“الحرب مستمرة”.. وزير الداخلية الفرنسي يغلق مسجدا بتهمة ترويج “التطرف”

استهداف مسجد ألون بإجراءات الإغلاق

أغلقت السلطات الفرنسية مسجدا في بلدة سارت (شمال غربي فرنسا) أمس الإثنين، لمدة ستة أشهر بتهمة “الترويج للتطرف”.

ويواصل وزير الداخلية جيرالد دارمانين حربه على المساجد في فرنسا إذ أمر بإغلاق المسجد،  في 13 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

ويتسع المسجد لحوالي 300 مصلّ ويتضمن مدرسة قرآنية بها 110 أطفال، وتزعم الداخلية الفرنسية وفق قناة (فرانس 3) بأن هؤلاء الأطفال “يلقنون التطرف”.

وذهبت محافظة البلدة إلى القول في بيان إن العناصر التي تم جمعها تشير إلى أن “قادة الجمعيات التي تدير المسجد وجمعية ألونيز وجمعية القلم وكذلك الأئمة المسؤولين، يروجون من خلال خُطبهم للإسلام المتطرف”.

وبرر وزير الداخلية الفرنسي قراره بأن “الخطب التي ألقيت في هذا المسجد، على وجه الخصوص، تدعو للجهاد المسلح وتغرس مشاعر الكراهية تجاه فرنسا”.

واتهم الجمعيتين بـ”إضفاء الشرعية على الهجمات الإرهابية كما في سبتمبر/أيلول 2020 بعد إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية للرسول من قبل صحيفة شارلي إيبدو”، حسب زعم دارمانين.

وأعلن المدعي العام فتح تحقيق، في 13 من أكتوبر/تشرين الأول، في قضية “الاعتذار عن الإرهاب” و”التحريض على ارتكاب أعمال إرهابية”.

ونددت جمعية “ألونيز” -المسؤولة عن المسجد والتي جعلت من الوسطية شعارا لها-  في منتصف أكتوبر/تشرين الأول عبر صفحتها على موقع فيسبوك بـ “الاتهامات الخطيرة”، معربة عن أسفها “للضرر الذي لحق بالمؤمنين الذين يترددون على المسجد وللمجتمع المسلم من الظلم والوصم”.

حرب ضروس

وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان قد أعلن في يناير/كانون الثاني إغلاق 9 قاعات صلاة ومساجد في فرنسا.

وكتب الوزير الفرنسي على تويتر “أغلِقت 9 من بين 18 دار عبادة تمت مراقبتها بشكل خاص بطلب مني” وأضاف “نتخذ إجراءات حازمة ضد النزعة الانفصالية الإسلامية”.

وكان دارمانان قد أعلن في الثاني، من ديسمبر/ كانون الأول 2020 عن “عمل واسع النطاق” وإجراءات مراقبة تستهدف “76 مسجدا”.

وبحسب السلطات، جاء إغلاق هذه المساجد -والتي يوجد أغلبها في باريس- على خلفية أسباب إدارية، منها عدم مطابقتها معايير السلامة.

وفي الإجمال نفذت السلطات، 34 “عملية مراقبة ” في الأسابيع الأخيرة من يناير الماضي في دور عبادة إسلامية.

تشديد القوانين

وكان المجلس الدستوري الفرنسي قد أقر، في أغسطس/آب الماضي، قانون “مبادئ تعزيز احترام قيم الجمهورية” أو ما يعرف باسم “مكافحة الإسلام الانفصالي” المثير للجدل، باستثناء مادتين.

وفي بيان نشره قال المجلس الدستوري -أعلى سلطة قضائية في فرنسا- إن 60 نائبًا و60 عضواً بمجلس الشيوخ رفعوا القانون إليه.

وخلال مناقشة القانون، رفض أعضاء المجلس المادة 16 منه المتعلقة بتعليق أعمال الجمعيات التي يدرج اسمها ضمن إجراءات الإغلاق لأن العملية قد تستغرق 6 أشهر وهذا ينتهك حرية الجمعيات.

كما رفض الأعضاء المادة رقم 26 الخاصة بإجراءات منح تصريح الإقامة أو سحبها من الأجنبي الذي يعلن رفضه لمبادئ الجمهورية.

وكانت أحزاب سياسية يمينية أعلنت اعتزامها نقل القانون إلى المجلس الدستوري، بزعم أنه “لا يكافح الإسلاميين بقدر كاف” فيما أكدت أحزاب يسارية أنها ستقوم بالخطوة ذاتها لكن بسبب “انتهاك القانون للدستور”.

وفي 23 من يوليو/تموز الماضي، تبنت الجمعية الوطنية في فرنسا (البرلمان) بشكل نهائي مشروع قانون “مبادئ تعزيز احترام قيم الجمهورية”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وسائل إعلام فرنسية