اضطرابات التنفس بسبب التوتر أو الاكتئاب.. كيف يمكن علاجها؟

ما أسباب اكتئاب الجهاز التنفسي؟(أنسبلاش)

متلازمة اضطراب التنفس هو احتباس غير طبيعي لثاني أكسيد الكربون في الدم بسبب التبادل السيئ لثاني أكسيد الكربون والأكسجين داخل الرئتين، ويصل بطئ التنفس أحيانًا إلى ما بين 8 و10 أنفاس في الثانية، فيما يتراوح معدل التنفس الطبيعي بين 12 و20 نفسًا في الثانية.

أثناء التنفس الطبيعي، يحمل الدم الأكسجين المستنشق إلى جميع أنسجة الجسم بينما يزيل ثاني أكسيد الكربون عبر الرئتين كمخلفات، لكن مع التباطؤ في الجهاز التنفسي لا يستطيع الجسم إزالة ثاني أكسيد الكربون بشكل جيد ونتيجة لذلك يتراكم الأخير مع بقاء القليل من الأكسجين المتاح لعمل الجسم.

يوضح موقع (فيري ويل مايند) كيف يمكن أن تتسبب الأزمات المرضية التي تؤثر على الدماغ وعمل الجهاز العصبي المركزي في إبطاء الجهاز التنفسي، كما يمكن أن تسبب الحالات الصحية مثل السكتة الدماغية أو انقطاع النفس خلال النوم في نقص الأكسجين، وقد ينتج ذلك أيضًا عن الأدوية والمواد الأخرى التي تضعف وظائف المخ.

إذا لم يتلق الشخص علاجًا طبيًا، فقد يؤدي ضعف التنفس الذي قد ينتج عن الارتباك والاكتئاب أيضا إلى انخفاض معدل ضربات القلب أو النوبة القلبية أو النوبة التنفسية أو تلف الدماغ أو الغيبوبة، وكلها قد تؤدي إلى الوفاة.

السمنة قد تسبب اكتئاب الجهاز التنفسي (أنسبلاش)

أعراض الاكتئاب التنفسي

تختلف أعراض ضيق في التنفس حسب شدة الحالة، يمكن أن تكون الأعراض المبكرة خفيفة وغير محددة مثل الخمول والتعب والنعاس أثناء النهار التنفس البطيء والسطحي أو الكآبة

وإذا لم تُعالج هذه الأعراض فقد تزداد شدة الحالة وتسبب الارتباك واضطرابات بصرية وصداع مع صعوبة التنفس سواء أثناء القيام بنشاط معين أو دون القيام به.

ويقيس الأطباء عدد خلايا الدم الحمراء المتاحة لحمل الأكسجين عبر اختبار الدم وقياس مستوى الأكسجين في مجرى الدم.

ويُجري الطبيب فحوصات لكشف سبب الاضطراب تصويرا مقطعيا والتصوير بالرنين المغناطيسي للتحقق من السكتة الدماغية أو الأورام، كما يختبر وظائف الغدة الدرقية لتحديد قصور الغدة الدرقية، وهو سبب محتمل للسمنة وبالتالي يسهم في نقص التنفس.

يمكن أن تتسبب بعض الحالات الصحية في “اكتئاب الجهاز التنفسي” كما يسميه الأطباء، مما يؤثر على معدل التنفس ويجعل الرئتين غير قادرتين على إدخال الأكسجين بشكل جيد.

تشوهات جدار الصدر سبب في الاكتئاب التنفسي (أنسبلاش)

الاضطرابات العصبية العضلية

يمكن للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عصبية عضلية أن تتطور لديهم حالة التنفس السريع بسبب ضعف عضلات الجهاز التنفسي وضعف التحكم في العضلات، على الرغم من بقاء نبض التنفس العصبي سليمًا، أما في الاضطرابات العصبية والعضلية فيضعف التنفس أثناء النوم.

ويمكن أن تتداخل تشوهات جدار الصدر التي تظهر في حالات مثل تقوس العمود الفقري وتليف الصدر مع معدل التنفس الطبيعي ووظيفة الرئة بسبب القيود الجسدية التي تسببها التشوهات.

وتؤدي السمنة الشديدة لدى بعض الأشخاص إلى نقص التنفس المعروف باسم متلازمة نقص التهوية، إذ يصعب الوزن الزائد حول العنق والبطن وجدار الصدر على الجسم التنفس، ويؤثر على نبضات التنفس في الدماغ وينتج عنه الكثير من ثاني أكسيد الكربون في الدم في حين تقل نسبة الأكسجين.

ويمكن أن تتداخل إصابات الدماغ مع قدرة الدماغ على التحكم في الوظائف الأساسية مثل التنفس.

ويعاني الأشخاص المصابون بانقطاع النفس الانسدادي النومي (OSA) من التنفس بسبب انسداد مجاري الهواء لديهم أو انهيارها خلال الليل مما يؤدي إلى نقص التهوية.

وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس النومي المركزي (CSA)، لا تنسد المجاري الهوائية إنما يتوقف التنفس بشكل مؤقت وذلك ناتج عن خلل في شكل جدار الصدر، وهو ما قد يؤثر على التنفس المنتظم.

الإصابات في الرأس تؤثر على وظيفة التنفس في الجهاز العصبي (أنسبلاش)

مرض الرئة المزمن

تؤدي أمراض الرئة المزمنة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن والتليف الكيسي إلى انسداد المسالك الهوائية مع انسداد شديد ويمكن أن تسبب نقص التنفس.

ويمكن أن تسبب الأمراض العصبية مثل الحوادث الوعائية الدماغية والصدمات وإصابات الرأس والنمو غير الطبيعي للأنسجة في نقص التنفس المعروف باسم نقص التهوية المركزي، والذي يؤثر على وظيفة التنفس في الجهاز العصبي المركزي.

وتؤثر المشاكل الوراثية أو أمراض الكبد المكتسبة مثل تليف الكبد على مستويات الأمونيا في الدم ويُعرف ذلك أيضًا باسم فرط أمونيا الدم، ويؤثر على التنفس ويجعل الجهاز التنفسي أبطأ.

قد تؤدي الجرعات الكبيرة من بعض الأدوية إلى التأثير على الجهاز التنفسي أو زيادة خطر الإصابة باكتئاب فيه، ويمكن أن تؤدي بعض الأدوية إلى نقص التهوية كأثر جانبي، إذ تتداخل بعض المواد مع وظائف المخ وتؤثر على الجهاز العصبي المركزي مما يؤدي إلى إبطاء التنفس.

المهدئات والمخدرات والكحول قد تكون سببا في الاكتئاب التنفسي (أنسبلاش)

علاج الاكتئاب التنفسي

يختلف علاج الحالة حسب السبب وتهدف خيارات العلاج بشكل أساسي إلى تصحيح الاضطراب الأساسي وتحسين التنفس وتنظيمه، وينصح الأطباء بالعلاج بالأكسجين أو إجراء جراحة لتصحيح تشوه الصدر، وفقدان الوزن ثم العلاج بالسوائل عن طريق الوريد أو الفم وإذا تسبب الدواء في نقص التهوية فغالبًا ما يؤدي إيقاف الدواء إلى استعادة التنفس الطبيعي.

ويختلف نقص التهوية عن فرط التنفس ويحدث الأخير عندما تتنفس بسرعة كبيرة وتزفر أكثر مما تأخذ الهواء، ينتج عن هذا مستويات أقل من ثاني أكسيد الكربون في الدم، وهو عكس نقص التهوية والذي لا يستطيع الجسم خلاله إزالة ثاني أكسيد الكربون بشكل فعال.

في بعض الأحيان قد يبدو أن الشخص يعاني من فرط التنفس ولكن في الواقع قد يأخذ أنفاسا متواصلة دون تهوية، ويرى الأطباء أن العلاج مهم إذا تم تشخيص الاكتئاب التنفسي.

ولا يمكن -وفق المتخصصين- منع جميع أسباب نقص التهوية، مثل تلك الناجمة عن الحوادث أو المرض المفاجئ، ومع ذلك في بعض الحالات هناك طرق للحد من الإصابة بالاكتئاب التنفسي مثل مراقبة الأطفال الذين يتناولون الأدوية ومراقبة الأشخاص الذين يتناولون المهدئات والأدوية المخدرة وتجنب المهدئات أو المخدرات وتجنب الإفراط في تناول الكحول.

ويمكن أن يتداخل اكتئاب الجهاز التنفسي مع الحياة الطبيعية، ولكن مع الاكتشاف والعلاج المبكر يمكن إدارة الحالة للمساعدة في منع أي مضاعفات أخرى على الصحة.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحف ومواقع أجنبية