لبنان.. قاضي تحقيق انفجار المرفأ لم يطلب التنحي.. حزب الله يشيع قتلاه ويؤكد عدم الانجرار للحرب الأهلية (فيديو)

حزب الله اللبناني يقول إنه لن ينجر إلى حرب أهلية، بعد يوم من مقتل 7 من أعضائه في أدمى أعمال عنف تشهدها البلاد منذ أكثر من عشرة أعوام (رويترز)

نفت الرئاسة اللبنانية، اليوم الجمعة، طلب القاضي طارق بيطار المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت التنحي عن النظر في القضية.

وقالت الرئاسة اللبنانية في تغريدة عبر حسابها على تويتر “نفى مكتب الإعلام برئاسة الجمهورية مزاعم اتصال المحقق العدلي القاضي طارق بيطار بالرئيس ميشال عون لإعلامه برغبته في التنحي عن التحقيق في جريمة مرفأ بيروت”.

وأضافت “هذا الخبر مختلق ولا أساس له من الصحة، لا سيما وأنه لم يتم أي تواصل بين الرئيس عون والقاضي بيطار”.

وأمس الخميس، وقعت مواجهات مسلحة في منطقة الطيونة، الواقعة بين منطقة الشياح ذات الأغلبية الشيعية ومنطقة عين الرمانة ذات الأغلبية المسيحية، واستمرت تلك المواجهات نحو 5 ساعات، ما أدى لسقوط 7 قتلى و32 جريحا.

وبدأت الأحداث بإطلاق نار كثيف خلال تظاهرة نظمها مؤيدون لجماعة “حزب الله” وحركة “أمل” (شيعيتان) للتنديد بقرارات المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي بيطار.

واتهمت جماعة “حزب الله” وحركة “أمل” “مجموعات مسلحة” تابعة لحزب “القوات اللبنانية” بزعامة سمير جعجع، بقتل وجرح مؤيدين لهما خلال المظاهرة، وهو ما نفته الأخيرة ووصفت الاتهامات بـ”الباطلة”.

واستنكرت الخارجية الأمريكية، الخميس، الاشتباكات المسلحة التي اندلعت في العاصمة اللبنانية بيروت، وخلفت 6 قتلى و32 جريحا.

وقال متحدث الخارجية نيد برايس في إفادة صحفية إن واشنطن “تعارض محاولات الترهيب التي يتعرض لها القضاء في لبنان” مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية تدعم “استقلال القضاء اللبناني”.

وفي السياق، دعا برايس جميع الأطراف في لبنان إلى “التهدئة ووقف التصعيد لا سيما في بيروت”، فيما اتهم سلوك “حزب الله” بأنه “يزعزع استقرار لبنان”.

حسن نصر الله (يمين) اتهم القاضي بيطار بأن عمله سياسي ليس له صلة بالعدالة والحقيقة

لن ننجر إلى حرب أهلية في لبنان

وفي وقت سابق اليوم الجمعة، قال حزب الله اللبناني إنه لن ينجر إلى حرب أهلية، وذلك بعد يوم من مقتل 7 من أعضائه في أدمى أعمال عنف تشهدها البلاد منذ أكثر من عشرة أعوام.

وكرر هشام صفي الدين العضو البارز في الحزب اتهاماته بأن حزب القوات اللبنانية المسيحي، الذي كان له ميليشيا قوية في الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990، بدأ بإطلاق النار عن عمد.

ولم يصدر تعليق حتى الآن من القوات اللبنانية التي نفت اتهامات مماثلة، أمس الخميس.

وقال صفي الدين للمشيعين في كلمة ألقاها، اليوم، أثناء جنازة ضحايا العنف “لن ننجر إلى حرب أهلية جديدة في لبنان، لكن بالوقت نفسه لن نترك دماء شهدائنا تذهب هدرا”.

واتهم صفي الدين القواتِ اللبنانية بتلقي أوامر من الولايات المتحدة التي تصنف حزب الله على أنه جماعة إرهابية، وبتمويلها من “بعض العرب”.

وبدأ إطلاق النار عندما كان متظاهرون يتجمعون للاحتجاج الذي دعا إليه حزب الله ضد المحقق الرئيسي في انفجار ميناء بيروت، في أحداث عنف أعادت للأذهان أشباح الحرب الأهلية.

وقال صفي الدين “هذا العمل كان يراد منه إشعال البلد وإحداث فتنة”.

وأضاف “لأنهم يعرفون أننا لا نريد فتنة داخلية هم يتجرأون”.

وزاد العنف الذي اندلع في منطقة فاصلة بين أحياء مسيحية وشيعية من المخاوف بشأن استقرار بلد تنتشر فيه الأسلحة ويواجه أحد أشد الانهيارات الاقتصادية في العالم.

وكانت النعوش ملفوفة بأعلام حزب الله الصفراء ويحيط بها رجال يرتدون زيا عسكريا خلال الجنازة في الضاحية الجنوبية في بيروت.

ودُفن ثلاثة من أعضاء حركة أمل الشيعية في جنازات منفصلة.

وفي يوليو/تموز الماضي، ادعى بيطار على 10 مسؤولين وضباط بينهم نائبان من “أمل” هما علي حسن خليل وغازي زعيتر (وزيران سابقان) ورئيس الحكومة السابق حسان دياب.

إلا أن تلك الدعاوى القضائية رفضتها بعض القوى السياسية اللبنانية من بينها جماعة “حزب الله” التي اعتبر زعيمها حسن نصر الله، الإثنين، أن عمل بيطار “فيه استهداف سياسي ولا علاقة له بالعدالة”.

وفي 4 أغسطس/آب 2020، وقع انفجار هائل في المرفأ ما أودى بحياة 218 شخصا وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، فضلا عن أضرار مادية هائلة في أبنية سكنية وتجارية هائلة، جراء تخزين نحو 2750 طنا من مادة “نترات الأمونيوم” مصادرة منذ عام 2014.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات