بديل للورد الصناعي.. زراعة الزنبق تزدهر في لبنان بعد غلاء الأسعار (فيديو)

يشهد لبنان إقبالا على زراعة زهرة الزنبق بعد ارتفاع سعر الدولار أمام الليرة اللبنانية وبعد غلاء الأسعار، لأنها أصبحت توفر للمزارعين دخلا وتحقق لهم مكاسب، لرواجها لدى الزبائن بعد غلاء الورد الصناعي الذي كان يشهد إقبالا من قبل.

وزارت كاميرا الجزيرة مباشر، أمس الخميس، مشتلا في مدينة المنية شمالي لبنان للوقوف على ازدهار زراعة الزنبق والتحديات التي يواجهها العاملون في المجال.

وقال وليد ملاص وهو زارع أزهار، إن زهرة الزنبق تحتاج إلى وقت طويل واهتمام بالغ، إذ تمر بعدة مراحل منذ زرع بذورها حتى تُزهر.

ومضى المزارع إلى أن الزهرة تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء، لذلك تُزرع في تربة تحفظ الماء، كما أنها تحتاج إلى السماد والمبيدات والمغذيات.

وتحتاج الزهرة أيضا إلى إزالة الأعشاب من حولها بشكل مستمر ومتواصل، حتى لا تعرضها للتلف، وتساعد درجة الحرارة العالية على سرعة نموها داخل البيوت البلاستيكية المخصصة للزراعة.

وأوضح المتحدث للجزيرة مباشر، أن الزنبق يحتاج في فصل الصيف إلى 85 يوما لخروج الزهور فيما يحتاج في فصل الشتاء إلى 110 أيام، وهو ما يدفع المزارعين إلى الاستعانة ببيوت النايلون.

الزنبق البلدي هو النوع الأفضل في لبنان (الجزيرة مباشر)

واعتبر المزارع أن زراعة الزنبق أصبحت بديلا لدى بعض المزارعين عن زراعة الخضراوات والفواكه، مشيرا إلى أنها تبقى مكلفة مقارنة بها.

وتبدأ زراعة الزهرة من مارس/ آذار إلى مايو/ أيار من كل سنة، ويكون جني المحصول من يونيو/ حزيران إلى أغسطس/ آب، وفق المزارع الذي قال إن الإقبال عليها يكون كبيرا في الأعياد فقط، وليس الأمر كذلك في باقي الأيام.

ويعرف لبنان 3 أنواع من الزنبق، أكثرها رواجا البلدي والإيطالي، ويختلف شكل الزهرة ورائحتها، إذ تتفتح زهور الزنبق البلدي عن آخرها في فصل الصيف وتبقى رائحتها أفضل من النوع الإيطالي، وفق المزارع.

وقال مزارع آخر لكاميرا الجزيرة مباشر، إن زراعة الأزهار تراجعت في لبنان خلال السنوات الأخيرة، بعد أن أصبح اللبنانيون يهتمون بتأمين الطعام أكثر من أي منتج آخر، إثر الأزمة الاقتصادية في البلد.

ومضى إلى أن المزارع يعاني من عدة تحديات منها غلاء السماد، دون تلقي أي دعم من الحكومة، وطالب بالاهتمام بوضعهم من طرف الجهة المسؤولة حتى يتمكنوا من الاستمرار، موضحا أن الأزمة الاقتصادية أثرت فيهم أيضا بشكل كبير.

وقال أحد المقبلين على شراء الزنبق، إنه كان في البداية يفضل الورد الصناعي، إلا أن غلاء الدولار جعله يلجأ إلى الزنبق الحقيقي، معتبرا أنه أفضل من حيث الشكل والرائحة، كما أنه يعتبر هدية معبّرة أكثر.

المصدر : الجزيرة مباشر