جامعة بريطانية متهمة بتقويض الحرية الأكاديمية بعد اعتذارها لإسرائيل.. ما القصة؟

جامعة جلاسكو البريطانية (مواقع التواصل الاجتماعي)

أفادت صحيفة تايمز البريطانية بأن مجموعة من الأكاديميين البارزين اتهموا جامعة جلاسكو بتقويض الحرية الأكاديمية بعد أن اعتذرت عن نشر مقال يكشف الأساليب التي تستخدمها إسرائيل لتشكيل الرأي العام، وزعمها أنه “معاد للسامية” وفق الصحيفة.

وأرسل 500 أكاديمي التماسا  لمكتب مستشار الجامعة لسحب الاعتذار عن الورقة البحثية، وكان من بين الموقعين الفيلسوف واللغوي المعروف عالميًا نعوم تشومسكي والكيميائي الحائز على جائزة نوبل جورج سميث والمخرج السينمائي كين لوتش، مع موقعين آخرين من 28 دولة مختلفة.

اعتذار لإسرائيل

وأفادت الصحيفة بأن الجامعة تلقت شكاوى عدة بعد نشر ورقة على مجلة الجامعة العلمية (eSharp) في العام 2017، بعد أن تمت مراجعتها من قبل أكاديميين، وتتحدث عن الأساليب التي تستخدمها إسرائيل لتشكيل الرأي العام والدعم الذي تتلقاه من حكومة المملكة المتحدة.

وقال التقرير إن الجامعة استجابت للشكاوى وأصدرت اعتذارًا قالت فيه إنها “تسببت في إهانة كبيرة” وأوضحت أن الورقة البحثية روجت لـ “نظرية معادية للسامية لا أساس لها”، وهو ادعاء رفضه بشدة الأكاديميون الذين أكدوا أن “انتقاد إسرائيل وأنصارها ليس معاداة للسامية”.

وقالت تايمز إن الالتماس يدعو إلى سحب الاعتذار إلى جانب نشر بيان من الجامعة يوضح عدم التسامح مطلقًا مع خطاب الكراهية.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن البروفيسور تشومسكي، الأستاذ بالمعهد وأستاذ اللسانيات الفخري في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا قوله “إن استسلام جامعة جلاسكو يمثل ضربة خطيرة للحرية الأكاديمية ولا ينبغي السماح بذلك”.

وقالت جامعة جلاسكو، أمس الإثنين، إن “حرية التعبير والحق في الاختلاف والحرية الأكاديمية في صميم رسالتنا والالتماس قيد النظر”.

وأفادت تايمز بأن المقال الذي كتبته جين جاكمان، وهي طالبة دراسات عليا سابقة في الجامعة، لا يزال على مجلة الجامعة إلا أنه يتضمن مقدمة من هيئة التحرير، بما في ذلك الاعتذار، الذي تمت إضافته في مايو/أيار الماضي.

استنكار واسع

وأوضحت الصحيفة أن اعتذار الجامعة خلق جدلا واسعا، وكان مشرف الطالبة جاكمان، المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابي، من بين المعترضين عليه إلى جانب باقي الموقعين على الالتماس ومن بينهم المؤرخة شيلا روبوثام، وروني كاسريلز وزير سابق في حكومة جنوب أفريقيا، وأحد قادة المؤتمر الوطني الإفريقي أثناء الكفاح ضد الأبارتيد.

ووقع أيضا على الالتماس الموسيقار البريطاني بريان إينو وجيفري بيندمان، وهو محام بريطاني متخصص في قانون حقوق الإنسان.

ونقلت التايمز عن جوناثان روزنهيد الأستاذ الفخري في كلية لندن للاقتصاد ورئيس اللجنة البريطانية لجامعات فلسطين وأحد متزعمي التوقيع على الالتماس، قوله إن “الحرية الأكاديمية أمر بالغ الأهمية لمكانة المؤسسة الأكاديمية بأكملها”.

وأوضح روزنهيد بأن “الورقة البحثية كانت بمثابة فحص لآليات كيفية تأثير إسرائيل وحلفائها على الرأي العام وإعلامهم بهدف الحفاظ على دعم الحكومة البريطانية”.

وأكد رئيس اللجنة البريطانية لجامعات فلسطين أن الورقة هي “مجال راسخ من البحث الأكاديمي إذ يكتب الناس أبحاثا مماثلة عن الصين وروسيا، لكنهم غير متهمين بمعاداة الصين ولا روسيا، لكن إذا كتبت مقالًا مثل هذا عن إسرائيل، فأنت معاد للسامية”.

ورأى وفق الصحيفة، أن تقديم ادعاءات كاذبة يضعف النضال ضد العنصرية الفعلية.

ومن جانبه قال متحدث باسم جامعة جلاسكو إنها “تلتزم بدعم الحرية الأكاديمية وتعزيز المساواة والتنوع داخل الحرم الجامعي”، حسب تايمز.

واعتبر أن “حرية التعبير والحق في الاختلاف وحماية جميع الموظفين والطلاب في حقهم في اعتناق الآراء والحرية الأكاديمية هي في صميم رسالتنا”.

وتابع “لقد تلقينا الالتماس وننظر فيه بشكل كامل، وسنرد على الموقعين في الوقت المناسب”.

المصدر : صحيفة التايمز