بزعم طعن زائرة لسجّانة.. الاحتلال يغلق معتقل “ريمون” بالكامل ويحتجز أهالي الأسرى

سجن الاحتلال الإسرائيلي "ريمون" (الأناضول)

ادعت إدارة سجن (ريمون) الإسرائيلي، اليوم الأحد، طعن سجّانة على يد زائرة لأحد الأسرى الفلسطينيين، رغم تشديد المراقبة والتفتيش على الزوار.

واعتقلت قوات الاحتلال أسيل الطيطي شقيقة الأسير سبع الطيطي من مخيم بلاطة بنابلس، واحتجزت أهالي الأسرى في قاعة الزيارة ومنعتهم من الخروج، بالإضافة إلى إغلاق السجن بالكامل، وفق بيان لهيئة شؤون الأسرى والمحررين (رسمية).

وطالبت الهيئة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأحد، ابلتواصل مع طاقمها المشرف على زيارة الأهالي لسجن ريمون، للاطمئنان عليهم وفك احتجازهم.

ومن جهتها، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، الأحد، نقلًا عن محامي الهيئة فواز شلودي بأن الأسير وائل نعيرات من بلدة ميثلون في جنين، يعاني ظروفًا معيشية وصحية صعبة داخل زنازين العزل في معتقل “ريمون”.

وأوضحت الهيئة أن الأسير يشتكي من خدران بأطراف القدمين واليدين، ومن عدم وضوح بالرؤية، وتساقط بالشعر، نتيجة معاناته من مرض السكري، وعلى إثر ذلك تقدم بطلب من عيادة المعتقل لإجراء فحص شامل، إلا أن إدارة المعتقل رفضته وتتعمد إهماله طبيًّا.

وأفادت الهيئة بأن الأسير خاض قبل أسبوعين إضرابًا مفتوحًا عن الطعام لمدة 5 أيام لأن إدارة السجن ترفض تزويده بشرائح لجهاز السكري.

ويعتقل الاحتلال الإسرائيلي الأسير نعيرات منذ أغسطس/آب 2004، ومحكوم بالسجن 25 عامًا، كما أنه أصيب بالرصاص المباشر في رأسه لحظة اعتقاله، وقد توفي والده عام 2014، وحرمه الاحتلال من وداعه.

الزبيدي في خطر

وحمّل رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر حكومة الاحتلال ومنظومتها وإدارة سجونها المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير القائد زكريا الزبيدي، الذي يمارس بحقه “جريمة بشعة لا أخلاقية ولا إنسانية، مبنية على أسس انتقامية عنصرية”.

وأوضح أن الأسير الزبيدي يُحتجز في زنازين عزل ريمون بظروف صحية وحياتية معقدة، حيث يقضي غالبية ساعات يومه وهو مكبل اليدين للخلف، مما سبب له آلامًا وأوجاعًا كبيرة، بالإضافة إلى إجباره على التفتيش العاري وذلك بسبب وجود شظايا أعيرة نارية في ساقه جراء إصابة سابقة، إذ تصدر آلة التفتيش أصوات رنين نتيجة ذلك.

وطالب اللواء أبو بكر المؤسسات الحقوقية والإنسانية بالتدخل الفوري لإنهاء معاناة الأسير الزبيدي، الذي يدار ملفه بشكل كامل من قِبل جهاز المخابرات الإسرائيلي.

وكان الأسير زكريا الزبيدي (46 عامًا) أحد منتزعي الحرية من سجن جلبوع الشديد الحراسة منذ أكثر من عام، وهو من مخيم جنين وموقوف منذ 3 سنوات، وقد أمضى في سجون الاحتلال 8 سنوات.

تواصل الإضراب

ويواصل 30 معتقلًا إداريًّا إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الثامن على التوالي، رفضًا لجريمة الاعتقال الإداري.

وقال المعتقلون الإداريون المضربون في بيان صحفي اليوم الأحد “نواصل معركتنا ضد سياسة الاعتقال الإداري الذي لا ينطبق عليها وصف التعسفية فحسب، بل النازية والاستبدادية وغير الأخلاقية أيضًا”.

وأضافوا أنهم “يطالبون فقط بالحرية والكرامة، وفسحة من الحياة الهادئة إلى جانب أطفالهم وزوجاتهم وأمهاتهم وآبائهم وأشقائهم، بعيدًا عن سيف الاعتقال الإداري المسلط على رقابهم”، وأكدوا مواصلة الإضراب عن الطعام، رفضًا لسياسة الاعتقال الإداريّ.

وقال نادي الأسير، إنه في حال واصلت سلطات الاحتلال تنفيذ مزيد من عمليات الاعتقال الإداري، ستكون هناك دفعات جديدة تنخرط في الإضراب خلال الفترة المقبلة.

يُذكر أن 28 من المعتقلين المضربين جرى عزلهم بأربع غرف في سجن “عوفر”، في حين جرى عزل المعتقل الحقوقي صلاح الحموري في زنازين سجن “هداريم”، والمعتقل غسان زواهرة في زنازين سجن “النقب”.

وتهدد إدارة سجون الاحتلال بفرض عقوبات على المعتقلين المضربين عن الطعام، علمًا بأنها -وفي كافة حالات الإضراب الفردية والجماعية- تفرض سلسلة عقوبات بشكل تلقائي منها: حرمان المعتقلين من الزيارة، وتجريدهم من مقتنياتهم، وعزلهم انفراديًّا، كما تتعمد نقلهم بشكل مستمر، بجانب ممارسة أساليب تهدف إلى الضغط عليهم نفسيًّا والتنكيل بهم.

ويشار إلى أن عدد المعتقلين الإداريين تجاوز 780 معتقلًا بينهم 6 قاصرين على الأقل وأسيرتان، ويقبع أكبر عدد منهم في سجني “النقب” و”عوفر”، وهذه النسبة هي الأعلى منذ الهبّة الشعبية عام 2015.

وأصدرت سلطات الاحتلال منذ عام 2015 حتى العام الجاري ما يزيد على 9500 أمر اعتقال إداري، ومنذ بداية العام أصدرت نحو 1365 أمر اعتقال إداري، أعلاها في شهر آب/ أغسطس الماضي، وبلغت 272 أمر اعتقال.

ومنذ أواخر عام 2011، نفّذ الأسرى أكثر من 400 إضراب فردي، جلها ضد الاعتقال الإداري، لافتًا إلى أن ما يزيد على 80% من المعتقلين الإداريين هم معتقلون سابقون تعرضوا للاعتقال الإداري مرات عديدة، من بينهم مُسنّون ومرضى وأطفال.

المصدر : الجزيرة مباشر + وسائل إعلام فلسطينية