كيف صار وضع المسلمين في الولايات المتحدة بعد 22 عاما على هجمات سبتمبر؟

مسلمون أمريكيون للجزيرة مباشر: تخطينا عقدة أحداث سبتمبر/أيلول

تعرّض مسلمون ومساجد لهجمات ومضايقات في الولايات المتحدة عقب أحداث سبتمبر (الأوروبية)

أحيت الولايات المتحدة الذكرى الثانية والعشرين لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، التي أودت بحياة نحو ثلاثة آلاف شخص، وغيرت حياة مئات الملايين خارج الولايات المتحدة وداخلها من بينهم المسلمون الأمريكيون.

وبعد هذه السنوات، كيف يتذكر المسلمون الأمريكيون هذه الأحداث التي جعلتهم في الظل لوقت طويل؟

السنوات الأولى

قال أسامة جمال، الأمين العام للمجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية، للجزيرة مباشر “السنوات الأولى كانت شديدة وصعبة علينا كمسلمين في أمريكا، لكن الأمور اختلفت كثيرًا الآن، حتى أن الأجيال الجديدة ربما لا تعرف خلفية هذه الهجمات”.

وتابع “لم نعد أسرى لهذه العقدة، ولا ينبغي أن نكون كذلك. عمليًّا، تجاوزناها بمراحل كثيرة، وبقية الأمريكيين تجاوزوها أيضًا، وتأكدوا من حرصنا على سلامة المجتمع”.

وبحسب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية “كير”، تعرّض مسلمون ومساجد لهجمات ومضايقات في الولايات المتحدة عقب أحداث سبتمبر.

وأضاف جمال “نشكر أخواتنا اللاتي يرفعن شعار الإسلام بحجابهن، فنحن الرجال ليس بالضرورة أن يدل مظهرنا على عقيدتنا”.

وزاد “المسلمون في الولايات المتحدة انخرطوا بشكل إيجابي جدًّا في المجتمع، أولًا لحرصهم على تعليم أولادهم بشكل جيد وبالتالي تزداد فرصهم في العمل بالشركات الكبرى والمؤسسات الحكومية، وكذلك انخراطهم في القضايا الداخلية بمجتمعاتهم الصغيرة”.

صورة مجمعة لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول (ر ويترز)

“التضييقات بدأت قبل 2001”

لا يوجد إحصاء رسمي لعدد المسلمين في الولايات المتحدة، لكن بحسب الأمين العام للمجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية، فإن عددهم لا يقل عن 5 ملايين، ويؤكد أن هذا العدد على الرغم من أنه ليس مؤثرًا في الانتخابات الرئاسية، لكنه فعال في الانتخابات المحلية داخل كل مقاطعة.

وأوضح جمال أن المسلمين في المقاطعات فعالين في الانتخابات البلدية وانتخابات المجالس وغيرها، وهو ما لم يكن موجودًا من قبل، وتابع “نحن لا نبالغ ولا نعطي أنفسنا حجمًا أكبر من الواقع، لكن الواقع أيضًا يؤكد أننا تخطينا تداعيات هذه الهجمات التي فُرضت علينا كما فُرضت على بقية الأمريكيين”.

وأشار إلى أن البعض يشكو من تضييق المراقبة على المسلمين وخاصة في المطارات، لكن في الواقع هذا الأمر بدأ قبل 2001، ومنذ زيادة عدد الوافدين المسلمين إلى أمريكا في الثمانينيات بغرض الدراسة والعمل، ثم اللاجئين من الصومال وحتى من العراق بعد حرب العراق الأولى.

إنجازات حققها المسلمون

وقال أسامة أبو ارشيد، رئيس مؤسسة (أمريكيون من أجل العدالة لفلسطين) إن “تداعيات هجمات سبتمبر على المسلمين في أمريكا لم تعد قضية كبيرة بالنسبة لنا. أغلب العقبات أزيلت، وبقيت مسائل قليلة مثل الإزعاج في المطارات أثناء السفر بسبب زيادة التدقيق، لكن الإنجازات التي حققها المسلمون أضعاف هذه العقبات البسيطة”.

وأضاف أبو ارشيد “المسلمون لم يكن لديهم انخراط في الحياة السياسية، لكن الآن هناك أعضاء في الكونغرس وناشطون في الحياة السياسية وقضاة ومحامون وفي المجالات كافة”.

وتابع “هجمات سبتمبر جرح كبير، لكن موجة الاستهداف والنظرة إلى المسلمين كأنهم طابور خامس تجاوزناها، لأننا أثبتنا حرصنا على سلامة المجتمع الأمريكي”.

خلال حفل إحياء ذكرى 11 سبتمبر في نيويورك (الفرنسية)

وألقى الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم خطابًا أمام أفراد الخدمة العسكرية وعائلاتهم في قاعدة عسكرية في أنكوراج بولاية ألاسكا بمناسبة ذكرى هجمات سبتمبر، كما شهدت مدينة مانهاتن بولاية نيويورك حفلًا لإحياء ذكرى الضحايا بمشاركة قادة سياسيين وعدد من الأشخاص الذين فقدوا أفرادًا من عائلاتهم في هذه الهجمات.

وحضر الاحتفال نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ، بينهم تشاك شومر وكيرستن جيليبراند، وحاكمة نيويورك كاثي هوتشول، وعمدة نيويورك إريك آدامز، وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس.

وفي 11 سبتمبر 2001، استولت مجموعات صغيرة من الخاطفين على أربع طائرات ركاب، ضربت طائرتان منها برجَي مركز التجارة العالمي في نيويورك، بينما دمرت ثالثة الواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في واشنطن، وتحطمت الرابعة في حقل بولاية بنسلفانيا.

المصدر : الجزيرة مباشر