بأول جلسة لحكومة لبنان الجديدة.. ميقاتي: لا نملك عصا سحرية والوضع يتطلب إجراءات استثنائية

الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في القصر الجمهوري في بعبدا (رويترز)

أكد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي اليوم الإثنين أن الوضع الاقتصادي صعب للغاية ويتطلب اتخاذ إجراءات استثنائية وأن حكومته لا تملك عصا سحرية وينتظرها الكثير من العمل.

جاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للحكومة الجديدة في قصر الرئاسة شرقي العاصمة بيروت، بحضور الرئيس ميشال عون وفق بيان للرئاسة اللبنانية.

وصرح ميقاتي “صحيح أننا لا نملك عصا سحرية، فالوضع صعب للغاية ولكن بالإرادة الصلبة والتصميم والعزم والتخطيط نستطيع جميعًا كفريق عمل واحد أن نحقق لشعبنا الصابر والمتألم بعضا مما يأمله ويتمناه”.

وقال إن “الكثير من العمل والتعب ينتظرنا، علينا جميعًا أن نضحي، البلد يتطلب إجراءات استثنائية”، دون أن يوضحها.

وأكد ميقاتي أن حكومته “ستعمل من أجل كل لبنان ومن أجل جميع اللبنانيين ولن تميز بين من هو موالٍ أو معارض”.

وشدد على أن الحكومة “ستنكب على معالجة موضوع المحروقات والدواء بما يوقف إذلال الناس”، مناشدًا الوزراء خفض الظهور الإعلامي “لأن الناس تتطلع إلى الأفعال ولم تعد تهمها الوعود”.

ثلثي السكان فقراء

وقالت المفوضية الدولية  لحقوق الإنسان اليوم إن الأزمة في لبنان لها آثار واسعة النطاق على حقوق الإنسان وإن 78% من السكان يعيشون في حالة فقر.

وتفاقم الفقر في لبنان إلى حد هائل في غضون عام واحد فقط ليطال 74% تقريبا من مجموع السكان، وفق دراسة أصدرتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) أوائل الشهر الجاري.

صعوبات كبيرة

ودعا الرئيس ميشال عون الحكومة الجديدة إلى العمل كفريق واحد متجانس متعاون لتنفيذ برنامج إنقاذي وتركيز الجهد لتحقيق المصلحة الوطنية العليا ومصالح المواطنين.

وقال عون في كلمته خلال جلسة الحكومة وفق بيان الرئاسة، إن صعوبات كبيرة ستواجهنا وسنعمل على تذليل واستنباط الحلول الممكنة.

وتمنى عون أن يتضمن البيان الوزاري استكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي ووضع خطة لإعادة هيكلة القطاع المصرفي والعمل على عودة النازحين السوريين، واستكمال وتنفيذ خطة الكهرباء.

كما طالب عون باعتماد خطة التعافي التي أقرتها الحكومة السابقة وما ورد من إصلاحات في المبادرة الفرنسية (أطلقت في أغسطس/آب 2020) وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها واستكمال التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت والإسراع في خطة مكافحة الفساد.

لبنانيون يصطفون خارج محطة وقود لملء سياراتهم (الأناضول)

أزمة حادة

والجمعة، تشكلت الحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي عقب 13 شهرًا من التعثر عقب استقالة حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب في 10 أغسطس/آب 2020 بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ بيروت

وفشلت محاولتان سابقتان لتشكيلها على وقع خلافات حادة بين القرقاء  السياسيين برغم ضغوط مارسها المجتمع الدولي الذي اشترط تشكيل حكومة تقوم بإصلاحات ضرورية مقابل حصول لبنان على دعم مادي.

ويأمل اللبنانيون أن تضع الحكومة الجديدة حداً للأزمة الاقتصادية الحادة التي تضرب البلاد منذ أواخر 2019، والتي أدت الى انهيار مالي وارتفاع قياسي بمعدلات الفقر، فضلاً عن شح في الوقود والأدوية وسلع أساسية أخرى.

وشرعت السلطات منذ أشهر في رفع الدعم تدريجيًا عن سلع رئيسية أبرزها الطحين والوقود والأدوية. لكن ذلك لم يخفف من الأزمات، فلا تزال أدوية كثيرة مقطوعة، ولا يزال السكان ينتظرون في طوابير لساعات طويلة لتعبئة سياراتهم بالبنزين.

وأعلنت نقابة اصحاب المحطات أمس الأحد أن أكثر من 90% من المحطات أقفلت أبوابها “بسبب عدم تسلمها المحروقات من الشركات المستوردة بسبب نفاد الكمية وعدم فتح” مصرف لبنان اعتمادات مصرفية جديدة للدفع للشركات المستوردة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات