يتناول قضية النطف المهرّبة.. مؤسسات وحركات فلسطينية ترفض فيلم “أميرة” وتعتبره إساءة لكرامة الأسرى

الأسير الفلسطيني ناهض عبد القادر حميد من غزة المحكوم عليه بالسجن لمدة 20 عاماً رزق بتوأم عبر "نطفة مهربة" من سجون الاحتلال (منصات التواصل)

أعربت وزارة الثقافة الفلسطينية ومؤسسات الأسرى عن رفضها وإدانتها لإنتاج فيلم “أميرة”، واعتبرته تعديا واساءة لكرامة الأسرى وبطولاتهم وتاريخهم الكفاحي.

ويسلط الفيلم الضوء على قصة فتاة اسمها “أميرة” ولدت عبر نُطفة مهرّبة لوالدها القابع في سجن (مجدو) الإسرائيلي، لتُفاجأ في فترة لاحقة أن هذه النُطفة تعود لضابط إسرائيلي مسؤول عن التهريب من داخل السجن استبدل العينة قبل تسليمها للعائلة.

وقال وزير الثقافة عاطف أبو سيف، في بيان “الفيلم يمس بشكل واضح قضية هامة من قضايا شعبنا ويضرب روايتنا الوطنية والنضالية، ويسيء بطريقةٍ لا لبس فيها إلى تاريخ ونضالات الحركة الأسيرة الفلسطينية، التي نعلم جميعًا مدى قدسيتها وأهميتها على المستويين الشعبي والرسمي وعلى المستوى القومي”.

وأشار إلى عقد اجتماع قبل أكثر من 3 أسابيع حضرته مكونات الحركة الوطنية والأسيرة من أجل مناقشة خطوات التصدي للتداعيات السلبية لهذا الفيلم، فيما خاطبت الوزارة نظيرتها الأردنية بهذا الخصوص، إضافة إلى التواصل مع الهيئة الملكية للأفلام وتوضيح ما يشكله الفيلم من إساءة ومساس بقضية الأسرى.

كما حذَّر أبو سيف من تداول الفيلم “الذي ستكون له انعكاسات خطيرة على قضية الأسرى، وبخاصة أنها تسيء لِأُسَرِهم بعدَ إنجابهم الأطفالَ من عملية تهريب النطف”.

وطالب أبو سيف وزارة الثقافة في الأردن ومن الجهات الرسمية أن تنظر بخطورة إلى تداعيات نتائج هذا الفيلم المسيء.

مواجهة كل من ساهم في إنتاجه

بدورها قالت مؤسسات الأسرى (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، والهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى)، إنها تتابع عن كثب فيلم “أميرة”.

وأوضحت، في بيان أن الفيلم يدور حول قضية “النطف المحررة” من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بطريقة تتطابق بشكلٍ مباشر مع رواية الاحتلال.

وأشارت إلى أن قضية “النطف المحررة” شكلت على مدار السنوات الماضية أبرز الإنجازات التي تمكّن من خلالها الأسرى كسر جدار السجن، وصناعة الأمل بالإرادة، وأصبحت محط اهتمام عالمي.

وأعربت عن أسفها من “إنتاج الفيلم بهذه الطريقة، وأنه كان من الأجدر أن يسلط الضوء على إبداع وعبقرية الأسير الفلسطيني، وتحدي الجدران، والأسلاك الشائكة لصناعة الحياة، ففي القضية ما يكفي من تفاصيل لصناعة أهم الأفلام الناجحة، بدلًا من اختراع الأكاذيب”.

وبحسب إحصائيات فلسطينية، فإن عدد الأطفال الذين أُنجبوا في غزة والضفة الغربية، عبر “نطف مهربّة” من داخل السجون، بلغ 98 طفلا.

واعتبرت مؤسسات الأسرى الاستمرار في التعاطي مع الفيلم والترويج له “خيانة لنضال الشعب الفلسطيني”، مؤكدة أن رفض الفلسطينيين لقضية تمس نضالهم هو صفعة لكل القائمين على الفيلم، ودعت جماهير الشعب الفلسطيني وكافة المؤسسات بمقاطعة الفيلم، وعدم السماح بعرضه داخل فلسطين.

مسئ ووقح

وطالبت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الأردن بوقف عرض الفيلم وسحبه من ترشيحات جوائز الأوسكار.

واختار الأردن، في 12 نوفمبر/تشرين الثاني فيلم “أميرة” للمخرج محمد دياب، لتمثيلها رسميا في الدورة 94 لجوائز الأوسكار للتنافس عن فئة الأفلام الطويلة الدولية لسنة 2022؛ والتي سيعلن عن جوائزها في مارس/آذار المُقبل.

وطالبت حماس في بيانها بـ”وقف عرض الفيلم المُسيء بشكل فوري، ووقف ترويجه في المحافل المختلفة، والتي يجدر بها أن تعرض عذابات الأسرى وجرائم الاحتلال بحقهم، والتي تنتهك كل القوانين الدولية”.

من جانبها، انتقدت حركة الجهاد الإسلامي بشدة “إنتاج فيلم أميرة”، واصفة إياه بـ”الوقح، كونه يحمل إساءات خطيرة للحركة الأسيرة والشعب الفلسطيني”.

فيلم خيالي

من جانبها قالت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام (حكومية) إن فيلم أميرة خيالي روائي وليس وثائقيا، وإن اختيار أسلوب رواية القصة وسرد الأحداث فيه يعود إلى طاقم العمل.

وأضافت الهيئة “دور الهيئة الملكية للأفلام في الإعلان عن فتح باب التقديم للأفلام الطويلة للترشح لجوائز الأوسكار واستلام الأفلام وتنظيم سير العملية، إضافة إلى تشكيل لجنة مستقلة من خبراء معنيين بقطاع المرئي والمسموع”.

وتابعت “وقع اختيار اللجنة على فيلم أميرة من بين عدد من الأفلام المتقدمة الأخرى”.

 

اسحبوا فيلم أميرة

وأطلق نشطاء حملة على وسم #اسحبوا_فيلم_أميرة اعتراضا على الفيلم الأردني الذي اعتبروه يشوّه صورة “سفراء الحرية” أطفال الأسرى الذين أُنجبوا عبر النطف المهربة من داخل السجون.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية