في ظل التحديات الأمنية والسياسية.. هل تؤجل الانتخابات الرئاسية في ليبيا؟

قال خبراء إن تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا هو الخيار الأفضل حتى يتم التوافق حول الطريقة التي تجرى بها من أجل ضمان استقرار ليبيا.

وقال السنوسي بيسكري المحلل السياسي الليبي للجزيرة مباشر إن رئيس البرلمان عقيلة صالح حاول تكييف قانون انتخاب يضمن له وللواء المتقاعد خليفة حفتر أن يكونا مرشحين متقدمين لا منافس لهما.

وأضاف “تغيرت الصورة ودخل سيف الإسلام القذافي على الخط، وكذلك عبد الحميد الدبيبة الذي له شعبية واسعة تنافس صالح وحفتر، وهم بهذا الشكل قلقون”.

نتائج سلبية

وتابع “العملية الانتخابية خرجت عن السيطرة وبقي نحو 17 يوما أو 16 يوما على موعد الاقتراع والحملات الانتخابية للمرشحين لم تبدأ بعد، بل إن القائمة النهائية لمرشحي الرئاسة لم تحدد، ويرى قانونيون كبار أنها محل شك كبير من الناحية الإجرائية ومن الناحية القانونية”.

وقال بيسكري “هناك تحديات كبرى وقلق من الناحية الأمنية حيث لا يمكن أن تجرى الانتخابات بشكل يحقق الشفافية والنزاهة والحرية فيها، وهذا ما جعل مراكز بحثية ومراقبين أجانب ومحللين يعتقدون أن إجراء الانتخابات بهذا الشكل لن تتحقق فيها الشروط التي تحقق الاستقرار وبالتالي النتائج ستكون سلبية”.

الدور الأمريكي

وبشأن ما إذا كانت الأجواء في صالح تأجيل الانتخابات قال الباحث القانوني أسعد الشرتاع المتحدث السابق باسم مجلس النواب الليبي “يبدو أن الأمور تتجه إلى تأجيل الانتخابات بعد أن اختلطت الأوراق بشكل لم يكن يناسب من كان وراء هذه القوانين، لأن هناك مواد فصلت لاستبعاد مرشحين بعينهم وفيما يبدو أن الواقع لم يكن كما تمنوا وبالتالي ربما هم ينشدون الانتظار قليلا”.

وأضاف “أعتقد أن الأمور تتجه إلى تأجيل الانتخابات مع استثناء بسيط هو الدور الأمريكي في الملف الليبي، فإذا رغبت أمريكا أن تجرى الانتخابات أعتقد انها ستجري لأن البعد الدولي حاضر في الأزمة الليبية”.

الخيار الأفضل

وردا على سؤال عن نية واشنطن في الضغط على كافة الأطراف لإجراء الانتخابات في موعدها، قال ديفيد بولوك المستشار السابق للخارجية الأمريكية للشرق الأوسط وكبير الباحثين في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى “هناك الكثير من الاختلاف وعدم التفاهم حول الطريقة التي ينبغي أن تقام بها هذه الانتخابات، ومن يمكنهم أن يكونوا مرشحين وكيف يمكن ضمان حد أدنى من الانتهاكات أو التزوير”.

وأضاف “كل ذلك يحتاج وقتا وتفاهما قدر الإمكان، وأعتقد أن النتائج الأفضل يمكن تحقيقها من خلال الحصول على أكبر قدر من التوافق قبل الانتقال إلى المرحلة التالية، وليس لدينا إلا أسبوعان فقط حتى التاريخ المقرر بما سيكون صعبا جدا تحقيقه، لذلك أرى أن التأجيل لبعض الوقت هو الخيار الأفضل حتى يتم التأكد من أن الجميع متفق حول الطريقة التي تقام بها هذه الانتخابات”.

وبشأن تعيين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأمريكية ستيفاني ويليامز مستشارةً خاصةً له بشأن ليبيا قال بولوك “ستيفاني تتميز بخبرة كبيرة وتحظى بالثقة الكاملة من الحكومة الأمريكية والأمم المتحدة أيضا وهي خبيرة في المسائل الليبية والشرق الاوسط بشكل عام وهي تضيف إلى هذه المهمة العديد من الإيجابيات”.

كان الناطق باسم مجلس النواب الليبي عبد الله بليحق قال إن المجلس شكَّل لجنة للتواصل مع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات للوقوف على الصعوبات والعراقيل التي تواجه العملية الانتخابية، على أن تُقدِّم اللجنة تقريرها إلى المجلس قبل الجلسة المُقبلة.

وعقد مجلس النواب في مدينة طبرق جلسة رسمية ناقش خلالها تطورات العملية الانتخابية والعراقيل التي تواجهها.

من جانبها أعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات إغلاق باب الترشح لانتخابات مجلس النواب.

وقال سامي الشريف مدير مكتب الإعلام بالمفوضية إنه يتوقع أن يتجاوز العدد 5 آلاف مرشح.

وأوضح الشريف أن “إتمام كافة الإجراءات سيستغرق 3 أيام أخرى، لتعلن بعدها القوائم الأولية للمرشحين”.

يأتي هذا وسط حالة من ترقب الأوساط الليبية لصدور القائمة النهائية لمرشحي الانتخابات الرئاسية، حيث من المقرر إعلان تلك القائمة خلال الساعات المقبلة بعد إغلاق باب استئناف الطعون القضائية.

في المقابل تعارض أطراف ليبية إجراء انتخابات الرئاسة في غياب الدستور وفي ظل القوانين التي أقرها مجلس النواب.

المصدر : الجزيرة مباشر