“نشرب الماء مثل النار”.. نازحة سورية مسنّة تصف صعوبة الحياة بالمخيم جراء ارتفاع الحرارة (فيديو)

في إحدى خيام مخيم “أهل التح” بريف إدلب الشمالي ملأت الجدة لأحفادها وعاءً كبيرا بالماء، فجلسوا فيه للاحتماء من حرارة الصيف التي تلهب الخيمة.

قال الصغار لكاميرا الجزيرة مباشر، إنهم يقاومون الحرّ بهذه الطريقة وإنهم لا يقدرون على اللعب تحت أشعة الشمس الملتهبة، ولا البقاء داخل الخيمة التي تشتد فيها الحرارة نهارا وليلا.

تتمنى الجدة أن تحصل على ثلاجة تبرد فيها الماء قبل شربه، وقالت للجزيرة مباشر “نشرب الماء مثل النار”. وتعاني المسنّة من الرعاف بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

تعيش العائلة المكونة من 10 أفراد منذ 5 سنوات في هذا الوضع الذي تصفه الجدة بأنه “سيّئ للغاية”، وقالت العجوز والغصة تملأ صوتها “أقل شيء أن يستبدلوا لنا الخيام بأخرى جديدة، لكن لا أحد يرد علينا”. وتابعت “نفقد أشياء كثيرة، لم نر سلل المساعدات منذ مدة طويلة”.

لا تكف العجوز عن استرجاع الماضي، وتقول إنها تشعر بالألم على دارها التي هُجرت منها بسبب الحرب، وقالت بأسى “أنا حزينة لأني قد أموت قبل أن أعود”.

وقال الأب النازح لكاميرا الجزيرة مباشر بغضب “نحن معرضون للموت من الحرارة أو البرد أو قصف الطائرات، بعدما هُجّرنا من بيوتنا قسرًا”.

وأطلق النازح صرخة عبر الجزيرة مباشر، قائلًا “ما الذنب الذي اقترفناه، هل ذنبنا أننا طالبنا بالحرية مثل باقي العالم؟!”.

وعن مطالبه قال النازح “أتمنى أن يدعمنا العالم بأن نعود لبلادنا. لا نريد مساعدات، فليغلقوا معبر باب الهوى وجميع المعابر، وليرجعونا فقط إلى ديارنا”.

وزاد بحسرة “وصل بنا الأمر إلى أن نطلب أمورا بسيطة. لا نطلب أكثر من خيمة وألواح طاقة ومروحة وبطارية”.

وتدخل مساعدات الأمم المتحدة إلى سوريا عبر طريقين فقط، هما معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2672، ومناطق سيطرة النظام السوري.

ويقطن في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري أكثر من 4 ملايين، نحو نصفهم من النازحين، ويعتمد 90% منهم على المساعدات الإنسانية.

ودخلت الاثنين الماضي آخر قافلة مساعدات أممية مناطق شمال غربي سوريا عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا بموجب القرار 2672 الذي انتهى العمل به الاثنين الماضي.

المصدر : الجزيرة مباشر