تقارير: بهذه الإجراءات.. حزب الله يدعم حاضنته الشعبية تحسبا لانهيار لبنان

يواجه حزب الله اتهامات بالتصرف على أنه دولة داخل الدولة ويعمل على إضعاف الدولة اللبنانية (ر ويترز)

اتخذ حزب الله اللبناني عدة إجراءات لدعم حاضنته الشعبية استعدادا لأي انهيار إضافي في اقتصاد البلاد.

وقالت 3 مصادر مطلعة لوكالة رويترز إن الحزب يستعد لاحتمال انهيار تام للبلد المتعثر عبر إصدار بطاقات حصص غذائية، واستيراد أدوية وتجهيز صهاريج لتخزين الوقود داخل وخارج لبنان، وذلك في وقت تعيش فيه البلاد أزمة اقتصادية ومالية خانقة جعلت نصف السكان ينحدرون نحو الفقر.

وذكرت وسائل إعلام محلية لبنانية أن حزب الله افتتح متاجر عدة في مناطق نفوذه، تبيع المواد الغذائية بأسعار مخفضة بناء على بطاقة تموينية صادرة عن إحدى مؤسساته.

ويعاني لبنان منذ أكثر من عام من أزمة اقتصادية طاحنة هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، أدت إلى انهيار مالي غير مسبوق واحتجاز أموال المودعين لدى المصارف وزيادة معدلات الفقر والبطالة.

وأوضحت مصادر مقربة من حزب الله، طلبت عدم نشر أسمائها، أن خطة الحزب، والتي تتحسب للسيناريو الأسوأ، تسارعت مع اقتراب رفع الدعم الحكومي لبعض السلع في الأشهر المقبلة، ما يثير أشباح الجوع والاضطرابات.

وقالت المصادر نفسها إن بطاقة حزب الله التموينية الجديدة تساعد بالفعل مئات الأشخاص على شراء السلع الأساسية بالليرة اللبنانية، وهي عبارة عن مواد إيرانية ولبنانية وسورية بسعر أرخص مقارنة بأسعار السوق، وبخصم يصل إلى 40% بدعم من الحزب.

ولم تتطرق المصادر إلى تفاصيل الميزانية أو المستفيدين من هذه الخطة.

هدف الخطة

من ناحية أخرى، قال مصدر لوكالة الأناضول إن ما يشهده لبنان من تدهور اقتصادي هدفه الضغط على حزب الله من خلال التأثير المعيشي على البيئة (الحاضنة) الشعبية للحزب وكذلك على بيئة الفرقاء الآخرين سواء كانوا من حلفائه أم من خصومه، لكن الحزب سيحاول منع حصول ذلك.

وقال المصدر إنه ليس لدى حزب الله مصلحة في انهيار الدولة، لكنه حاليا ماض في إجراءاته لحماية حاضنته الشعبية، وكذلك المجتمعات الأخرى حتى وإن كانت تنتمي إلى طوائف أخرى (غير شيعية)، إلى حين التوصل لتفاهمات إقليمية ودولية.

وجراء خلافات بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يعجز لبنان عن تشكيل حكومة تخلف حكومة تصريف الأعمال التي استقالت في 10 أغسطس/ آب الماضي بعد 6 أيام من انفجار مرفأ العاصمة بيروت.

ويستحوذ حزب الله على 13 مقعدا في البرلمان اللبناني (من أصل 128 مقعدا) من خلال كتلة الوفاء للمقاومة لكنه مع حلفائه يحظون بأكثر من نصف أعضاء المجلس، إذ يعد الحليف الأبرز لحزب التيار الوطني الحر رئيس البلاد ميشال عون، كما أنه يمتلك ترسانة من الأسلحة والصواريخ.

ويواجه حزب الله المدعوم من إيران اتهامات بالتصرف على أنه دولة داخل الدولة ويعمل على إضعاف الدولة اللبنانية.

والأربعاء الماضي وجه مصرف لبنان المركزي تحذيرا إلى وزير المالية غازي وزني، من مواجهة البلاد وضعا خطرا وتبعات اقتصادية واجتماعية في حال عدم وضع خطة سريعة لدعم السلع، ووضع حد للهدر في احتياطيات النقد الأجنبي.

ومع تصاعد الأزمة الاقتصادية اللبنانية في الفترة الأخيرة، تداول نشطاء على مواقع التواصل صوراً تظهر قيام بعض الأحزاب بتقديم مساعدات في مناطق نفوذها من بينها الحزب الاشتراكي وتيار المستقبل والقوات اللبنانية.

وقالت ليلى حاطوم مستشارة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب إن رئيس الحكومة يعمل حاليا والوزراء المعنيون على سيناريو دعم موحد إلى جانب وضع بطاقة تموينية، إلا أن ذلك يتطلب موافقة مجلس النواب.

وأوضحت أن الحكومة لم تتوقف عن المساعدة فهي تقوم بتوزيع مبلغ 400 ألف ليرة لبنانية شهريا (نحو 260 دولار) على 240 ألف عائلة من الأشد فقرا في أنحاء لبنان منذ 7 أشهر، وهي تقوم بذلك عن طريق الجيش اللبناني.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر