تفاكر.. ما هو النوروماركتينغ؟ وكيف تلاعب مجتمع الاستهلاك بميول الإنسان لتحقيق مكاسب وأرباح؟ (فيديو)

تناول الدكتور مصطفى المرابط رئيس مركز مغارب لدراسات الاجتماع الإنساني في حلقة جديدة من برنامجه (تفاكر) أبعاد تداخل الاقتصاد وآليات التسويق مع الطب الحديث، وكيفية استغلال مجتمع الاستهلاك للعلوم الطبية.

تناول الدكتور مصطفى المرابط رئيس مركز مغارب لدراسات الاجتماع الإنساني في حلقة جديدة من برنامجه (تفاكر) أبعاد تداخل الاقتصاد وآليات التسويق مع الطب الحديث، وكيفية استغلال مجتمع الاستهلاك للعلوم الطبية للتحكم بميول البشر بهدف تحقيق أرباح أكبر.

وأشار المرابط إلى تطور علوم الأعصاب التي ساعدت على اكتشاف مناطق الدماغ وما تتحكم فيه، وهو ما يُشكل أخطر سلاح توصل إليه الإنسان لا سيما فيما يتعلق بحدود استخدام تلك المعلومات.

وتحدث المرابط خلال برنامجه -الذي يسلط فيه الضوء على مجموعة من القضايا الثقافية المرتبطة بالعالم العربي والإسلامي وبالسياق العالمي- عن استغلال الرأسمالية ومجتمع الاستهلاك لهذه “الأسلحة الجديدة” متمثلة في تلك الاكتشافات العلمية الهائلة.

ولفت إلى أن مجتمع الاستهلاك خرق الحدود الأخلاقية بتوظيف التقنيات الطبية لمنطق السوق، بهدف تحقيق مصالح هذا المجتمع فحسب استنادًا إلى تقنيات التسويق.

وأوضح أن التزاوج بين علوم الدماغ والتسويق أدى إلى ولادة تقنية (النوروماركتينغ) وهو ميدان وضع أسسه آل سيمدس.

وعرّف سيمدس تقنية (النوروماركتينغ) بأنها مجال يسعى إلى فهم أفضل للعواطف وتوقع آثارها وتعديل الأذواق والاختيارات والسلوكيات، بفضل التعرف إلى الآليات العصبية وتحديد مناطق الدماغ في تفاعلها من عدمه مع فعل الشراء أو الاختيار أمام الدعاية.

وتهدف تقنية (النوروماركتينغ) إلى تحسين استراتيجيات التسويق وتطويرها وتحقيق أكبر الأرباح.

واعتبر المرابط أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو يشبه المخدرات الطبيعية في تأثيرها على مناطق الدماغ ودورها في إفراز (مادة الدوبامين) حيث يبدأ كلاهما بمشاعر السرور والمتعة وينتهي بالإدمان.

وشبّه المرابط تأثير مواقع التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو بـ”الهروين الرقمي” من خلال أسلوب “التنبهيات المتكررة”.

وأكد المرابط على أن تطبيقات التسوق اليوم تستخدم الأسلوب ذاته حيث تعتمد على “التنبهيات” التي تحفّز مركز المكافأة في الدماغ بهدف ربط المستهلك بها.

وختم حديثه بطرح المزيد من الأسئلة حول ما حدث للإنسانية حتى أصبحت السلعة أكثر قيمة من الإنسان، وباتت تعلو مصالح الربح على كل شيء حتى لو على حساب صحة الإنسان النفسية والذهنية، وعلى حساب مصالح المجتمع العليا.

المصدر : الجزيرة مباشر