حادث جنوح السفينة.. كيف يؤثر على قناة السويس وما جدوى التفريعة الجديدة؟ (فيديو)

قال خبراء ومتخصصون إن حادث جنوح سفينة الحاويات “إيفرغيفن” في قناة السويس أكد عدم جدوى التفريعة الجديدة وأثبت فشل إدارة الهيئة في التعامل مع الأزمة.

وفي لقاء مع الجزيرة مباشر، قال د. هاني المحمصاني مدير مركز النقل بجامعة نورث وسترن بالولايات المتحدة، إن تعطل الملاحة سيؤدي إلى زحام وسيزيد عدد السفن الراغبة في العبور بمرور الوقت، مما يؤدي إلى زيادة التكلفة على شركة الملاحة وزيادة الأسعار على المستهلكين.

وتابع “حتى في حالة إعادة تسيير الملاحة فسوف نحتاج إلى أسبوع على الأقل لتعود الملاحة بالقناة لحالتها الطبيعية”.

وأضاف “ولأن قناة السويس شريان ملاحي مهم يمر به نحو 12% من حجم التجارة العالمية فسيكون لهذا الحادث تأثير على الأسعار عالميًا”.

وعن ارتفاع أسعار البترول عالميًا بسبب الحادث قال المحمصاني ” بالفعل ارتفعت أسعار البترول بنحو 5% بالأسواق العالمية، وكلما استمر الإغلاق ستزداد الأسعار وسيظهر أثر المشكلة خلال أسبوع، خاصة أن البواخر الكبيرة من هذا الحجم ليس لديها طرق أخرى بديلة لقناة السويس سوى طريق رأس الرجاء الصالح”.

وحول تأثير الحادث على سمعة القناة، قال إن “السفن من هذا الحجم الكبير معرضة للمخاطر وهذه المخاطر موجودة في اعتبار الشركات المالكة لهذه السفن”.

وعما يقال بشأن عدم مناسبة مواصفات السفينة الجانحة للمرور عبر قناة السويس قال المحمصاني ” القناة مفتوحة للبواخر من هذا الحجم ولكن هناك خطورة لأن العمق ربما لا يكون كافيًا في جميع الأحوال”.

الإيرادات لن تتأثر كثيرا

وعن تأثيرات الحادثة على إيرادات قناة السويس قال الخبير الاقتصادي ممدوح الولي “الإيرادات اليومية للقناة تبلغ نحو 15 مليون دولار، في حين بلغت إيرادات القناة العام الماضي 5.6 مليار دولار، كما يبلغ متوسط العبور اليومي للسفن 52 سفينة في حين عبرت القناة العام الماضي نحو 19 ألف سفينة، وبالتالي فالحادث لن يؤثر كثيرًا على إيرادات القناة أو عدد السفن المارة”.

وعن مواصفات السفينة ومناسبتها للمرور في القناة قال الولي “حمولة السفينة الجانحة 224 ألف طن ومجرى القناة يستوعب حمولات حتى 240 ألف طن، ولكن المشكلة أن عمق القناة 66 قدمًا منذ يناير/كانون ثاني عام 2010 والتفريعة الجديدة تمت على نفس العمق”.

وتابع “كما أن حركة الأمواج أثناء عبور السفن تؤدي إلى إطماء المجرى ما يستدعي عمليات تكريك للمحافظة على العمق، وهذا الحادث يدعو للاهتمام أكثر بعمليات التكريك أو زيادة عمق القناة”.

لم يكن صحيحا

وعن العلاقة بين الحادث وتفريعة قناة السويس الجديدة قال الولي “أثبت الحادث أن ما قيل من قبل بشأن التفريعة الجديدة لقناة السويس لم يكن صحيحًا سواء ما يتعلق بأنها ستسمح بمرور السفن في الاتجاهين في نفس الوقت حيث ما زالت هناك مسافات في القناة يتم المرور من الاتجاهين فيها عبر مسار واحد”.

وتابع “كذلك ما قيل أن إيرادات القناة ستبلغ 9.9 مليار دولار عام 2020 بينما لم تحقق القناة سوى 5.6 مليار دولار إيرادات العام الماضي، وقيل أن عدد السفن التي ستعبر القناة سيبلغ 28 ألف سفينة بينما بلغ عدد السفن التي عبرت القناة في 2020 أقل من 19 ألف سفينة”.

ليست على مستوى الحدث

وعن تعامل النظام مع الأزمة قال د. مراد علي استشاري الإدارة الاستراتيجية وخبير إدارة الأزمات “إدارة قيادة هيئة قناة السويس للأزمة حتى الآن لا ترقى لأهمية الحدث وآثاره الاقتصادية العالمية”.

وأضاف “الإدارة الرشيدة للأزمة تقتضي سرعة رد الفعل، ومواجهة المسؤولية بشجاعة وليس الهروب منها، كما تستلزم توفير المعلومات الصحيحة، أولا بأول مع إيضاح خارطة طريق لحل الأزمة وبيان آثارها المتوقعة”.

وتابع “لأسف التزمت الهيئة الصمت لأكثر من 26 ساعة كاملة ورفضت أن ترد على استفسارات الصحافة العالمية ثم خرجت ببيان يفتقد أساسيات الإدارة الإعلامية للأزمات، ولم يكتبه متخصصون رغم وفرتهم في مصر، يركز على تلميع الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس ودوره، ويلقي اللوم على سوء الأحوال الجوية، ويهيب بوسائل الإعلام تحري الدقة، وعدم الالتفات للأخبار مجهولة المصدر”.

وقال “إذا كان المصدر لم يتكلم إلا بعد 24 ساعة وإذا لم يوفر المصدر المعلومات الصحيحة، وإذا كان المصدر لم يوضح متي سيتم حل الأزمة وآثارها، وإذا كان المصدر يقدم تبريرات ساذجة، ماذا تنتظرون من الإعلام العالمي”.

الحادث منطقي

وعن إن كان يجب إنفاق 8 مليار دولار على تفريعة قناة السويس الجديدة قال أستاذ التمويل والاستثمار هشام إبراهيم “التفريعة لم تكن مسارًا بديلًا وإنما للتعامل مع نقاط اختناق فعلية في مسار القناة”.

وتابع “قناة السويس عمرها 140 سنة وحجم الحوادث قليلة للغاية ومعامل المخاطر قليلة وأمر منطقي أن يكون هناك حوادث لأسباب متعددة وقد يكون هناك أسباب فنية خاصة بالسفينة لم تتضح بعد”.

واليوم الخميس، أعلنت هيئة قناة السويس تعليق حركة الملاحة بالقناة مؤقتًا لحين الانتهاء من أعمال تعويم السفينة العملاقة الجانحة، بينما اعتذرت شركة (شوي كيسن) اليابانية التي تملك السفينة وقالت إنها تعمل على حل الموقف.

وتعرقل السفينة العالقة مرور سلع تجارية تقدر بمليارات الدولارات. وانغرست السفينة التي يبلع طولها نحو 400 متر في حافة القناة بعد أن فقدت التحكم في توجيهها بسبب رياح قوية.

المصدر : الجزيرة مباشر