لا يحظى بتغطية إعلامية، حسب تعبيرها.

واختتم نص العريضة المنشورة بعبارة “نطالب رئيس الوزراء بالعمل جاهدًا عبر كل السبل الدبلوماسية والشرعية لاسترداد هذا الأثر البارز والقطع الأخرى التي خرجت معه من مختلف أنحاء القطر المصري”.

المصدر : الجزيرة مباشر + خدمة سند