ماذا تعرف عن قصة الصعود السريع لأفضل لاعب شاب في مونديال قطر؟

إنزو فيرنانديز اللاعب الأرجنتيني الشاب
على يمين ميسي.. إنزو فيرنانديز اللاعب الأرجنتيني الشاب (غيتي)

لأول وهلة، لم يصدّق اللاعب الأرجنتيني الشاب إنزو فيرنانديز أنه فاز بجائزة أفضل لاعب شاب في مونديال قطر 2022.

وتعد قصة اللاعب (21 عامًا) واحدة من أكثر القصص الرائعة ببطولة كأس العالم التي تُوِّجت فيها الأرجنتين باللقب للمرة الثالثة في تاريخها.

ظهر فيرنانديز للمرة الأولى على المستوى الدولي في سبتمبر/أيلول الماضي، حيث حل بديلًا في الشوط الثاني لمباراة ودية مع هندوراس، انتهت بفوز راقصي التانغو بثلاثية دون ردّ.

وشهدت هذه المناسبة تحقيق فيرنانديز طموحه الدائم باللعب إلى جانب مثله الأعلى، ليونيل ميسي.

بعد مباراة هندوراس، قال فيرنانديز “اللعب مع ليو يجلب لي فرحة كبيرة، إنه حلم أصبح حقيقة”.

“الفتى المذهل”

بعد أقل من 3 أشهر، كان ميسي يصف فيرنانديز بأنه “فتى مذهل”، وكان لهما دور فعال في فوز الأرجنتين بلقب كأس العالم 2022.

ضمن فيرنانديز مكانه في تشكيلة منتخب بلاده بنسخة قطر تحت قيادة ليونيل سكالوني، بعد مزيد من الأداء المميز في مباراتين وديتين قبل البطولة، واستمر في التألق مع فريق (بنفيكا).

يملك فيرنانديز توليفة نادرة من الطاقة العالية والتقنية الرائعة والذكاء التكتيكي، وهو ما جعله يتأقلم بسرعة مع كرة القدم الأوربية بعد انتقاله من نادي طفولته (ريفر بليت) هذا الصيف.

لقد كان حاضرًا دائمًا مع فريق (بنفيكا) الذي اجتاز الجميع في الداخل والخارج هذا الموسم. لم يخسر الفريق في 28 مباراة في جميع المسابقات وانتهى في صدارة مجموعة دوري أبطال أوربا التي تضم باريس سان جيرمان.

موهبة خاصة

في سن الـ21 فقط، قدرة فيرنانديز على إملاء إيقاع الملعب تجعله موهبة خاصة. إن تمريرات اللاعب الشاب واضحة وحاسمة ودقيقة، فمعدل دقته يبلغ 90% في مباريات الدوري هذا الموسم، و88% خلال كأس العالم. في هذه الأثناء، تتجلى قدرته على المساهمة في الثلث الأخير من خلال 5 تمريرات و3 أهداف سجلها بالفعل مع (بنفيكا).

بالطبع، تم عرض قدرة فرنانديز على تسديد الكرات بشكل لا يُنسى في فوز الأرجنتين على المكسيك في دور المجموعات، عندما سدد كرة لولبية ببراعة في الزاوية العليا لشباك جييرمو أوتشوا ليحقق الفوز بهدفين دون رد. شارك في تلك المباراة بديلًا لكنه بدأ كل المباريات الباقية من رحلة الأرجنتين في كأس العالم.

تزامن دخوله في تشكيلة المدرب سكالوني مع نمو الأرجنتين بشكل كبير في مكانتها وإيمانها. تناغم بشكل مثير للإعجاب مع زملائه في خط الوسط ألكسيس ماك أليستر ورودريجو دي بول، وزاد دخول فرنانديز الروح التنافسية وقوة الأداء لمنتخب الأرجنتين، وكان له 22 تدخلًا ناجحًا.

كان فرنانديز في أفضل حالاته في نهائي البطولة حيث تغلبت الأرجنتين على فرنسا في أول 70 دقيقة من المسابقة. بعد ذلك، قلب كيليان مبابي المباراة رأسًا على عقب، لكن الأرجنتين تمسكت في نهاية المطاف بالفوز في مباراة دراماتيكية.

يتجلى التأثير الكبير للاعب خط الوسط في هذا الفريق الأرجنتيني من خلال حقيقة أنه كان واحدًا من خمسة لاعبين فقط من فريق سكالوني لعبوا 120 دقيقة كاملة في النهائي.

ابتسامة الفرح

بعد لحظات من حصوله على جائزة الفيفا لأفضل لاعب شاب تحولت ابتسامة فيرنانديز الخجولة إلى ابتسامة مليئة بالفرح حيث انضم مرة أخرى إلى زملائه في العرض التقديمي لتسليم كأس العالم.

قبل 6 سنوات، كتب فيرنانديز خطابًا مفتوحًا على “فيسبوك” للرجل الذي كان على وشك رفع هذا الكأس عاليًا في السماء، وحث بطله على إعادة النظر في اعتزال كرة القدم الدولية.

كتب “أرجوك لا تذهب يا ليو، رؤيتك تلعب باللونين الأزرق والأبيض هي أعظم فخر في العالم. ابق واستمتع”.

لحسن الحظ، بالنسبة إلى إنزو -ولكل محبي كرة القدم- فعل ليونيل ميسي ذلك، واستمر في الملاعب ليفوز بأكبر بطولة على الإطلاق، وبمساعدة لاعب خط وسط شاب، ابتسم العالم له.

المصدر : الجزيرة مباشر + موقع الفيفا