في يوم الحج الأكبر.. خطيب عرفة يؤكد أهمية التآلف ووحدة الصف بين المسلمين (فيديو)

حجاج بيت الله خارج مسجد نمرة في سهل عرفات (رويترز)

دعا خطيب يوم عرفة، الشيخ يوسف بن محمد بن سعيد -عضو هيئة كبار العلماء في السعودية- خلال خطبة “يوم الحج الأكبر” في مسجد نمرة، إلى وحدة صف المسلمين والاجتماع على المحبة والتآلف وعدم التنازع والتفرق.

وحثّ الشيخ يوسف بن محمد بن سعيد، في خطبة عرفة التي ألقاها بمسجد نمرة في مشعر عرفات اليوم الثلاثاء الموافق التاسع من ذي الحجة 1444هـ، المسلمين على تقوى الله تعالى بطاعته والتزام شرعه وحفظ حدوده ليكونوا من المصلحين الفائزين في الدنيا والآخرة.

وقال خطيب عرفة “علينا الانتباه إلى أنه متى تفرقت الكلمة دخلت الأهواء والضغائن وتضادت الإرادات فسفك الدم الحرام، واستحل المال المعصوم وانتهكت الحرمات، وصعُب على الأمة الرقي في حياتها وعسُر الالتزام بالطاعات”.

وأكد أن من حفظ حدود الله، عدم صرف شيء من العبادات لغير الله، مشيرًا إلى أن من كان من أهل التوحيد كان من أهل الهداية، وكانت له النجاة والعاقبة الحميدة.

وشدّد على أن اختلاف اللغات والألوان والأعراق ليس مبررًا للاختلاف والنزاع، بل هو آية من آيات الله في الكون، وقال “إن مما تتابعت النصوص على تأكيده الأمر بالاجتماع والمحبة والتآلف والنهي عن التنازع والتفرق والاختلاف”.

وأضاف الشيخ يوسف بن سعيد، أن في اجتماع الكلمة صلاحًا للدين والدنيا وتحقيقًا للمصالح وزوال للمفاسد، وحصولًا للتعاون على البر والتقوى، لافتًا إلى أنه متى تفرقت الكلمة دخلت الأهواء والضغائن وتضادت الإرادات فسفك الدم الحرام.

وأشار إلى أمر الله للمسلمين عند النزاع بالرجوع للكتاب والسنة، مستدلًا بقوله تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}.

ونبّه إلى أن الشريعة نهت عن الانسياق وراء الشائعات والأراجيف التي يقصد منها تفريق الصف، وشدد على وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر لتحقيق مقصد اجتماع الكلمة.

ودعا حجاج بيت الله الحرام إلى التفرغ للذكر والدعاء، وقال “إنكم في موطنٍ شريفٍ وزمانٍ فاضلٍ ترجى فيه مغفرة السيئات وإجابة الدعوات، ولهذا أفطر، صلى الله عليه وسلم يوم عرفة في حجه، ليتفرغ للذكر والدعاء.

وبعد الخطبة أدّى حجاج بيت الله الحرام الذين توافدوا منذ وقت مبكر إلى مسجد نمرة، صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، اقتداءً بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.

ومع غروب شمس هذا اليوم تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة ويُصلّون فيها المغرب والعشاء ويبيتون فيها حتى فجر غد العاشر من شهر ذي الحجة؛ تأسيًا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث بات فيها وصلى الفجر.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء السعودية