تحالف اللقاحات العالمي: متحوّر “أوميكرون” مؤشر لعدم المساواة في توزيع لقاح كورونا

مخاوف دولية من متحور ميكرون
مخاوف دولية من متحور ميكرون (غيتي)

قال التحالف العالمي للقاحات (جافي)، السبت، إن ظهور السلالة الجديدة من فيروس كورونا (أوميكرون) يعد مؤشرًا على نقص اللقاحات في أنحاء كثيرة من العالم.

وفي جنيف، قال سيث بيركلي رئيس (جافي) إنه طالما بقيت أجزاء كبيرة من سكان العالم غير ملقحة، يمكن للفيروس أن يتحور ويطيل مدة بقاء الجائحة.

وأضاف “لن نتمكن من منع ظهور السلالات إلا إذا قمنا بحماية الجميع في العالم، لا الأثرياء فحسب”.

وتم اكتشاف (أوميكرون) للمرة الأولى، خلال الشهر الجاري، بجنوب أفريقيا حيث يقل معدل البالغين الذين تم تلقيحهم بالكامل عن 36%.

وفي الاتحاد الأوربي -على سبيل المقارنة- تم تطعيم 77% من البالغين بالكامل ضد فيروس كورونا.

ويسعى تحالف جافي -وهو شراكة بين المانحين من القطاعين العام والخاص- إلى حماية الأشخاص في البلدان الفقيرة من الأمراض التي يمكن الوقاية منها، كما يقود مبادرة كوفاكس الدولية لتوزيع اللقاحات المضادة لكوفيد-19 على الدول الفقيرة.

وكانت مبادرة كوفاكس تأمل في تقديم ملياري جرعة هذا العام، لكنها لم تحقق سوى ربع هدفها حتى الآن.

وصنفت منظمة الصحة العالمية (أوميكرون) باعتبارها “سلالة مثيرة للقلق”.

وأعرب المركز الأوربي لمكافحة الأمراض عن مخاوف جدية من أن سلالة (أوميكرون) يمكن أن تقلل بشكل كبير من فعالية اللقاحات المتاحة وتزيد من خطر الإصابة مرة أخرى.

وفي السياق، قال أنتوني فاوتشي -مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية بالولايات المتحدة وكبير المستشارين الطبيين للرئيس الأمريكي جو بايدن- إن المتحور الجديد من فيروس كورونا “أوميكرون” ربما يكون موجودًا بالفعل في الولايات المتحدة، حسبما أفادت وكالة بلومبرغ للأنباء.

وأضاف فاوتشي في مقابلة، السبت، مع برنامج (ويك إند توداي) الذي تبثه شبكة (إن. بي. سي. نيوز) الإخبارية الأمريكية “لن أتفاجأ إذا كان الأمر كذلك”، مضيفا أنه لم تُكتشف أي حالة إصابة بالمتحور الجديد حتى الآن.

وتابع كبير المستشارين الطبيين للرئيس الأمريكي “إن هذا المتحور سيظهر في النهاية تقريبا في كل مكان، وذلك بالنظر إلى درجة قابليته للانتقال”.

واستطرد فاوتشي “قيود السفر التي فرضها الرئيس بايدن على جنوب أفريقيا وسبع دول أخرى من جنوب القارة الأفريقية هي وسيلة لكسب الوقت للولايات المتحدة من أجل التصدي لهذا المتحور”.

وبسؤاله ما إذا كان متحور (أوميكرون) يسبب مرضًا أكثر خطورة من متحور دلتا، قال فاوتشي إنه في حين أنه من “المتصور” أن المتحور الجديد قد يقلل من فعالية اللقاح ضد مرض (كوفيد-19)، فإن حملة التطعيم الحالية قد تكون قادرة على احتوائه.

وأضاف “يبدو أن المتحور انتشر بسرعة في جنوب أفريقيا”، موضحا “أن قدرته على إصابة الأشخاص الذين تعافوا من العدوى وحتى الأشخاص الذين تم تطعيمهم تجعلنا نقول إن هذا شيء يجب أن ننتبه له جيدًا وأن نكون مستعدين لشيء خطير”.

وهناك مخاوف من احتمال إصابة المسافرين بسلالة “بي529.1.1.”، الجديدة، التي تصنفها منظمة الصحة العالمية على أنها متحور مثير للقلق، وتطلق عليها اسم (أوميكرون).

وأعرب المركز الأوربي للسيطرة على الأمراض عن مخاوفه البالغة من احتمال أن تقلص سلالة (أوميكرون) بشكل كبير من فعالية اللقاحات المتاحة، وتزيد مخاطر الإصابة مرة أخرى.

وفي برلين، وصف ينس شبان -وزير الصحة الألماني لتسيير الأعمال- الوضع الحالي لكورونا في بلاده بأنه “وضع صعب للغاية”.

وقال شبان، السبت، خلال حوار افتراضي مع المواطنين إنه على المرء أن يتخيل ما يعنيه أن تنقل القوات الجوية المرضى من عيادة إلى أخرى، ومن المأمول أن يصدر للكثير من المواطنين “نوبة إيقاظ” للحصول على التطعيمات.

وكان سلاح الجو الألماني شارك، أمس الجمعة، في نقل مرضى العناية المركزة لكورونا داخل ألمانيا للمرة الأولى منذ ظهور الوباء في الصين، نهاية ديسمبر/كانون الأول 2019.

وتحدث شبان عن حالة الوباء التي صارت أكثر صعوبة من أي وقت مضى.

ومع ذلك فهناك -بحسب شبان- ديناميكية جديدة في إعطاء التطعيمات، مشيرا إلى أنه تم إعطاء 450 ألف لقاح أول جرعة في الأسبوع الماضي رغم أن هذا لا يكفي إلى حد بعيد كما أوضح.

وقال لوثار فيلر رئيس معهد روبرت كوخ للأمراض في ألمانيا إنه من أجل كسر الموجة الرابعة فمن الضروري تقليل الاتصال بين الأفراد.

وأضاف أن الفعاليات الكبرى لا يصح أن تقام، ويجب سد فجوة التطعيمات بسرعة، وأشار إلى أن نسبة من لم يتم تطعيمهم هي ببساطة ما زالت نسبة عالية للغاية.

وأكد فيلر أيضا على أهمية التطعيم المعزز بقوله “نحن نعرف بالضبط ما يجب القيام به، دعونا نفعل ذلك”.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل + وكالات