“بِعت حماري وأنقل الماء على ظهري”.. معاناة يمنيين في منطقة جبلية من انقطاع المياه منذ 7 سنوات (فيديو)

يجد أهالي مدينة تعز في اليمن أزمة في مياه الشرب، في حين تسجل درجات الحرارة ارتفاعا كبيرا، إذ لا يصل إليهم صهريج الماء إلا مرة واحدة في الأسبوع.

ورصدت كاميرا الجزيرة مباشر، اليوم الثلاثاء، انتظار أهالي حي “الضبوعة” منذ ساعات الصباح الأولى لشاحنة المياه التي تصل من “فاعلي خير”.

وأفاد مراسل الجزيرة مباشر بانقطاع مشروع توصيل المياه إلى المنطقة منذ 7 سنوات، في حين ظل السكان يعانون العطش وقلة الماء.

وفي أحد أزقة الحي، وقف الأطفال بالدّور يحرس كل منهم “غالونات” الأسرة، التي قد لا تسدّ حاجتها لأسبوع كامل، إذ اصطفوا منذ الصباح الباكر في انتظار ملء الخزان بالماء.

وقال أحد السكان إن الحي يقع بين طرق وعرة تمنعه من التنقل لجلب الماء، وأوضح أنه بعد فشل مشروع توصيل الماء إلى الحي، حاول السكان توصيل خراطيم من أحياء مجاورة إلا أن الأمر تطلب مبالغ كبيرة.

ونقل مراسل القناة شهادة مؤثرة لأحد السكان، قال فيها إنه كان ينقل غالونات الماء إلى منزله في قمة الجبل على ظهر دابة، لكنه لم يعد قادرا على إطعامها فاضطر إلى بيعها وتكبد عناء نقل الماء بنفسه من مسافة بعيدة إلى أعلى الجبل.

وتمكن سكان الحي من الحصول على خزان بلاستيكي للماء بمساعدة أحد المتبرعين، إلا أنه لا يكفي لسقي هذا الحي المكتظ بالسكان.

وقال أحد السكان إنهم يضطرون إلى ملء غالوناتهم من ماء المطر إذا نفد ما في الخزان.

وتعيش أغلب الأسر الفقر والعوز في منطقة جبلية عشوائية دمرتها الحرب وضاعفت معاناة أهلها.

وقال أحد الأهالي لكاميرا الجزيرة مباشر، إن السكان يضطرون إلى نقل الماء من مناطق بعيدة جدا، بعد نفاد مخزونهم منه.

وطالب سكان “الضبوعة” المسؤولين بالنظر في معاناتهم التي تعود إلى 7 سنوات مضت ولا تزال مستمرة.

وقال المتحدث لكاميرا القناة، إن المنازل الأكثر ارتفاعا لا يصلها إليها الماء مطلقًا وهي أكثر تضررا من غيرها، موضحا أن المياه التي تصل إليهم على شكل مساعدات تحتاج إلى تكلفة باهظة.

وعبّر عجوز من أهالي الحي للجزيرة مباشر عن غضبه من شح المياه، قائلا إن الوضع على حاله منذ سنوات ولم يتغير، وإن الماء لا يصل إليهم ألا أياما قليلة بكميات لا تسد حاجتهم.

ويجد العجوز صعوبة في صعود الجبل بالماء، ويشكي وضعه قائلا إن سكان الحي سيموتون من العطش والجوع.

ويشهد اليمن، منذ أكثر من 7 سنوات، حربًا بين القوات الموالية للحكومة الشرعية مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية، والحوثيين المسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.

وتقول التقارير الأممية إن معظم النازحين اليمنيين يعانون ظروفًا إنسانية صعبة، ولا يستطيعون توفير أدنى متطلبات الحياة، وهو ما تنقله كاميرا الجزيرة مباشر وتؤكده باستمرار عبر مقابلات عديدة مع أسر يمنية تعاني الأمرّين جراء الحرب.

وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، يشهد اليمن أكبر أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 23.7 مليون شخص إلى مساعدة إنسانية، بينهم نحو 13 مليون طفل.

المصدر : الجزيرة مباشر