الاحتلال ينشر عشرات الحواجز الأمنية.. بينيت يجتمع بقادة الأجهزة الأمنية لبحث تداعيات هروب الأسرى

رئيس الوزراء الإسرائيلي عقد اجتماعا أمنيا موسعا لبحث تداعيات هروب 6 فلسطينيين من سجن "جلبوع" (رويترز)

عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت اجتماعا أمنيا موسعا لبحث تداعيات هروب 6 فلسطينيين نجحوا، فجر الإثنين، من سجن “جلبوع” الإسرائيلي، الشديد التحصين، في شمالي البلاد.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن الاجتماع عقد بمشاركة وزيري الدفاع بيني غانتس والأمن الداخلي عومر بارليف، ورئيس الأركان أفيف كوخافي.

كما ضم الاجتماع رئيس جهاز الأمن العام (شاباك) نداف أرغمان، وقائد الشرطة يعكوف شبتاي، ومسؤولين آخرين من مصلحة السجون وأجهزة أمنية أخرى، بحسب المصدر ذاته، دون مزيد من التفاصيل.

ونشرت الشرطة أكثر من 200 حاجز طرق في جميع أنحاء البلاد جزءاً من مطاردة الفارين، بحسب وسائل إعلام عبرية.

ومن ناحية أخرى، أصدرت الشرطة أمرا بحظر النشر بشأن التحقيق في القضية.

في سياق متصل، قالت الصحيفة إن الشرطة العسكرية الإسرائيلية نشرت عشرات الحواجز في المستوطنات القريبة من قطاع غزة، معظمها في مجلس أشكول الإقليمي.

وأوضحت أن الحواجز تأتي تحسبا لمحاولة الأسرى الفارين دخول أراضي القطاع.

كيف هربوا؟

وأمام التسارع في الأحداث وتناقل روايات لما وقع، سارعت مصلحة السجون الإسرائيلية إلى الكشف عن المعلومات الأولية بشأن كيفية حدوث عملية الهرب والإخفاق في اكتشافها أو إحباطها.

وفي الساعة التاسعة من صباح الإثنين، أقرت سلطة السجون الإسرائيلية واعترفت بأول الإخفاقات حين تم وضع 6 أسرى من جنين في غرفة مشتركة، وذلك خلافا للإجراءات المعمول بها، حسب ما أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” التي أكدت أنه كان يحظر وضع الأسرى معا في زنزانة واحدة.

وأظهرت المعلومات الأولية بشأن كواليس عملية الهروب والتفاصيل التي سمح بالكشف عنها أن الأسرى الستة تمكنوا من الهرب عبر خط المجاري الموجود بجوار زنزانتهم، وأنهم هربوا بواسطة فتحة اكتشفت أسفل المرحاض، وخرجوا منها باتجاه المنطقة الجنوبية من سجن “جلبوع”، وهي المنطقة المؤدية إلى السهول والأحراش.

والأسرى الستة الذين تمكنوا من الهروب هم: زكريا زبيدي، القائد السابق لكتائب شهداء الأقصى في مخيم جنين، و5 أسرى من الجهاد الإسلامي من منطقة جنين: مناضل يعقوب انفيعات، ومحمد قاسم عارضة، ويعقوب محمود قدري، وأيهم فؤاد كممجي، ومحمود عبد الله عارضة.

وصنفت مصلحة السجون الإسرائيلية الأسرى الستة بأنهم “بمستوى خطورة مرتفع” ووُصف 3 منهم بأن احتمال فرارهم من السجن مرتفع جدا وهم: أيهم فؤاد كممجي، ومحمود عبد الله عارضة، ويعقوب محمود قدري، حيث تم وضع ملاحظات بملفاتهم وبطاقاتهم الشخصية بالسجن مفادها أن “احتمال هروبهم كبير”.

من جانبه، قال رئيس شعبة العمليات في شرطة الاحتلال الإسرائيلي شمعون نحماني: “تشير تقديراتنا إلى أنه كان هناك مساعدة من الخارج وكذلك سيارات قامت بالمساعدة”.

وأضاف أن الشرطة الإسرائيلية تقوم بتحليل كاميرات الطريق من أجل تعقب المتواطئين الذين قدموا يد العون للفارين، وفق ذات المصدر.

وتحقق شرطة الاحتلال في احتمال تورط “سجانين” داخل جلبوع في عملية هروب الأسرى الستة، بحسب قناة “كان” الرسمية.

ونقلت القناة ذاتها، عن قائد لواء الشمال في مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي أريك يعقوف قوله إن “حادث هروب السجناء الأمنيين هو أمر خطير ومعقد”.

وأضاف “لقد تمكنوا من الفرار بعد ان استغلوا عيبًا تخطيطيًا في مبنى السجن، أدى الى فراغات بين الزنازين، ولم يحفروا نفقًا”.

وأشار إلى أن سلطة السجون تخطط لإجلاء من تبقى من الأسرى، البالغ عددهم حوالي 400 شخص، حيث سيتم توزيعهم على سجون أخرى.

ونشرت مصلحة السجون الإسرائيلية شريط فيديو لفتحة أسفل مغسلة في الزنزانة التي كان يوجد  فيها الأسرى قبل فرارهم.

وتؤدي الفتحة إلى نفق، يصل إلى خارج حدود السجن، بطول عشرات الأمتار.

وتم نصب 82 حاجزا في أنحاء إسرائيل بحثا عن الأسرى الفارين.

وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومير بارليف إن الأسرى قد وصلوا على الأرجح إلى الضفة الغربية.

وأضاف “تتركز كل الجهود على القبض عليهم. قد يستغرق الأمر يوما أو يومين أو أسبوعا أو أسبوعين – لكن سيتم القبض عليهم”.

ونقلت “كان” عن مصدر أمني لم تسمه، قوله إن الأسرى غالبا ما تفرقوا في مجموعات، وأن اثنين منهم قد يكونان دخلا الأراضي الأردنية، بينما وصل الأربعة الآخرون إلى جنين شمالي الضفة.

ويقول مسؤولون في مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي إن الأسرى فروا حوالي الساعة 1: 30 صباحًا، وقد لاحظهم سائق سيارة أجرة محلي لأول مرة، في الساعة 1: 49 صباحًا حيث رصدهم في محطة وقود بالقرب من السجن واتصل بالشرطة، بحسب صحيفة “هآرتس”.

 

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات