ناشطة حقوقية: إخفاء زوجين وطفلهما قسريا لما يقرب من عامين سلوك متكرر من النظام المصري (فيديو)

قالت الناشطة الحقوقية المصرية أسماء الصيرفي، إن جريمة إخفاء زوجين وطفلهما لما يقرب من عامين في مصر ليست الأولى من نوعها من جانب النظام المصري.

وأضافت للجزيرة مباشر إنه تم اختطاف أسر كاملة لعدة شهور، واصفة ذلك بالتصرف غير الإنساني أو الآدمي، خاصة في حالات الاختفاء القسري لسنوات طويلة.

وتابعت “لابد من تصعيد قوي لحالات الإخفاء القسري في مصر خاصة ما يعانيه الأطفال في هذه الظروف، وما دأبت عليه السلطات المصرية من اعتقالات لكثيرين من القصر تحت السن القانونية”.

وتأتي تصريحات الناشطة الحقوقية تعقيبا على بيان منظمة العفو الدولية التي طالبت السلطات المصرية بإجراء تحقيقات فورية وفعالة ومستقلة في الاختفاء القسري لما يقرب من عامين لأم شابة وطفلها، فضلاً عن الاختفاء القسري المستمر لزوجها والد الطفل.

وحثت المنظمة في بيان على الإفراج فورا عن الأم من الحبس الاحتياطي التعسفي، وضمان حق الأسرة في الحصول على تعويض يتناسب مع جسامة الأذى والانتهاكات التي لحقت بها.

مستوى جديد من الوحشية

وقال فيليب لوثر مدير البحوث بالمنظمة “لدى السلطات المصرية سجل طويل قاتم من الإخفاء القسري والتعذيب لأشخاص تعتبرهم معارضين للحكومة أو منتقدين لها، لكن القبض على أم شابة مع طفلها البالغ من العمر عاما واحدا وحبسهما في غرفة لمدة 23 شهرا خارج حماية القانون ودون اتصال بالعالم الخارجي، يُظهر أن حملة السلطة المصرية المستمرة للقضاء على المعارضة وزرع الخوف في النفوس قد وصلت إلى مستو جديد من الوحشية”.

إخفاء قسري لمدة عامين

وذكر البيان أنه في مارس/آذار 2019 ألقى ضباط جهاز الأمن الوطني القبض على الأستاذة الجامعية منار عادل أبو النجا (27 عاما) وزوجها عمر عبد الحميد أبو النجا (27 عاما) وطفلهما البراء البالغ من العمر عاما واحدا من منزلهم في الإسكندرية، وأمضى ذووهم ومحاموهم العامين الماضيين يحاولون عبثا تحديد مكانهم.

وعلى الرغم من حكم المحكمة الإدارية في يوليو/تموز 2019 الذي يأمر وزارة الداخلية بالكشف عن مكان وجودهم إلا أن الوزارة نفت مرارا وجودهم لديها في الحجز.

وبحسب البيان فقد مثلت منار في 20 فبراير/شباط 2021 أمام نيابة أمن الدولة العليا وتم استجوابها حول الانضمام لجماعة إرهابية وتمويلها، وقد نفت الأمرين.

وأضاف “تماشيا مع ممارسات جهاز الأمن الوطني في حالات الاختفاء القسري الأخرى التي وثقتها المنظمة، زورت قوات الأمن تاريخ اعتقالها، وضغطت عليها لتقول إنها اعتقلت قبل يومين من مثولها أمام النيابة، وأمرت النيابة باحتجازها لمدة 15 يوما على ذمة تحقيقات إضافية، ونقلت منار إلى سجن القناطر للنساء، ولم يسمح لها بالاتصال بعائلتها حتى الآن”.

وتم تسليم ابنها البراء وعمره الآن ما يقرب من 3 سنوات إلى أقاربها الذين لم يرهم منذ ما يقرب من عامين، ويعاني الطفل من قلق نفسي شديد وقلق انفصالي، وهو في حاجة ماسة إلى إعادة التأهيل النفسي والبدني.

ويبدو أن الطفل لم يستحم لفترة طويلة وقال مرارا وتكرارا “عاوز ارجع الأوضه تاني” في إشارة إلى الغرفة التي كان محتجزا فيها.

وفي صفحته على فيسبوك، وصف عم الطفل الأثر المدمر لاختفائه القسري على صحته النفسية: “طفل مش عارف أهله وخايف منهم… الناس اللي اتعود يشوفهم ناس ميري لابسين بشكل معين ولهم تصرفات معينة”.

 

المصدر : الجزيرة مباشر