دراسة طبية تثبت إخفاق الذكاء الاصطناعي أمام اختصاصيي الأشعة في كشف أمراض الرئة

استعان الفريق الطبي في دراسته بأربع أدوات ذكاء اصطناعي

الانسداد الرئوي المزمن من الأمراض الصدرية الخطيرة
منظمة الصحة تجمع علماء لوضع قائمة جديدة بالعوامل المسببة للأمراض (غيتي)

أفادت دراسة طبية جديدة بأن اختصاصيي الأشّعة البشريين تفوّقوا على الذكاء الاصطناعي في التشخيص الدقيق لعدد من أمراض الرئة.

وأوضح الفريق الدنماركي المشرف على الدراسة -التي نُشرت الاثنين الماضي في مجلة (راديولوجي)- أن تقنيات الذكاء الاصطناعي أخفقت في مهمّة التحديد الدقيق لوجود وغياب 3 أمراض رئوية شائعة، واستعانوا بالدراسة بمراجعة أكثر من ألفي صورة أشعة سينية للصدر.

وتفسيرًا لهذه النتائج، أوضح لويس بليسنر اختصاصي الأشعة والباحث الرئيس في الدراسة أن “التصوير الإشعاعي للصدر هو أداة تشخيصية شائعة، ولكن هناك حاجة إلى قدر كبير من التدريب والخبرة لتفسير الاختبارات بشكل صحيح”.

تحدّي دقة التشخيص

وأكمل أنه على الرغم من أن أدوات الذكاء الاصطناعي المتاحة تجاريًا والمعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية متاحة لمساعدة أطباء الأشعة، إلا أن الاستخدام السريري لأدوات الذكاء الاصطناعي القائمة على التعلّم العميق للتشخيص لا يزال في مراحله الأولى.

واعترض بليسنر على الموافقة المتزايدة بشأن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في أقسام الأشعة، دون الأخذ في الاعتبار أنه يجب اختبارها على حالات مرضية واقعية، مشيرًا إلى أنه يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن تساعد اختصاصيي الأشعة في تفسير صور الأشعة السينية للصدر، لكن دقة التشخيص الواقعية تظل غير واضحة.

4 أدوات ذكاء اصطناعي

واستعان الفريق الطبي في دراسته بأربع أدوات ذكاء اصطناعي متاحة تجاريًا مع مجموعة من 72 اختصاصيي أشعة لتفسير 2040 صورة أشعة سينية متتالية لصدور مرضى، والتقطت على مدار عامين في 4 مستشفيات دنماركية عام 2020، ومع اختلاف الأمراض لأصحاب الأشعة إلا الذكاء الاصطناعي لم ينجع في تشخيص أي نوع منها بنسبة 100%.

وأوضحت الدراسة إن أدوات الذكاء الاصطناعي أظهرت حساسية متوسطة إلى عالية يمكن بالمقارنة مع اختصاصي الأشعة للكشف عن أمراض الصدر الأكثر شيوعًا، وهي الالتهاب الرئوي واسترواح الصدر والانصباب الجنبي والأشعة السينية، لكن هناك نقطة تحسب للتقنيات الذكية وتتمثل في إمكانية التنبؤ بالمرض في حالة عدم وجوده.

صورة بالأشعة السينية للجهاز التنفسي لطفل مصاب بعدوى الحصبة (غيتي)
صورة بالأشعة السينية للجهاز التنفسي لطفل مصاب بالتهاب عدوى الحصبة (غيتي)

وأشار الفريق المشرف على الدراسة المنشورة إلى أن أداء الذكاء الاصطناعي كان أسوأ في تحديد أمراض الالتهاب الرئوي حيث تراوحت نسب التنبؤ الإيجابية بين 40 و50%.

ووفقًا للدكتور بليسنر، فإن هدف اختصاصي الأشعة هو تحقيق التوازن بين القدرة على اكتشاف المرض واستبعاده، وتجنب الأمراض المهمة التي يتم التغاضي عنها والإفراط.

وأضاف أن التشخيص بوساطة أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تعزز ثقة اختصاصي الأشعة في تشخيصاته من خلال تقديم نظرة ثانية على الأشعة السينية للصدر.

جيل أكثر قوة

ومن وجهة نظر الفريق الدنماركي، فإن أنظمة الذكاء الاصطناعي قد تبدو جيدة جدًا في اكتشاف المرض، لكنها ليست جيدة مثل أطباء الأشعة في تحديد غياب المرض خاصة عندما تكون الأشعة السينية على الصدر معقدة.

وفي نهاية الدراسة توقع القائمون على الدراسة أن الجيل القادم من أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يصبح أكثر قوة وبشكل ملحوظ إذا كان قادرًا على الجمع بين المعطيات المختلفة للوصول لتشخيصات أكثر دقة.

المصدر : الجزيرة مباشر