رئيس تونس يصف المحتجين بـ”المخمورين” وناشطون يشبهون كلمته بخطابات القذافي (فيديو)

الرئيس التونسي قيس سعيد
الرئيس التونسي قيس سعيد (الرئاسة التونسية- فيسبوك)

تفاعل ناشطون بغضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع تصريحات الرئيس التونسي قيس سعيد في خطابه، أول من أمس الإثنين، بولاية سيدي بوزيد (وسط)، ووصف فيها معارضيه بـ “المخمورين”.

وكانت مظاهرات قد خرجت في العاصمة التونسية، السبت الماضي، للمطالبة بالعودة إلى المسار الدستوري وتفعيل المؤسسات الدستورية وعلى رأسها البرلمان الذي تم تعليقه بعد تدابير استثنائية أعلنها سعيد، في 25 يوليو/تموز الماضي.

ووصف سعيّد احتجاجات التونسيين بـ”مسرحية مخرجُها معروف وفاشل وممثلوها من أسوأ الممثلين”، وقال إنه اختار سيدي بوزيد لأنها مهد الثورة الحقيقية “لا تلك التي عرفت مشاركة بضع عشرات”، في إشارة إلى مظاهرات السبت والتي قدرت المشاركة فيها بالمئات.

اتهم سعيّد الناشطين الذين دعوا إلى الاحتجاج بأنهم “وزعوا الخمر وأن من شاركوا في المظاهرة بعض المخمورين”، ما أثار حفيظة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الذين دشنوا وسما باسم قيس سعيد.

شبهوه بالقذافي

وصف الإعلامي سامي كمال الدين كلمة قيس سعيد من سيدي بوزيد بـ”المرتبكة وكلها حيرة وتردد”، وذهب إلى القول “إنها لحظات نادرة في تاريخ العرب الحديث تشبه كلمات بن علي القذافي حسني مبارك في النهايات”.

وشبهت الناشطة درة محمد بدورها ما جاء في خطاب سعيّد ووصفه للمحتجين بـ”المخمورين” بخطابات الزعيم الليبي السابق معمر القذافي.

بدوره رأى الباحث في العلوم السياسية عبد اللطيف الحماموشي أن خطاب قيس سعيد يحيل على خطابات القذافي.

طالبوه بالرحيل

واعتبر الناشط الحقوقي طارق المنضوج في تغريدة له أن “التشنج في الخطاب الذي ظهر على قيس سعيّد في سيدي بوزيد، هو بالأساس رد على عملية الطلاق التي حصلت بينه وبين بعض الداعمين الإقليميين لانقلابه”.

وقالت الناشطة أمل زروق إن “أهالي ولاية سيدي بوزيد رفعوا شعار ارحل في  قيس سعيد لكن القناة الرسمية قطعت البث”.

وعلّق الإعلامي والدكتور محمد الهاشمي الحامدي على خطاب قيس سعيّد بالقول إنه “لا يصلح أن يكون رئيسًا لتونس”.

المرزوقي يحذر

وحذّرت حركة النهضة -أكبر الاحزاب تمثيلًا في البرلمان التونسي المجمّدة أعماله- من أنّ قرارات الرئيس قيس سعيّد الأخيرة بتواصل التدابير الاستثنائية “تهدد بتفكيك الدولة”، وذلك وفق بيان الحركة أمس الثلاثاء.

وكان المنصف المرزوقي الرئيس التونسي الأسبق أبدى أسفه لما تمر به بلاده مهد الربيع العربي، وذلك بعد خطاب سعيّد الذي وصف فيه المظاهرات المعارضة له بـ”المسرحية السيئة”.

وارتأى المرزوقي -في حديث لبرنامج المسائية على شاشة الجزيرة مباشر- أن حل المعضلة التونسية يكمن في العودة إلى الشرعية والقانون وحكم العقل، والقبول بالتعددية السياسية مع نبذ التخوين والإقصاء، علاوة على “إغلاق قوس سعيّد في أقرب وقت”.

المنصف المرزوقي: تونس على شفير الإفلاس وأطالب الشعب بعزل سعيّد ومحاكمته (فيديو)

واستبعد المرزوقي أن تطول مدة بقاء القوس مفتوحًا -في إشارة إلى تحكم سعيّد بزمام الأمور- مبررًا ذلك بأنه لا يمكن أن تبقى دولة من دون حكومة، أو تترك الأمور في يد حكومة غير شرعية، ولا يمكن للشعب أن يقبل بتحول بلدنا من نموذج ديمقراطي إلى شيء مضحك ومؤسف.

وقال إن التاريخ سيذكر هذه الخطب -في إشارة إلى خطابات سعيّد- بأنها كانت مظاهر “مخلَّة ومشينة للديمقراطية التونسية ومذِلَّة لكل التونسيين، وهي نوبات من الهذيان تعود فيها الكلمات ذاتها من التخوين والاتهام والحديث عن محاولة اغتيال وراجمة صواريخ وغير ذلك مما يجسِّد مشهدًا سرياليًا (خياليًا)”.

المصدر : الجزيرة مباشر