أصغر أسرى جلبوع الستة عمرا.. مناضل نفيعات “المزارع البطل” الذي لم يجتمع بإخوته منذ 16 سنة (فيديو)

وجه والد أسير جلبوع المعاد اعتقاله مناضل نفيعات رسالة عبر الجزيرة مباشر للسلطة الفلسطينية في حين تحدثت والدته عن ابنها المزارع البطل بينما كشف شقيقه معلومات جديدة بشأنه.

وفي مداخلة مع برنامج المسائية، قال نضال شقيق الأسير نفيعات “عرفنا عن إعادة اعتقال مناضل عبر وسائل الإعلام، توجهنا للمنزل الذي اختبأ فيه وزميله أيهم كممجي بعدما انسحب جيش الاحتلال وأكدوا لنا الخبر، لم تكن هناك أية وسيلة تواصل أو اتصال بيننا وبين شقيقي منذ تحررهم من سجن جلبوع”.

وعن عملية الفرار من جلبوع التي حملت اسم “نفق الحرية”، قال نضال “ما فعله مناضل وزملاؤه مفخرة وشرف لكل عربي وفلسطيني وكل مناصر ومنتم للقضية الفلسطينية”، آملًا أن يُفرج عن شقيقه وزملائه قريبًا في صفقة تبادل أسرى وأن يعودوا جميعًا لعائلاتهم دون ملاحقة أو مطاردة.

وبشأن ما أثير عن اشتراك مناضل في عملية الفرار رغم قرب انتهاء مدة حبسه، أجاب نضال أن شقيقه كان معتقلًا إداريًا وكان من غير المعلوم لأحد متى سيمكث أو يخرج من السجن، وأكد أن أي أسير في مكان شقيقه كان سيسعى لانتزاع حريته بأي وسيلة فهي أمنية كل الأسرى لأن السجن بالأساس ليس مكانًا للإنسان.

وعندما سئل عن قصة أسماء أفراد الأسرة فهو (نضال) وشقيقه (مناضل) وإن كان لذلك دلالة وجذور نضالية بالفعل، أجاب “نحن 4 أشقاء تعرض كل منا للاعتقال أكثر من مرة، ومنذ 16 سنة لم نجتمع سويا في منزل الأسرة فدائمًا يكون أحدنا أو أكثر بالسجن”، مضيفًا أن عملية نفق الحرية أعادت قضية الأسرى للواجهة بقوة متمنيًا أن تكون في أولويات السلطة أثناء المفاوضات المقبلة.

وخلال لقاء مع الجزيرة مباشر بمنزل العائلة في جنين، قال والد مناضل نفيعات إن على السلطة الفلسطينية أن يكون لها دور فعال وأن تكون حاضنة للأسرى وألا تتركهم في الميدان وحدهم يصارعون ويقارعون الاحتلال.

وأضاف “أحمّل المسؤولية عن سلامة مناضل ورفاقه أولًا للجانب الإسرائيلي وثانيا للسلطة الفلسطينية”. وتحدث الأب عن ولده الأسير قائلًا “مناضل موقوف في السجن منذ نحو 19 شهرًا وحرر نفسه بنفسه من سجن جلبوع وطورد من قبل الاحتلال الإسرائيلي”.

وبشأن اتهام الاحتلال لمناضل أنه كان الشخص المركزي في عملية الحفر لقوة بدنه وكونه فلاح يعرف طبيعة الأرض، قال “مناضل شخص عادي مُزارع لا أكثر ولا أقل”.

الأسيران أيهم كممجي “يمين” ومناضل نفيعات (الشاباك)

بطل أصيل

أما والدة الأسير مناضل فقالت “ابني بطل محبوس لدى الاحتلال ولا أعلم شيئًا عنه وأحمّل الاحتلال المسؤولية عن أي شيء يحدث له، وكل من معه أبنائي والجميع يحبونهم وأدعو لهم في صلواتي أن يحفظهم الله”.

وأضافت “مناضل يتعرض للاعتقالات منذ كان عمره 14 عامًا ووصل إلى الخامسة والعشرين وهو يتحمل كل هذا الأذى وهو ورفاقه ينشدون الحرية، وأقول يا رب أنا لا أشكو للعباد وإنما أشكو لله رب العالمين الذي بيده كل شيء، ومنذ وصلني خبر إعادة اعتقاله ارتفع الضغط عندي وأصبحت لا أدري شيئًا عن حالي”.

وعن مطالبها بشأن الأسرى المعاد اعتقالهم، قالت والدة مناضل “أطالب بالإفراج عنهم ومعاملتهم معاملة حسنة وأرجو ألا نسمع عنهم أخبارًا سيئة”.

فرحة لم تتم

وعن مشاعرها بعد سماع نبأ تحرير الأسرى لأنفسهم، قالت الأم “شعرت أولًا بفرحة ولكنها لم تتم وأعرف أن هذا سيحدث ومتوكلون على الله”.

وأضافت “لابد أن يوضع مناضل فوق الرؤوس فهو محبوب وأصيل ويقف بجوار الجميع ولابد أن يقف الجميع بجوارهم وربنا معهم وبإذن الله ولن يحدث إلا الخير، وأسأل الله أن يشفي الجرحى وألا يتعرضوا للأذى من قبل الاحتلال”.

وتخشى الأسر الفلسطينية على حياة أبنائها المعاد اعتقالهم خاصة مع توارد أنباء عن قسوة الاحتلال في التحقيقات المستمرة معهم، ومحاولة الانتقام منهم.

وكان مناضل معتقلا دون محاكمة وطالب الاحتلال سابقًا بالحكم عليه بالحبس 3 أعوام، ويعد مناضل أصغر الأسرى المعاد اعتقالهم عمرًا.

كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلت فجر أمس الأحد آخر أسيرين فرّا من سجن جلبوع وهما أيهم كممجي ومناضل نفيعات من الحي الشرقي لمدينة جنين شمالي الضفة الغربية، وسط مواجهات عنيفة اندلعت في المكان، ومددت محكمة الاحتلال في اليوم ذاته فترة اعتقالهما إلى جانب الأسرى الأربعة الآخرين لمدة 10 أيام بدعوى استكمال التحقيق.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مصادر محلية قولها إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال معززة بقوات خاصة “مستعربين”، اقتحمت الحي الشرقي من مدينة جنين وحاصرت منزلًا في الحي، واعتقلت الأسيرين كممجي ونفيعات.

وكان ستة أسرى تمكنوا يوم الإثنين 6 سبتمبر/أيلول من تحرير أنفسهم من سجن “جلبوع”، وجميعهم من جنين وهم: محمود العارضة (46 عامًا) ومحمد العارضة (39 عامًا) ويعقوب قادري (49 عامًا) وأيهم كممجي (35 عامًا) وزكريا الزبيدي (46 عاما) ومناضل نفيعات (26 عامًا).

وأعلنت شرطة الاحتلال مطلع الأسبوع الماضي إعادة اعتقال الأسرى الأربعة زكريا الزبيدي ومحمد ومحمود العارضة ويعقوب القادري، داخل أراضي الـ 48 المسماة بالخط الأخضر.

المصدر : الجزيرة مباشر