بلومبرغ: الإمارات تتراجع عن الانخراط في الحروب مع وصول بايدن

ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد (غيتي)

قالت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية إن الإمارات تقلص دورها في النزاعات الخارجية، في تسريع لتحول عن سياسات اتبعتها بعد الربيع العربي عام 2011، إذ تلعب الإدارة الأمريكية الجديدة عاملا رئيسيا في ذلك.

واستعرضت الوكالة في تقرير نشرته، الأحد، أدلتها على ذلك والتي استقتها ممن قالت إنهم خمسة مصادر مطلعة، لم تسمهم.

ونقلت الوكالة عن المصادر الخمس قولهم إن “الإمارات خفضت بشكل كبير الدعم العسكري واللوجستي للواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا”.

كما نقلت عن مصدرين اثنين، تحدثا شريطة الحفاظ على سريتهما، قولهما إن الإمارات فككت أجزاء من قاعدتها العسكرية في ميناء أصعب في إرتريا، وأجلت قوات وعتاد استخدم لدعم التحالف العسكري في اليمن.

وتابعت الوكالة أن الإمارات لم ترد على طلب للتعليق إلا أنها نفت قبل ذلك تزويد حفتر بالأسلحة.

وأشارت بلومبرغ أن الإمارات رحبت في يناير/كانون الثاني الماضي بدعوة مجلس الأمن الدولي للقوى الأجنبية بالانسحاب من ليبيا وأعلنت دعمها لقيادة ليبية جديدة انتخبت الشهر الماضي.

وذكرت الوكالة أن الخطوة تأتي في وقت دفع فيه وصول الرئيس جو بايدن للبيت الأبيض إلى إعادة تقويم العلاقات بين الحلفاء الخليجيين. وحظيت بعض الدول الخليجية بعلاقات وثيقة مع الرئيس السابق دونالد ترمب ورحبت بقراره التخلي عن الاتفاق النووي الموقع في عام 2015 مع إيران.

وذكر التقرير أنه “عندما اجتاحت الانتفاضات الشعبية المنطقة في عام 2011، سعت الإمارات إلى تحييد تأثير الإسلام السياسي والمتحمسين له في أنقرة والدوحة وطهران. وهي ترى أن هذه الحركات تزعزع الاستقرار وتهدد حكم الأسرة الحاكمة”.

وتابع “في حين أنه لم يُنظر إلى التخلي عن مثل هذه الأهداف الاستراتيجية، يقول دبلوماسيون ومحللون إن أبو ظبي تعيد تركيز أساليبها وتميل أكثر نحو السياسة، والعمل من خلال وكلاء محليين، وتجنب الاهتمام السلبي الناجم عن خطر التدخل المباشر والمكلف”.

ونقل التقرير عن طارق مجريسي، الخبير السياسي في المجلس الأوربي للعلاقات الخارجية، قوله إن “ثمة إدارة أمريكية جديدة.. والإماراتيون بحاجة إلى تصحيح المسار”.

وأضاف مجريسي “هم بحاجة إلى توخي الحذر بشأن صورتهم، خاصة في العام الذي يتطلعون فيه إلى الانضمام لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”، وذلك في إشارة إلى ترشيح الإمارات لمقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي في الفترة من عام 2022 إلى 2023.

وأشار التقرير أن التحول تزامن مع تغير في الأشخاص بتنحية أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية والذي كان أبرز المتحدثين عن التدخلات الإماراتية، وتحويله إلى دور دبلوماسي استشاري.

وذكرت بلومبرغ أن الإمارات دفعت بخليفة شاهين المرر كوزير دولة، إذ عمل المرر سفيرا لبلاده لدى تركيا وإيران وسوريا، ما يشير إلى تحول محتمل تجاه إصلاح العلاقات مع الخصوم.

ونقل التقرير عن ديفيد روبرتس، الأستاذ المساعد في كلية “كينغز لندن” قوله إن “حساب المخاطر بالنسبة للإمارات تغير.. ثمة احتمال أكبر لردود أفعال أكبر من الإدارة الأمريكية في ملفات عدة، سواء فيما يتعلق باليمن أو خرق العقوبات في ليبيا”.

وأضاف روبرتس “هذا هو بالفعل التخلص من المخاطر للجوانب الأكثر خطورة في السياسة الخارجية للإمارات”.

وتفاعل مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي مع تقرير بلومبرغ عن الإمارات.

وغرد أحد الحسابات ” التاريخ ليس شطبة قلم، التاريخ شيء حدث وما فعلته الإمارات لا يمكن تبديله”.

 

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة بلومبرغ الأمريكية