لبنان.. أب يبحث 6 أيام عن دواء لابنته وأسرة تفتش عن الطعام بين القمامة (فيديو)

لبنان أزمة
لبناني يشعل إطار سيارة ليقطع الطريق إحتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية (رويترز)

تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو للأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب اللبناني نتيجة للأزمة السياسية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد.

ظهر أب لبناني، في مقطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي، الأحد، وهو يطلق صرخات وصفها نشطاء بأنها “تبكي الحجر” بعدما عجز عن تأمين الدواء لابنته الصغيرة في بلد يئن تحت أزمة اقتصادية خانقة، طالت قطاعات عدة، ومنها قطاع الدواء.

وقال الأب، بعدما أوقف سيارته وسط أحد شوارع مدينة طرابلس شمالي لبنان، إن ابنته تعاني منذ 6 أيام من حرارة مرتفعة بلغت الأربعين، فيما يحاول عبثا العثور على دواء لها، رغم امتلاكه المال اللازم.

ومطلع يونيو/حزيران الماضي، أعلن مسؤولون بقطاع الصحة أن 70% من الأدوية والمستلزمات الطبية مفقودة في البلاد، جراء أزمة شح النقد الأجنبي التي تعاني منها.

وكشف الأب في مقطع الفيديو أن الوضع الصحي لابنته تدهور بشكل كبير جراء عدم العثور على دواء كما أنها فقدت 3 كيلوغرامات من وزنها.

وأكد أنه يملك ثمن الدواء الذي يبلغ 10 آلاف ليرة (6.5 دولارات)، لكنه لا يستطيع العثور على علبة الدواء.

وصرخ بقلب موجوع بين حشود من الناس تنظر إليه قائلا: “ما ذنب هؤلاء الناس الذين يبحثون عن الدواء، فلا يجدونه”.

وأضاف “من واجب الدولة أن تؤمن الأدوية”.

فيديو الأب لاقى تضامنا كبيرا من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

إذ عبر الناشط في المجتمع المدني طارق أبو زينب عن تضامنه مع الأب المكلوم، مشاركا الفيديو الخاص به.

كما عبرت الناشطة السياسية اللبنانية سارة عساف، عبر “تويتر”، عن تضامنها مع محنة الأب.

كشفت عساف في وقت لاحق أن الدواء قد تأمن للطفلة الصغيرة، من دون أن تذكر الطريقة أو الجهة التي أمنت الدواء.

البحث عن الطعام

كما تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لأسرة في مدينة طرابلس وهي تبحث عن طعام في حاوية قمامة.

وانتقدت السيدة التي صورت المقطع السياسيين اللبنانيين، وقالت إنهم يتحملون مسؤولية تدهور الأوضاع في البلاد.

وعبر لبنانيون عن حزنهم لما وصلت إليه الحال في بلادهم وحملوا السياسيين المسؤولية عن ذلك.

وأعلنت الرئاسة اللبنانية إثر اجتماع حكومي في القصر الرئاسي، الخميس الماضي، أنه “تم التوافق على الاستمرار في سياسة دعم الدواء والمستلزمات الطبية”.

فيما اعتبر حكومة تصريف الأعمال حسان دياب خلال الاجتماع ذاته أن “أخطر قضية أمامنا اليوم هي تأمين الدواء للناس”، محذرا من أن “المطلوب هو التعامل مع هذا الملف بأعلى درجة من المسؤولية لأن النتائج ستكون كارثية”.

يشار إلى أن أزمة الدواء تفاقمت بسبب عدم فتح المصرف المركزي الاعتمادات اللازمة لها إضافة إلى تفاقم عمليات التهريب والاحتكار عن طريق تخزين الأدوية، وفق مسؤولين لبنانيين.

وفي وقت سابق الأحد، حذرت نقابة مستوردي الأدوية اللبنانية من نفاذ مخزون مئات الأدوية؛ لتوقف استيرادها منذ أكثر من شهر، جراء عدم توفر النقد الأجنبي.

وعادة، يؤمن مصرف لبنان الأموال اللازمة لدعم استيراد الأدوية من الخارج إلا أن انخفاض احتياطي العملات الأجنبية لديه تسبب بنقص النقد الأجنبي المخصص للاستيراد.

ويدعم مصرف لبنان استيراد الأدوية تجنبا لعدم ارتفاع أسعارها، من خلال تغطية الفارق بين سعر الصرف الرسمي للدولار البالغ 1515 ليرة، وسعره في السوق الموازية الذي يبلغ نحو 17 ألف و500 ليرة.

ومنذ عام ونصف العام، يشهد لبنان أزمة اقتصادية حادة أدت إلى تدهور مالي وفقدان القدرة الشرائية لمعظم المواطنين، فضلا عن ارتفاع معدلات الفقر بشكل غير مسبوق.

 

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات