سفير السودان لدى أمريكا: لن أتعامل مع البرهان ورئيسي هو حمدوك (فيديو)

قال السفير السوداني لدى الولايات المتحدة الأمريكية نور الدين ساتي إن حوالي 12 سفيرا ودبلوماسيا سودانيا رفضوا الانقلاب العسكري الذي قام به قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان ضد الدستور السوداني التي تم الاتفاق بشأنه وضد حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.

وأضاف ساتي في مقابلة مع المسائية على الجزيرة مباشر أن 40 شخصية سياسية سودانية أعلنت رفضها لإجراءات البرهان، وأنها “متمسكة بالشرعية الشعبية”، على حد قوله.

وتابع “نحن كدبلوماسيين مع الشرعية الشعبية. ومن هذا الموقع نؤدي دورنا السياسي خدمة للشعب السوداني”.

وردًا على الاتهامات التي صدرت من المجلس العسكري وطالبته بالانضباط لقرارات المجلس أو  تقديم استقالته، قال ساتي “أنا موظف مدني لكن هناك حالات استثنائية في تاريخ الشعوب يجب فيها احترام ارادة الشعب”، مضيفًا أنه يتابع ما يحدث على مستوى الشارع السوداني وأنه “يستشير “مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الذي عينه في منصبه كسفير للسودان في الولايات المتحدة الأمريكية”.

وكشف ساتي عن وجود اتصالات غير مباشرة بينه وبين رئيس الوزراء المعتقل عبد الله حمدوك، مضيفًا “أنه معتقل في منزله تحت حراسة مشددة. كما سمح له باستقبال مسؤولين معينين والقيام باتصالات محددة”.

وشدد المسؤول السوداني على أنه “لن يتعامل مع الانقلابيين طالما أنهم انشقوا على النظام الدستوري.. أنا مع الشعب السوداني والوثيقة الدستورية ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك”.

وأضاف “لأن البرهان هو من انقلب على الوثيقة الدستورية وما تم الاتفاق بشأنه سابقا مع القوى السياسية السودانية، فلن أتعامل معه”.

وتابع ساتي “الانقلاب ليس هو الحل لتغيير المسار في السودان والحوار هو السبيل الوحيد لتحقيق هذا الهدف”.

وكشف المسؤول السوداني أن الولايات المتحدة الأمريكية شجبت “الانقلاب العسكري” الذي قام به قائد الجيش بعدما وصفت البرهان بأنه “قطع الطريق أمام المسار الديمقراطي”. وقال ساتي إن “ما قام به الجيش يعتبر جريمة دستورية من منظور فقهاء الدساتير”.

واستطرد “الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على الضغط على الانقلابيين. وهناك إجماع دولي وضغوطات متواصلة إلى حين عودة البرهان عن قراراه”، مضيفًا أن هناك خلافات دائمة بين الدول الدائمة العضوية في مجلس لأمن بخصوص مستقبل السودان.

واستبعد ساتي أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية على علم مسبق بخطوات البرهان أو أنه أبلغ الموفد الأمريكي جيفري فيلتمان ببعض تفاصيله، على حد قوله.

وقال “لا أعتقد ذلك، أنا كنت على اتصال مع المندوب الأمريكي في مجلس الأمن. وأمريكا كانت ترى في التحول الديمقراطي في السودان محاولة تصحيحية جيدة والأمل الوحيد لتحقيق شكل جديد من أشكال الانتقال الديمقراطي في المنطقة”.

وخلص المسؤول السوداني إلى أن الخروج من الأزمة السودانية اليوم “يقتضي عودة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بكامل سلطاته لينظر من جديد في وضع البلد من خلال إطلاق سراح الوزراء المعتقلين وإجراء تعديلات على نظام الحكم وتوسيع القاعدة أمام أطراف وجهات جديدة لها رغبة حقيقية في العمل على  إنجاح تجربة الانتقال الديمقراطي في السودان”.

يشار إلى أنه بعد ساعات من هذا اللقاء مع المسؤول السوداني على شاشة الجزيرة مباشر، أصدر البرهان قرارًا بإعفاء السفير السوداني لدى الولايات المتحدة من منصبه بالإضافة إلى إقالة 5 سفراء آخرين.

من جهته، اعتبر التوم هجو، العضو السابق بمجلس شركاء الفترة الانتقالية أن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك هو من أدى القسم الدستورية أمام رئيس مجلس السيادة سابقا الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وأن قيادة الجيش السوداني انقذت البلد من الانهيار الاقتصادي والأمني، على حد وصفه.

وقال هجو في مقابلة مع المسائية إن “الشعب هو الذي طلب من البرهان التدخل لانقاذ البلد بعد أكثر من سنتين من الفراغ السياسي والتراجع الاقتصادي”.

واستطرد عضو المجلس شركاء الفترة الانتقالية أن “الجيش انحاز للحزب ضد عصابة الأحزاب الأربعة.. قيادة الجيش بصدد تصحيح مسار الثورة من أيدي المختطفين”.

المصدر : الجزيرة مباشر