شاهدا عيان: شيرين قادت ثورة بجنازتها والتابوت أبى السقوط (فيديو)

كشف اثنان من شهود العيان للجزيرة مباشر تفاصيل ما حدث في ساحة المستشفى الفرنسي بمدينة القدس المحتلة بينما تتواصل الإدانات الدولية للاعتداء الإسرائيلي على موكب تشييع جثمان الزميلة شيرين أبو عاقلة واتساع دائرة المطالب بإجراء تحقيق شفاف في اغتيالها.

وقال الصحفي راسم عبيدات الذي كان شاهدًا على الاعتداء على موكب شيرين، إن الشعب الفلسطيني الذي نقلت الراحلة صوته ورسالته وقضيته إلى العالم أراد تشييعها في جنازة تليق بها بمدينة القدس التي ترعرعت وعاشت فيها، فأصروا على حملها على الأكتاف في وجود السفير الفرنسي.

وأضاف لبرنامج (المسائية) “عندما حاول المشيّعون رفع نعش شيرين على الأكتاف دخلت قوة إسرائيلية واعتدت بوحشية وبشكل مباشر على حاملي التابوت، لكن المشيّعين لم يسمحوا بإنزاله والتف الشبان حوله متحدّين الاحتلال بأنه لن يُسقط التابوت”.

وتابع “أراد الاحتلال الصهيوني بذلك أن يثبت أنه صاحب سيادة على القدس، واشترط مسبقًا ألا تزيد الجنازة على 50 شخصًا ودون رفع الأعلام الفلسطينية أو ترديد الهتافات والأناشيد، لكن المشيّعين قالوا كلمتهم ولم يسمحوا بتشييع شيرين وفق إرادة الاحتلال فجاء رده بأن هاجمت قواته تابوت شيرين بشكل وحشي وغير مسبوق مما يعكس خوف الاحتلال من النعش ومن العَلَم”.

لن يسقط التابوت

واستطرد “عندما ترنّح التابوت خلال الاعتداء كان الاحتلال يريد إسقاطه، فكانت كلمة الشباب ألا يسقط التابوت وأنهم لن يسمحوا أبدًا بسقوطه، واعتصموا بحبل تابوت شيرين رغم الضرب المبرح من كل مكان، وأصرّوا أن تبقى شيرين في مجدها فتقدم الشباب ليرفعوا التابوت وحمايته، وهؤلاء يجب تكريمهم”.

وأكد عبيدات أن الاحتلال هُزم في معركة اقتحامات المسجد الأقصى في رمضان واعتقال المئات لكسر إرادة المقدسيين وفرض التقسيم الزماني والمكاني فيه، وهُزم من قبل في معارك البوابات الإلكترونية وباب الرحمة وباب العامود والشيخ جرّاح.

وقال إن الحكومة الإسرائيلية كلما زاد ضعف قيادتها تزداد توحشًا وتماهيًا مع ما وصفها بـ”الداعشية اليهودية”.

وأضاف “حالة التطرف هذه تتنامى في المجتمع الإسرائيلي في ظل تفكك الأحزاب الكبرى ومنهم المتطرف إيتمار بن غفير، وبالتالي لا غرابة في هذا التطرف لأن الاحتلال الآن يشعر بتهديد وجودي مع تفاقم أزماته الداخلية والخارجية”، وفق تعبيره.

أما الصحفية الفلسطينية أحلام ملحم، فقالت إنه تم الاعتداء عليها مع مجموعة أخرى بعد خروجهم من عند مقبرة شيرين متجهين إلى بيت العزاء، وإذا بمستوطنين متطرفين بانتظارهم عند باب الخليل أعدّوا أنفسهم للاعتداء على من شاركوا في الجنازة وبدؤوا الهتافات العنصرية والشتائم، وبعد لحظات اعتدوا على من تصدى لهم بحماية شرطة الاحتلال.

وأضافت أحلام “كنت أقوم بالتغطية وتأدية عملي، وخلال ثوانٍ وجدت نفسي بين عدد كبير نتلقى الضربات من جميع الجهات، حاولت الفرار من تلك البقعة ثم شاهدت منظر اعتقال شاب بطريقة وحشية وحاولت الذهاب حيث تفصلني عنه بضعة أمتار، وإذا بشرطي إسرائيلي ملثّم يهاجمني بعصا ويمنعني من توثيق عملية الاعتداء والتنكيل الوحشي والإجرامي بحق الشباب”.

وتابعت “في الآونة الأخيرة بات الصحفي الفلسطيني مستهدفًا في الميدان، في كل حدث -في الشيخ جراح في باب العامود  في المسجد الأقصى- نبحث عن مكان آمن في الميدان، لكن مؤخرًا لا أماكن آمنة، كل الأماكن مستهدفة وكل الموجودين مستهدفون: الصحفي والمسعف والطبيب والنساء والأطفال والشيوخ”.

“جنازة تقود ثورة”

وبشأن استهداف الصحفيين، قالت “الاعتداء علينا واعتقالنا وعرقلة عملنا ليس فقط لأننا نوثّق ونصوّر الحقائق التي تكذّب رواية الاحتلال وتفضح جرائمهم، ولكن أيضًا لأننا نوثّق فشلهم، هم فشلوا البارحة في جنازة شيرين، جنازة كانت تقود ثورة”.

وتابعت “شيرين كانت تقود ثورة، الجميع كان يهتف، حناجر الأحرار صدحت ورُفع العلم الفلسطيني في المكان الأكثر حساسية بمحاذاة أسوار البلدة القديمة وقلعة القدس المحتلة، وهتف الشباب وتوحّد الشعب الفلسطيني، كان البارحة عرسًا لأيقونة الميدان الراحلة والشهيدة شيرين أبو عاقلة”.

وعن تأثير مشهد مقتل شيرين على عملهم الصحفي، قالت أحلام إن اغتيال شيرين لم يكن خبرًا عاديًا بل سيظل صدمة في عيون جميع الصحفيين في الميدان.

وأكدت “مقتلها عزز من إرادتنا وعزيمتنا للاستمرار الصامد والعناد في التغطية، نحن الآن نحمل رسالة شيرين التي تركتها، ويجب أن نثبت قدرتنا على حمل تلك الأمانة لتستمر التغطية ونكمل الرسالة ويبقى صوت شيرين”.

وشارك آلاف الفلسطينيين، الجمعة، في تشييع شيرين أبو عاقلة التي قُتلت برصاص الاحتلال لدى استعدادها لتغطية اقتحام القوات الإسرائيلية لمخيم جنين الأربعاء الماضي، رغم أنها كانت ترتدي سترة واقية من الرصاص عليها اسم “صحافة” وخوذة واقية.

وعند إخراج نعش شيرين من المستشفى الفرنسي في شرقي مدينة القدس المحتلة، اقتحمت قوات الشرطة الإسرائيلية باحة المستشفى وحاولت تفريق حشد كان المشاركون فيه يهتفون ويلوّحون بالأعلام الفلسطينية.

وكاد النعش يسقط أرضًا عندما انهال أفراد الشرطة على حامليه بالضرب بالهراوات، قبل أن يتمّ تقويمه ورفعه في اللحظة الأخيرة.

وأسفر تدخل القوات الإسرائيلية عن إصابة 33 شخصًا بجروح وفق الهلال الأحمر الفلسطيني، في حين ذكرت شرطة الاحتلال أنها اعتقلت 6 أشخاص.

المصدر : الجزيرة مباشر